قريع وعريقات: توسيع "جيلو" مسمار في نعش السلام وصفعه لامريكا والرباعية
نشر بتاريخ: 18/11/2009 ( آخر تحديث: 18/11/2009 الساعة: 22:22 )
بيت لحم - معا - وصف احمد قريع ابو علاء، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية – رئيس دائرة شؤون القدس- القرار الاسرائيلي الاخير ببناء 900 وحدة سكنية استيطانية في مستوطنة جيلو على مشارف المدينة المقدسة، بأنها مسمار آخر في نعش العملية السلمية، واستهتار لا يحمل التأويل بالشرعية الدولية والجهود الدولية المبذولة لاعادة احياء عملية السلام بما فيها الجهود الشخصية التي يبذلها الرئيس اوباما، ضاربة عرض الحائط في رسالة واضحة مفادها انهم ماضون بترسيم الحل على الارض عبر المستوطنات والجدار وغيرها من وسائل الاستهداف العدوانية العنصرية، غير آبيهن بالتزامات الاسرائيلية التي قطعتها امام المجتمع الدولي، او بالموقف الدولي او بمستقبل المنطقة وحل الدولتين.
واضاف، ان حديثنا عن التلاشي التدريجي لامكانية تحقيق حل دولتين ينهي الصراع ليس شعارا وانما حقيقة لا بد ان يدركها العالم وتحديدا الولايات المتحدة الامريكية، وان البديل هو استدامة الصراع الى اجل غير مسمى يضع المنطقة برمتها والعالم في حالة من عدم الاستقرار.
وشدد على ان هذا القرار الذي يأتي كجزء من مخطط متكامل ممنهج ومبرمج ومتسارع، يهدف الى عزل وفصل القدس عن محيطها الفلسطيني، ويشكل انتهاكا خطيرا ليس فقط لنصوص الالتزامات الواجبة على اسرائيل بموجب خارطة الطريق والشرعية الدولية، وانما يقوض روح العملية السلمية وامكانية التعايش بسلام وامن.
واشار الى انه في ضوء هذه المعطيات، وفي ضوء اللامبالاة الاسرائيلية بالمجتمع الدولي ونواياهم الجلية لفرض حل على اساس مطامعهم الاستيطانية الاستعمارية، لا بد ان تقوم اللجنة الرباعية والولايات المتحدة الامريكية ممثلة عن المجتمع الدولي، بتعريف حل الدولتين، بموجب المرجعيات التي اقرها المجتمع الدولي مثل قرار 242، 338، 252، 194، ومبادرة السلام العربية، ليعرف كل طرف ما له.
واكد انه لن يكون هناك حل حقيقي ينهي الصراع ويحقق السلام والامن الا بالانهاء الشامل للاحتلال بكافة اشكاله، واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الـ 1967 وعاصمتها القدس، والتوصل الى حل عادل لقضية اللاجئين على اساس قرار 194، مضيفا ان هذه هي الوصفة الوحيدة لتحقيق السلام العادل والشامل.
عريقات :كفى يعني كفى
أدان رئيس دائرة شؤون المفاوضات الدكتور صائب عريقات اليوم المخطط الاسرائيلي لبناء 900 وحدة سكنية جديدة في مستوطنة جيلو المبنية على أراضي بيت لحم المحتلة.
وقال الدكتور صائب عريقات: "يوفر هذا المخطط 900 سبب آخر لسرعة تلاشي الآمال في إنقاذ الحل القائم على أساس الدولتين واستئناف مفاوضات حقيقية ولعدم اعتبار اسرائيل شريكا في عملية السلام".
وأضاف الدكتور صائب عريقات: "تواصل إسرائيل تقويض مصداقية عملية السلام في الشرق الأوسط، فهي تسخر من الاتفاقات القائمة وتُخرّب كل احتمالات العودة إلى مفاوضات حقيقية. لقد اتخذت إسرائيل ولاتزال تتخذ خطوات من جانب واحد لتطوير وتعزيز مشروعها الاستيطاني على حساب الحل السلمي واقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة. مستوطنة جيلو هي جزء من هذا المشروع الاستيطاني".
كما ورحب الدكتور صائب عريقات بالتصريحات القوية التي أدلت بها الأمم المتحدة، الولايات المتحدة، المملكة المتحدة ودول أخرى والتي أدانت خطط اسرائيل لتوسيع مستوطنة جيلو.
وقال "إن هذا الإعلان هو بمثابة صفعة مباشرة في وجه الولايات المتحدة واللجنة الرباعية للشرق الأوسط كما أنه يشكل تحدياً مباشراً للمجتمع الدولي، والذي من واجبه أن يتمسك بالقانون الدولي. إن التقاعس عن اتخاذ الرد المناسب سيخلق حالة من الحصانة عندما يتعلق الامر بالانتهاكات الاسرائيلية اليومية للقانون الدولي".
وتابع عريقات "يتلخص الفرق بين النهج الفلسطيني للسلام والنهج الإسرائيلي للسلام بالتالي: لقد قبل الفلسطينيون بالقانون الدولي وبقرارات الأمم المتحدة باعتبارها الحكم النهائي لإقامة سلام عادل ودائم، بينما لم تقبل اسرائيل بذلك".
وأدان الدكتور صائب عريقات أيضاً هدم المنازل المتواصل في القدس الشرقية المحتلة حيث أضحت في اليومين الماضيين عائلتين فلسطينيتن على الاقل، بما في ذلك سبعة أطفال، بدون مأوى، ويجري اليوم هدم المزيد من المنازل الفلسطينية.
وختم الدكتور صائب عريقات كلامه قائلاً: "في ذات الوقت الذي يتواصل فيه بناء المزيد من الوحدات الاستيطانية غير القانونية، تقوم اسرائيل بهدم المزيد من المنازل الفلسطينية في القدس الشرقية المحتلة وتستهدف المزيد من العائلات الفلسطينية.
تقول اسرائيل انها تعمل على توحيد القدس، لكنها تعمل في الواقع على تقسيم القدس من خلال سلسلة من السياسات والقوانين التمييزية التي تتسبب في نشوء حالة من الفصل العنصري الواقعي على الارض".