الأحد: 19/01/2025 بتوقيت القدس الشريف

وفد ثقافي دبلوماسي بلغاري يزور الخليل

نشر بتاريخ: 18/11/2009 ( آخر تحديث: 18/11/2009 الساعة: 21:22 )
الخليل- معا - زار وفد ثقافي دبلوماسي وبرلماني وإعلامي وصحفي بلغاري محافظة الخليل يوم أمس، وذلك في إطار فعاليات أسبوع الثقافة البلغارية في فلسطين احتفاء وضمن فعاليات القدس عاصمة الثقافة العربية 2009 .

واستهل الوفد زيارته لمقر محافظة الخليل والتقى الوفد البلغاري الذي ضم أكثر من 50 من الدبلوماسيين والمثقفين والإعلاميين والصحافة الالكترونية البلغارية والفنانين التشكيليين وفرق فلكلورية بلغارية إلى جانب ممثل بلغاريا لدى السلطة الوطنية الفلسطينية نيكولاي نيكوف رو رئيس جمعية السينمائيين البلغار وممثلين عن الخارجية البلغارية إضافة إلى البروفيسور زخاري زخاريف رئيس رابطة الصحفيين البلغاري رئيس الوفد البلغاري.

ورافق الوفد وفد من جمعية الصداقة الفلسطينية البلغارية ممثلة برئيسها عدنان الصرصور ووفد من وزارة الثقافة ، وكان على رأس المستقبلين للوفد محافظ محافظة الخليل د. حسين الأعرج ونائبه د. سمير أبو زنيد ومدير عام الشؤون العامة والعلاقات العامة في المحافظة د. رفيق الجعبري ومدير وزارة الإعلام بالجنوب – الخليل إسماعيل جحشن ومدير وزارة الثقافة في الخليل الأستاذ يوسف الترتوري .

واطلع المحافظ الوفد الضيف على الأوضاع التي يعيشها المواطنون في المحافظة بشكل عام وقلب المدينة والبلدة القديمة بشكل خاص من جميع النواحي الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتاريخية والحضارية وعلى الأخص خطورة الوضع المأساوي للبلدة القديمة من ممارسات عنصرية للاحتلال وقطعان مستوطنيه وتعطيل كل أشكال الحياة اليومية والإنسانية والحد من حرية الحركة والعبادة للمواطنين مثمنا العلاقة القديمة والمميزة والعميقة بين الشعب الفلسطيني ومؤسساته المختلفة والشعب البلغاري حكومة وشعبا ومؤسسات وخاصة الثقافية منها ، داعيا الى الاستمرار في تعميق جذور العلاقة والصداقة مطالبا مساهمة الأصدقاء البلغار في دعم قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف .

وتطرق المحافظ إلى ضبابية الموقف الأمريكي بشكل عام خاصة بما يتعلق بالاستيطان والاحتلال والتجاوب مع المناخ الدولي في قناعته ضرورة إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وإنهاء الاحتلال وانه لا يمكن أن يكون هناك استقرار وسلام وأمن بالمنطقة دون حصول الشعب العربي الفلسطيني على حقوقه وإقامة دولته على أرضه.

وقال"أن الماكينة الإعلامية الإسرائيلية تمتلك الامكانات والقدرة على قلب الحقائق وتشويهها بالمقارنة مع انعدام الامكانات الإعلامية مطالبا الإعلام البلغاري ان يدعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وتطلعاته في بناء مؤسساته توطئة لإقامة الدولة على حدود 4 من حزيران حسب القوانين والمواثيق الدولية والقانون الإنساني العالمي والذي يكفل للشعب العربي الفلسطيني أن تعيش على أرضه وفي دولته بكامل السيادة بحرية وكرامة أسوة بباقي الشعوب منوها إلى أن الحكومة الإسرائيلية الحالية هي في قمة الهرم اليميني المتطرف والتي تبذل كل جهودها لعرقلة وتدمير عملية السلام من خلال الممارسات الأحادية الجانب من الاستيطان ... جدار الفصل العنصري وتدمير كل آمال الشعب الفلسطيني ومشاريعه التنموية" .

ومن جانبه أكد رئيس الوفد البلغاري زخاري زخاريف أن هدف وجوهر زيارة الوفد إلى فلسطين جاءت لتعبر عن أصالة وعمق حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وعن علاقة الصداقة والتضامن مع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة معتزا بالتاريخ النضالي الطويل للفلسطينيين من الثورة وصولا إلى بناء الدولة بشكل عام مبديا استعداد بلاده إلى دعم الشعب الفلسطيني من جميع الجوانب الاقتصادية والسياسية وعلى الأخص الثقافية مطالبا إلى تكريس يوم للتعاون والصداقة البلغارية الفلسطينية سنويا ثقافيا منهيا حديثه بالشكر الجزيل على حسن الاستقبال من جميع الهيئات والمؤسسات وعلى رأسها الرئاسة ورئاسة الوزراء والمؤسسات الثقافية رسميا وشعبيا ً.

وأشار اسماعيل جحشن مدير وزارة الإعلام بالخليل بالوفد البلغاري الضيف مؤكدا أن هذه الزيارة تأتي في إطار عمق العلاقة والصداقة بين الشعبين الفلسطيني والبلغاري والتي تصادفت مع عدة مناسبات وطنية ومفصلية هامة في تاريخ الشعب الفلسطيني ونضالاته وقوفا عند ذكرى استشهاد القائد الشهيد الرمز ياسر عرفات رمز وجوهر القضية الوطنية بتاريخه وارثه وتراثه شهيد معركة القدس والاستقلال ومقاومة الاحتلال مرورا بذكرى الاستقلال ويوم التضامن مع الشعب الفلسطيني الذي يصادف نهاية هذا الشهر استذكارا وتجسيدا لحقوق شعبنا وخاصة معركة القدس الشريف عاصمتنا الأبدية جوهر الصراع مع آخر الاحتلالات في العالم جوهر المكنون والمكون للإرث الثقافي والحضاري والتاريخي والديني والإنساني والعمل المتواصل من اجل الحفاظ على وبلورة ودعم المشروع الوطني الثقافي الفلسطيني لب الصراع وجوهر القضية الوطنية تحت راية وقيادة الشرعية الوطنية الفلسطينية الممثلة بالمؤسسات الشرعية مؤسسات م. ت. ف وارثها النضالي والثقافي والإنساني والسياسي والذي تراكم عبر السنوات ليكون الأرضية المتينة نحو إقامة دولتنا المستقلة ومعركة التحرير والديموقراطية وبناء الإنسان المجتمع والفرد ومؤسساته.

و قال"ليكن شعارنا في المرحلة هو تطوير ودعم المشروع الثقافي الوطني الفلسطيني على الأرض الفلسطينية جوهر القضية والصراع مع الاحتلال وأدواته وإجراءاته وسياساته العنصرية" .

وأوضح مدير وزارة الثقافة في الخليل إلى أن زيارة الوفد البلغاري للمحافظة شملت قيامه بجولة ميدانية للبلدة القديمة اطلع من خلالها الوفد الضيف على جمال المباني التاريخية بالبلدة القديمة والحرم الإبراهيمي الشريف شارحا للوفد عن كثب طبيعة الهجمة الاحتلالية الإسرائيلية وشراذم مستوطنيه ضد الحجر والبشر والشجر وتدابير الحصار والاغلاقات والحواجز والحد من حرية الحركة وحرية العبادة وكيف أن قلب المدينة تحول إلى مسرح للأشباح يمارس فيه المستوطنين وأبنائهم كل أشكال العنف والقهر وكل إشكال وتصرفات العالم السفلي ضد المواطنين الأصليين في قلب المدينة المكلومة وان ما يحدث في مدينة الخليل ليس منفصل ولا اقل خطورة عما يحدث في القدس وباقي الأراضي الفلسطينية.

فيما زار الوفد في وقت لاحق عددا من المصانع الحرفية التقليدية في المدينة خاصة صناعة الزجاج والسيراميك ارث وتراث ومهنة الآباء والأجداد والتي تعتبر من الأدلة والشواهد التاريخية الثقافية والحضارية وعمق جذورها المتأصلة بالوجود والانتماء وان هذه الأرض ارض عربية إسلامية ولا يمكن تشويه وتزوير التاريخ طال عمر الاحتلال أم قصر .

واختتمت الزيارة بلقاء الوفد مع رئيس بلدية الخليل السيد خالد العسيلي الذي بدوره رحب بالوفد شارحا حجم النشاط الاقتصادي بالمدينة وتسارع تطوره في عملية ومعركة بناء الاقتصاد الوطني محليا وإقليميا ودوليا مطالبا الوفد تعميق أواصر الصداقة والتعاون مع الشعب البلغاري والحكومة والمؤسسات المختلفة ثقافيا واقتصاديا وسياسيا مركزا على ضرورة إقامة توأمة بين المدن الفلسطينية والبلغارية بشكل عام ومدن وبلدات الخليل بشكل خاص .

وبدوره أكد رئيس الوفد على أن هناك عدة مشاريع سيتم مناقشتها والعمل عليها ضمن استراتيجية تعميق جذور الصداقة والتعاون المشترك لدعم الشعب العربي الفلسطيني من جميع الجوانب وخاصة المشاريع الثقافية والتنموية .

واختتمت الزيارة بأمسية وفقرات وأغان ورقصات فنية أحيتها الفرقة الفلكلورية الشعبية البلغارية على مسرح مركز إسعاد الطفولة التابع لبلدية الخليل بحضور عدد كبير من مسؤولي المحافظة وممثلي المؤسسات والفعاليات الشعبية والوطنية والمواطنين وعدد من الطلبة وخريجي الجامعات والمعاهد البلغارية في محافظة الخليل .

وقد حظيت الزيارة بتغطية اعلامية واسعة شارك فيها جميع ممثلي وسائل الاعلام والصجفيين في المحافظة.