الجمعة: 29/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

عمان تستضيف ثاني مؤتمر شامل حول الصحافة الاستقصائية

نشر بتاريخ: 21/11/2009 ( آخر تحديث: 21/11/2009 الساعة: 11:39 )
رام الله - معا - انطلقت، امس الجمعة فعاليّات المؤتمر الإقليمي الثاني للصحافيين الاستقصائيين العرب ضمن خطط "أريج" لحفز هذا النمط من الإعلام المحترف، المستقل القائم على توثيق المعلومات بهدف كشف المستور، تحقيق العدالة وتفعيل المراقبة، وكلها رسالات تقع في صلب عمل السلطة الرابعة.

ويشارك في مؤتمر "أريج" (إعلاميون من أجل صحافة استقصائية عربية) زهاء 200 إعلامي من 12 دولة عربية، بمن فيهم رؤساء ومدراء تحرير وكتاب زوايا على رأس جيش من الصحافيين أنجزوا تحقيقات تسبر ما وراء الخبر، مستفيدين من برنامج الدعم الذي توفرّه الشبكة.

على هامش المؤتمر، ستطلق أريج "على درب الحقيقة"؛ أول دليل إرشادي عربي شامل حول منهجية وأسس عمل الصحافة الاستقصائية، أنجز بدعم من منظمة اليونيسكو.

هذا الدليل الفريد- بالعربية، الانجليزية والفرنسية- يتوج تجربة أربع سنوات من التفاعلية مع إعلاميين وأكاديميين غربيين، راكمت الشبكة خلالها أفضل المعايير الدولية في تجهيز التحقيقات بعد مواءمتها مع احتياجات الــواقــع العربي ومناخات الإعلام السائدة فيه.

واكدت مديرة "أريج" التنفيذية الزميلة رنا الصباغ ، أن "أريج" "نجحت في تحقيق أهدافها المرسومة؛ في مقدمتها توفير تدريب مستدام لرواد في الصحافة العربية يبتغون إنجاز تحقيقات تهم الرأي العام، بهدف إحداث تغييرات إيجابية في مجتمعاتهم".

كذلك أضحى دليل أريج الإرشادي "مرجعا للصحافيين والمشرفين والمدربين العرب المتعاونين مع الشبكة" تحت شعار "من عرب إلى عرب"، وذلك في إطار توسيع قاعدة المعرفة وتبادل الخبرات على امتداد الوطن العربي، حسبما تشرح الصباغ.

وتعرب عن فخرها بروحية التعاون الجمعي بين أعضاء مجلس الإدارة وزهاء 350 "أريجي عربي"، باتوا جزءا من خريطة الصحافة الاستقصائية العالمية، بعد كانت المنطقة العربية الوحيدة خارج نطاقها.

وبذلك "تساهم أريج في زرع غراس مثمرة، بجذور راسخة في الأرض، قادرة على البقاء والنماء لخدمة المجتمعات العربية بمكوناتها كافة" لتحصد النتائج التراكمية بعد سنوات.

تتمحور جلسات المؤتمر حول مبادئ التحقيقات الاستقصائية، حق الوصول إلى المعلومات، مستقبل الصحافة الاستقصائية في العالم العربي، وسائل إنتاج تحقيقات استقصائية تشاركيه بين إعلاميين عرب، تتبع المال وتقصي قضايا فساد، طرق التعامل مع الضحايا، والإعداد الجيد لتعظيم فرص الحصول على معلومات خلال المقابلة الصحافية.

كذلك تتخلل المؤتمر ورشات عمل مجانية حول استعمال مهارات الكمبيوتر لجمع وتبويب الكم الهائل من المعلومات التي يحصل عليها الصحافي المتقصي خلال فترة العمل، بالإضافة إلى تقنيات تتبع أصحاب المواقع، وإستعادة المعلومات المخزنة بعد محوها، وتحصين الوثائق ضد القرصنة.

في المرحلة المقبلة، تعكف أريج على دعم وإسناد مؤسسات إعلامية راغبة في تأسيس أقسام للتحقيقات الاستقصائية عبر شراكات مستدامة، حسبما تضيف الصباغ، التي تأمل في أن تستفيد الدول العربية كافة من تجربة الشبكة.ٍ

في اليوم الثاني من المؤتمر (السبت)، ستوزع أريج جوائز للفائزين بأفضل ثلاثة تحقيقات استقصائية أنجزت ونشرت عام 2009، وذلك في مستهل عشاء. تنقسم الجوائز إلى فـئـة الصحافة المكتوبة، المسموعة والمرئية في الدول الثماني التي تنشط فيها أريج؛ الأردن، سورية، لبنان، مصر، البحرين، اليمن، فلسطين والعراق. وخصّصت جائزة أيضا لأفضل تحقيق استقصائي عن التلوث البيئي أو التغير المناخي.

تساهم في تمويل هذه التظاهرة الإعلامية الاستثنائية على مستوى المنطقة، عدّة جهات راعية محلية من بينها أمانة عمان الكبرى، المركز الوطني لحقوق الإنسان، صحيفتا "العرب اليوم" و "الغد"، البنك الأردني الكويتي فضلا عن هيئات غير حكومية أوروبية وسفارات الولايات المتحدة، هولندا، السويد واستراليا المعتمدة لدى الأردن.

ويحاضر في مؤتمر "أريج" عدد مــن أبرز الأسماء اللامعة في حقل الصحافة الاستقصائية مثل تشك (تشارلز) لويس من جامعة واشنطن الأميركية ومؤسس مركز النزاهة الدولية، ومؤسسة "إنفيزتيغيتف ريبورتنغ وركشوب" لدعم الصحافة الاستقصائية في الولايات المتحدة.

ويشارك أيضا موندلي ميخينيا، رئيس تحريـر صحيفتي التايمز والصنداي تايمز في جنوب أفريقيا، اللتين أدخلتا مفهوم الصحافة الاستقصائية إلى غرف التحرير قبل أربعة عقود، حين كانت تلك الدولة تــرزح تحت نظام الفصل العنصري قبل بـدء عملية الإصلاح السياسي في تسعينيات القرن الماضي.

ومن بين المحاضرين الرئيسيين أيضا البروفيسور مارك هنتر، أستاذ الإعلام والصحافة الاستقصائية في جامعتي "باريس 2" و"انسياد"، والذي أشـرف على صياغة دليل أريج. ويشارك أيضا البريطاني تيم سباستيان، رئيس مجلس إدارة البرنامج الحواري الإعلامي البريطاني "نقاشات الدوحة" ومقدم سابق لبرنامج تلفزيون البي. بي. سى الشهير "هارد تولك" - الكلام القاسي - لسنوات قبل أن يستقيل.

إلى ذلك يستضيف المؤتمر بول رادو، رئيس منظمة الصحافيين الاستقصائيين في رومانيا، الذي ألف دليلا الكترونيا عن تقصي الفساد في عالم "المال والاعمال"، ومايك شانهان المسؤول الإعلامي للمعهد الدولي للبيئة والتنمية، والسويدي الشهير نيلز هانسون، رئيس تحرير برنامج "مهمة تحقيقية" الأسبوعي عبر التلفزيون السويدي.

ومن العالم العربي يشارك يسري فوده معد ومقدم ورئيس تحرير برنامج "آخر كلام" على تلفزيون "أون تي في" وأحد أعضاء مجلس إدارة أريج. ومن مصر أيضا، يشارك مجدي الجلاد، رئيس تحرير صحيفة "المصري اليوم".

خلال إحدى ورشات العمل، يستعرض 15 صحافيا تجاربهم والخبرات التي اكتسبوها من كتابة تحقيقات استقصائية بدعم من الشبكة.
يتوج المؤتمر بطاولة مستديرة بمشاركة رؤســاء ومدراء تحرير من 12 دولة عربية لمناقشة واقع وتطلعات الصحافيين الاستقصائيين في العالم العربي وكيفية تـشجيع هذا النمط الذي يتطلب تفرغا تاما أو جزئيا، فضلا عن إسناد تقني وقانوني ومادي.