الأحد: 22/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

الحياة في مكة: اللغة العربية للعبادة فقط والإشارات والرموز للتفاهم

نشر بتاريخ: 21/11/2009 ( آخر تحديث: 21/11/2009 الساعة: 20:42 )
مكة-موفد معا-إذا سرت برفقة صديق لك في مكة المكرمة وكان اسمه محمد وناديت عليه بصوت مرتفع فإنك ستفاجأ بان كل من في المكان سيلتفت نحوك لتلبية النداء ..

فالعرف والعادة تقضي بمناداة من لا تعرفه باسم محمد سواء كان سائق السيارة أو عامل المطعم أو التاجر حيث تعد هذه احد الطرق للمناداة في مكة التي تعيش طقوسا خاصة في ظل وصول ملايين المسلمين لأداء مناسك الحج والعمرة للعام الهجري 1430.

أما اللغة العربية فانك نادرا ما تسمعها خارج الحرم المكي فهي تستخدم لقراءة القران والدعاء وغير ذلك ليس بإمكان الحاج الا أن يستخدم لغة الإشارة والرموز التي تختلف باختلاف اللون والبشرة والجنسية واللغة التي يستخدمها الحجاج القادمين من كل أصقاع الأرض.

السائق محمد المتعب وهو سعودي يعمل على سيارة لنقل الحجاج من أماكن سكنهم إلى الحرم المكي يقول انه يستخدم أصابعه لطلب الأجرة من الركاب الذين لا يعرف معظمهم اللغة العربية فمثلا عندما تكون الأجرة ريالان سعوديان فانه يرفع إصبعين من يده فيفهم الراكب الذي يرد بالغالب برفع أصبع واحد بمعني انه لن يدفع إلا ريال واحد.

ويقول المتعب أن الأجرة في السيارات غير ثابتة وهي تتبع نظام العرض والطلب حيث ترتفع الأجرة من ريال في أول أيام الحج إلي اثنين ثم ثلاثة ثم خمسة في سيارات النقل العمومي أما سيارات الأجرة الخاصة فقط تصل إلى خمسين ريالا " الريال يعادل شيكل واحد" لمسافة لا تزيد عن أربعة كيلو مترات.

بعض الحجاج يستخدمون خريطة يوزعها عليهم الفندق ويتم تقديمها للسائق من اجل معرفة مكان السكن في ظل انعدام المعرفة بكلمات اللغة العربية.

ومن ابرز مظاهر الحياة في مكة الأزياء التي يلبسها الحجاج قبل الإحرام فبعض الجاليات تحاول أن تتميز عن غيرها .. فالافارقة يلبسون الألوان الفاقعة فيما تضع النساء في جنوب شرق أسيا رموزا فوق رؤوسهن كقطعة قماش تشبه الوردة ليتم التعرف عليها في الزحام فيما تفضل النساء التركيات لبس غطاء رأس باللون الأحمر يحمل علم بلادهن فيما يحمل بعض الإيرانيين أرقاما على ملابسهم ويقوم آخرون بحمل رايات يتجمع حولها الحجاج ليتمكنوا من العودة إلى مساكنهم التي تقع غالبا في محيط الحرم المكي.

والجدير ذكره أن المسجد الحرام بمكة المكرمة ربما يعد المسجد الوحيد في العالم الذي يسمح فيه بأداء الشعائر للنساء برفقة الرجال فترى كثير من الرجال يصلون بجانب زوجاتهم او أمهاتهم داخل الحرم او يؤدون الطواف في صحن الكعبة برفقتهن وهو أمر لايتوفر حتى في المدينة المنورة حيث تخصص السلطات السعودية أقساما خاصة للنساء داخل الحرم وأخرى للرجال.

ويحرص المسلمون على شرب ماء زمزم الذي توفره السلطات السعودية في كل مكان في مكة المكرمة فيما ينتشر المئات من افراد الامن لحفظ النظام وترتيب دخول الحجاج للحرم الذي لا يتسع في الغالب لرواده فيضطر البعض للانتظار ساعات طويلة ليتمكن من الصلاة حول الكعبة