أسواق غزة عشية العيد .. حركة شبه معدومة وبضائع مكدسة
نشر بتاريخ: 22/11/2009 ( آخر تحديث: 23/11/2009 الساعة: 00:20 )
غزة - معا - "كثير من المتفرجين و قلة من المتسوقين " هكذا هو التوصيف الذي يمكن اطلاقه على حركة الاسواق في قطاع غزة عشية عيد الاضحى المبارك فالحركة التجارية تبدو اليوم اقل نشاطا مما كانت عليه عشية عيد الفطر الفائت .
فالاسواق هنا لاتبدو مزدحمة...هناك حركة رمادية للناس اعتيادية و كأن العيد ليس علي الابواب وفي ظل تكدس البضائع المهربة من الأنفاق وارتفاع أسعارها بشكل كبير يشكو أهالي غزة من قلة جودتها وارتفاع اسعارها .
ويعزو العديد من التجار ضعف إقبال المواطنين على الشراء إلى سوء الوضع الاقتصادي بشكل عام وتاخر صرف رواتب الموظفين حتى الآن وارتفاع أسعار البضائع التي تأتي عبر الأنفاق الواصلة بين قطاع غزة والأراضي المصرية.
ويعول التجار وأصحاب المحلات التجارية على قيام السلطة الوطنية بصرف رواتب الموظفين المدنيين والعسكريين قبل العيد مما سيساهم في تنشيط حركة البيع ولو بشكل طفيف.
المواطنة أم ياسر من سكان المنطقة الوسطى تحاول شراء كسوة لطفلها ياسر تقول باستغراب: "الأسعار جنونية.. في العيد السابق اشتريت له كسوة ب 120 شيكلا أما الآن بعد معاناة اشتريت له كسوة ب250 شيكلا ".
وتتساءل أم ياسر بالقول: "عندي طفل وطفله وزوجي موظف ولم استطع شراء كسوة العيد إلا لواحد منهم فقط فماذا سيفعل من لديه عدد اكبر من الأبناء ولا يعمل؟".
المواطن حسن صافي من سكان شمال قطاع غزة متزوج ولديه أربعة أبناء ويعمل مدرسا يوضح أن الأسعار مرتفعه بشكل كبير جدا ويقول: "الأسعار خيالية وكل واحد من أبنائي كلفني ما يقارب من 350 شيكلا وتأخر الرواتب زاد من صعوبة الوضع".
اما التاجر باسم زادة صاحب محل لبيع الملابس الشبابية في حي الرمال وسط مدينة غزة فيقول: "حركة الشراء ضعيفة وليست كالعادة خصوصا مع بداية موسم الشتاء بالإضافة إلى اقتراب عيد الأضحى فمن المفترض أن تكون الحركة مضاعفة".
ويوضح زادة بالقول: "البضائع كثيرة والنوعيات سيئة والأسعار مرتفعة والمرابح قليلة بسبب إغلاق المعابر واضطرارنا لإدخالها عبر الأنفاق مما يكلف المواطنين ما يقارب 50% زيادة عن الأسعار الطبيعية".
ويشير زادة إلى أن معظم التجار لديهم بضائع محجوزة في الجانب الإسرائيلي ولا تسمح إسرائيل بإدخالها إلى القطاع ويقوم التجار بدفع مبالغ مالية على كل يوم تأخير مما يسبب ارتفاعا في الأسعار وخسارات مستمرة للتجار.
ابو محمد صاحب محل أخر قال: "يوجد حركة بسيطة لا تقارن بالأعوام السابقة ومواسم الأعياد حيث تكون الحركة كبيرة جدا والإقبال شديد على شراء الملابس ومستلزمات الأعياد".
ويأمل ابو محمد بأن تتحسن حركة الشراء خلال الساعات أو الأيام المقبلة في حال قامت السلطة بصرف رواتب الموظفين مضيفا: "رواتب السلطة هيا إلي بتحرك البلد وبدون صرف الرواتب سيبقى الركود في السوق على ما هو عليه".
وتشهد بعض المناطق حركة مرورية وازدحاما في حركة السير وتنقلات للمواطنين خاصة في ساعات المساء ولكن اغلب المواطنين لا يقدمون على الشراء بسبب الارتفاع الكبير في الأسعار.
ولم يختلف الوضع كثيرا مع عاصم الشوا صاحب احد محلات الأحذية الذي قال: "كما ترى حركة البيع تكاد تكون معدومة بسبب ارتفاع الأسعار نتيجة إغلاق المعابر".
ويوضح الشوا انه يوجد صنفان من البضائع منها المصرية ذات الجودة المتدنية والأسعار المعقولة والأخرى المستوردة وذات جودة أفضل والسعر المرتفع الذي لا يستطيع الجميع شراءه.
وعن السبب في الارتفاع الكبير في الأسعار أشار الشوا إلى قيامهم بابتكار طرق للتغلب على الحصار وإدخال البضائع إلى القطاع عن طريق إدخال البضائع من الضفة الغربية بواسطة شركات النقل السريع DHL أو عن طريق تكليف تاجر مصري بشراء البضائع من الضفة وتحويلها إلى مصر ومن ثم إلى القطاع عن طريق الأنفاق.
ويقول الشوا: "في السابق كان الشخص يحتاج إلى 200 شيكل لكي يشتري لابنه أو ابنته كسوة للعيد أما الآن فيحتاج الضعف أي ما يقارب 400 شيكل والوضع الاقتصادي لسكان القطاع لا يسمح بذلك"متسائلا ماذا سيفعل وكم يحتاج العاطل عن العمل ولدية خمسة أبناء لكي يشتري لأبنائه كسوة العيد؟