مركز تطوير الإعلام بجامعة بيرزيت يطلق "حكايات عبر الزمان" للاطفال
نشر بتاريخ: 24/11/2009 ( آخر تحديث: 24/11/2009 الساعة: 11:01 )
رام الله- معا- أعلن مركز تطوير الإعلام في جامعة بيرزيت، امس الاثنين، عن اطلاق حكايات عبر الزمان" المكتبة الأدبية الصوتية للأطفال بمراحلهم العمرية المختلفة، وذلك ضمن مشروع المكتبة الصوتية الذي انطلقت فكرته من الحاجة المجتمعية لرفد المكتبة الصوتية للأطفال في فلسطين بالمزيد من النصوص الأدبية التي يستفيد منها المكفوفون أيضا، الذي جرى تنفيذه بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة "اليونسكو.
واكدت مديرة مركز تطوير الاعلام في الجامعة، نيبال ثوابته، على اهمية هذا الجهد الذي بذل لانجاح هذا المشروع الرامي الى تعزيز علاقة الاطفال بالثقافة الشعبية وتطويرها اضافة الى انه يفتح الطريق امام تبادل الخبرات والثقافات كونه يضم مجموعة من القصص والحكايات المحلية والعربية والدولية.
ومن جانبها اكدت، منسقة المشروع، شهد بني عودة، اهمية اطلاق هذا المشروع الذي هدف الى توثيق مجموعة كبيرة من الحكايات التي وصلت الى 54 حكاية بطريقة مسموعة ونقلها لفئات الاطفال خاصة المكفوفين واستخدام هذه الحكايات في التعلم، مشيدة بالجهود التي بذلها طاقم العمل واعضاء اللجنة الاستشارية لاخراج هذا المشروع لحيز الوجود.
واشارت الى ان النية تتجه نحو توزيع هذا العمل على الدول العربية بما يساهم في تعزيز ثقافة الحكايات الشعبية لدى الاطفال.
ومن ناحيتها اعلنت مديرة مكتب اليونسكو، حرص اليونسكو على دعم مثل هذا المشاريع ومواصلة علاقة التعاون مع مركز تطوير الاعلام التابع لجامعة بيرزيت، وقالت " اننا ننظر ببالغ الاهمية لهذا المشروع الذي يتيح للاطفال الاستماع الى الحكايات الشعبية من دول مختلفة بما يساهم في تطوير الوعي الثقافي وتبادل الخبرات.
وشددت على اهمية ايصال وتوزيع الاعمال المنجزة في هذه المكتبة الى المدارس في قطاع غزة، خاصة وان هذا المشروع يوفر امكانية لتسجيل القصص واحياء الروايات الشعبية من جديد بطرق حديثه ومتطورة.
وحسب ما اكده القائمون على تنفيذ المشروع، فان مرحلة الإعداد للمشروع بدأت في خريف 2008، وشكلت هيئة استشارية متخصصة ولها اهتماماتها في الموضوع، عملت على تحديد الفئات العمرية المستهدفة واختيار النصوص الأدبية التي اقتصرت على النثر الفصيح من قصص وروايات، واتُّفق على أن تتنوع تلك القصص على ثلاثة أقسام، فلسطينية، وعربية، وعالمية، وليس هذا وحسب، بل تنوعت النصوص زمنيا أيضا، فمنها القديمة والتراثية والحديثة، كما تم اختيار أشخاص للتسجيل يتناسبون صوتا ولغةً وأداء مع روح واهداف المشروع، إضافة إلى مشاركة عدد من الأطفال الذين أضفوا على هذه الحكايات جوًّا من الواقع وعفويةً في الأداء.
ثم انطلقت مرحلة التنفيذ والتسجيل الصوتي في استوديوهات المركز، وهي المرحلة التي استنفدت الجهد الأكبر من العمل، وكانت تخضع للتقييم بين أسبوع وآخر، كما كانت عملية المونتاج جارية بموازاة التسجيل، فما كادت هذه المرحلة تنتهي حتى كان المشروع كاملا قد قارب على الاكتمال بـ 55 ساعة صوتية من أدب الطفولة النثري، اما حقوق النشر فقد تمت معالجتها قبل تسجيل حرف واحد من اي قصة لأي دار نشر، وسيتم توزيع المجموعة في أقراص مدمجة على الإذاعات المحلية والمكتبات العامة والمدارس، إضافة للتخطيط لتوزيعها مجانًا عربيًّا وعالميًّا.
واكد عضو اللجنة الاستشاريه للمشروع، د.محمود العطشان، على اعجابه الشديد بهذا المشروع كونه يساهم في تعزيز علاقة الانسان باللغة العربية التي باتت مهددة بالموت، ما دفع القائمون على تنفيذه الى استخدام لغة جميل وبسيطة وتنوع في القصص والحكايات وبلغة جميلة تحافظ على مذاق اللغة العربية.
واشار عضو الهيئة الاستشارية، إياد الرجوب الى أن هذا المشروع "يساهم في جسر الهوة بين الطفل والكتاب، إذ ينتقي بعض القصص الملتزمة بمفهوم أدب الطفولة ومعاييره، ويقدمها محكية للطفل بعدما تراجعت رغبته في القراءة، ويغدو يتدرج في سماع قصص الكون والشعوب وإدراكها، فتتسع ثقافته وتنفتح على آفاق أرحب من الحيّ الذي يحيا فيه".
ومن جانبه اكد عضو الهيئة الاستشارية لهذا المشروع داعما قويا للفكرة، د.منير فاشة على أهمية القصص والحكايات في تكوين فكر إنساني وصنع تاريخ شعب وقال :"الأطفال بتعرّفوا على العالم من خلال القصص, سواء العالم القديم أو الحديث، يعني بتعرّفوا على الهند مش من خلال معلومات عن الهند وإنما من خلال قصص عن الهنود .. القصص هي روح الحياة والمجتمع، كلنا متعلقون بالقصص، الكفيف والأمي وحتى الإمبراطور وكلنا بنعرف قصة شهريار وتعلقه بالقصص".
وقالت إحدى الطالبات اللواتي شاركن في تسجيل القصص: "إحنا مكونين من قصص، كل شخص مكون من قصص"، في حين تحدث الطفل مصدق قعدان عن تجربته الشخصية في المشاركة في انتاج العديد من الحكايات ضمن المشروع.
واكد مركز تطوير الإعلام بجامعة بيرزيت ان اطلاق هذا المشروع واخراجه للنور، عبر عن امله في أن يحظى هذا الجهد بإعجاب المستمعين من مختلف الفئات.