الخميس: 26/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

صلاح:قرارات الإبعاد العسكرية عن الأقصى تنذر بأن هناك شيئاً خبيثاً

نشر بتاريخ: 24/11/2009 ( آخر تحديث: 24/11/2009 الساعة: 23:49 )
القدس-معا- كشفت " مؤسسة الأقصى للوقف والتراث " في مؤتمر صحفي عقدته قبل ظهر اليوم الثلاثاء، عن محاولة ومخطط للإحتلال الإسرائيلي لتقسيم المسجد الأقصى المبارك بين المسلمين واليهود، كخطوة من محاولة إقامة الهيكل المزعوم على حساب المسجد الأقصى المبارك ، وقد كشفت عن المخطط من خلال عرض فيلم تسجيلي ، وثقت فيه صور فيديو تعرض لأول مرة تبين إقتحامات الجماعات اليهودية للمسجد الأقصى المبارك، وإقامة شعائر دينية وتلمودية داخل الأقصى، كما عرض الفيلم صور للإنتهاكات الإحتلال والسياح الأجانب للمسجد الأقصى المبارك والذي تجولون شبه عراة داخل الاقصى ، ويمارسون تصرفات عير لائقة بحرمة المسجد .

كما عرض الفيلم محاولة المؤسسة الإسرائيلية تسويق مخطط كاذب بأن ساحات المسجد الأقصى المبارك هي ساحات عامة ، كما عرض الفيلم تصريحات لـ"حاخامات " وسياسيين إسرائيليين يدعون الى تقسيم المسجد الاقصى والتسريع في بناء الهيكل المزعوم ، فيما ركزت الفقرة الأولى من المؤتمر الصحفي على قرارات الإبعاد العسكرية التي أصدرها الإحتلال بحق عدد ممن شاركوا في الإعتكاف والرباط في المسجد الأقصى خلال الفترة الأخيرة، وقد قام على إدارة وعرافة المؤتمر الصحفي الأستاذ صالح لطفي – متحدث بإسم الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني- شارك في المؤتمر كلاً من الشيخ رائد صلاح – رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني - ، الشيخ جميل حمامي – عضو الهيئة الإسلامية العليا ، سيادة المطران الدكتور عطا الله حنا – رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس/القدس ، المهندس مصطفي أبو زهرة – عضو مجلس الأوقاف الإسلامية في القدس ، عضو الغرفة التجارية في القدس ومن وجهاء القدس -، الشيخ علي أبو شيخة – مستشار الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني لشؤون القدس والمسجد الأقصى - ، الشيخ يوسف الباز – إمام مسجد اللد ومن قيادات الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني ، والشخصيات الثلاث الاخيرة صدرت بحقهم قرارات عسكرية تمنعهم من دخول الاقصى ، لمدة ستة أشهر ، إثر مشاركتهم في الإعتكاف الأخير في المسجد الاقصى الشهر الماضي .

وشارك أيضا الدكتور سليمان أحمد – رئيس " صندوق الإسراء للإغاثة والتنمية" و"رئيس جمعية إعمار"، والذي صدر بحقه قرار من وزير الداخلية يمنعه من مغادرة البلاد لفترة ستة أشهر ، حيث أكد جميع المتحدثين في المؤتمر عن رفضهم لمخططات الإحتلال وإعتداءاته على المسجد الأقصى المبارك ، ودعوا الى ضرورة العمل على حماية المسجد الأقصى ومده بأكبر عدد من المصلين والمرابطين والمعتكفين ، كما دعوا الحاضر الإسلامي والعربي على المستوى الرسمي والشعبي الى التحرك من أجل حماية المسجد الأقصى والخروج من حالة الصمت ، كما وحضر المؤتمر عدد من أهل الداخل الفلسطيني ونشطاء ومسؤولين في الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني ، ووفد كبير من أهل القدس ، وقد برز الحضور الإهتمام الإعلامي الكبير في المؤتمر ، حيث قامت " مؤسسة الأقصى للوقف والتراث " بتوزيع حقيبة إعلامية شاملة على الإعلاميي، حوت الفيلم الوثائقي " لن يهون " ومذكرة دراسية عن مخطط الإحتلال لتقسيم الأقصى وصورا فوتوغرافية توثق بعض إنتهاكات وإعتداءات الإحتلال في المسجد الأقصى .

وقال محمد زيدان كلمته في المؤتمر الصحفي :" ان الاجراءات الاسرائيلية الاخيرة في المسجد الاقصى تؤكد على نية الحكومة الاسرائيلية خلق واقع جديد لتهويده ومدينة القدس"، مؤكدا على رفض الفلسطينيين بكافة اماكنهم اي وقائع جديده بالاقصى، اضافة الى مقاومتهم لها للحفاظ على قدسيته واسلاميته .

وأضاف : " تريد اسرائيل قلب الحقائق وتزييف التاريخ وهذا غير مقبول، وأي سلام دون الاقصى والقدس يعتبر سلام غير مقبول ولا يمكن استمراره " وتابع ان الاحتلال الاسرائيلي هو السبب المباشر في معاناة المواطنين وهو سبب التوتر بالمنطقة".

واكد محمد زيدان ان قرارات الابعاد التي صدرت بحق عدد من المصلين لن تزيدهم الا ثباتا وتمسكا بالاقصى ، وشدد على ضرورة التوحد في الساحة الفلسطينية لانقاذ مدينة القدس ومقدساتها، فالانقسامات الحالية تربك الجميع وتزيد من عنف الاحتلال ، فالفتنة الداخلية هي اشد ضررا بالقضية الفلسطينية.

ووجه زيدان كلمة الى الرئيس محمود عباس قال فيها:" من الاولى على الرئيس التمسك بالحوار مع الاشقاء الفلسطينيين وليس مع الاحتلال الاسرائيلي" ، مشيرا الى قول الرئيس خلال خطاب له بتمسكه بالمفاوضات والحوار مع الجانب الاسرائيلي وعدم وجود انتفاضه ثالثه.

من جهته تحدث الحاج مصطفى ابو زهرة عن تسلمه لقرار يقضي بمنعه من دخول الاقصى لمدة ستة شهور وقال:" ان الاقصى جزء من حياتنا، فبه يبدأ يومنا بصلاة الفجر وبه ينتهي يومنا، ومن يفتح الاقصى بيمينه يهز العالم بشماله، واعتبر الاقصى نقطة لتحرير البلاد وزوال الاحتلال ، وأكد كذلك ان قرار الابعاد سيزيد من الالتفاف والتمسك بالاقصى وستزيده رغبة بالاعتكاف بداخله ، وقال :" ان قانون الطوارئ الذي استخدم لمنعنا من دخول الاقصى هو قرار تعسفي ظالم انتهى القرن الماضي وما زالت اسرائيل التي تدعي الديمقراطية والسلام تستخدمه ، مطالبا من العالمين الاسلامي والعربي الانتصار للاقصى لحمايته من المخططات الاسرائيلية القادمة.

الدكتور سليمان احمد رئيس مؤسسة الاسراء منع من السفر خارج البلاد لمدة ستة شهور وهذا القرار حرمه من اداء فريضة الحج لهذا العام وقد تم تسليمه القرار قبل 12 ساعة من موعد السفر.

والى ذلك قال الدكتور سليمان احمد :"ان هذا هو ارهاب ديني وارهاب المؤسسة الاسرائيلية ضد العرب والمسلمين في هذه الديار، والقرارات المستخدمة من زمن الانتداب البريطاني هدفها التضييق على القدس والاقصى ، مضيفا ان اسرائيل تريد منعي من السفر باعتبار مؤسسة الاسراء داعمه لمسيرة البيارق ولمؤسسة الاقصى فهي تريد تجفيف مصادر الدعم.

ودعا الدكتور سليمان احمد الممنوعين من دخول الاقصى كسر القوانين الاسرائيلية ودخوله والصلاة فيه، كما دعا هيئة الأوقاف الاسلامية صاحبة السيادة على الاقصى منعها اليهود الصلاة داخل ساحاته بشكل مباشر.

من جهته قال الشيخ علي ابو شيخة:" ان اهالي فلسطين يملكون المد البشري الذي من خلاله يستطيعون حماية الاقصى والقدس، واسرائيل شرعت خلال الاحداث الاخيرة بمحاربة هذا المد من خلال الاعتقال والاعتداءات ومنع الوصول اليه.

وتحدث عن تعرضه للاعتقال لمدة اسبوع ثم المنع لمدة ستة شهور من الدخول الى الاقصى وذلك بعد انتهاء فترة الاعتكاف بفترات وجيزة ، وقال أبو شيخة :" ولقد كان الإعتكاف ضمن هذا المد البشري ، والإعتكاف الأخير استمر أسبوعا كاملا ، أعتقلت بعدها لمدة سبعة أيام نتيجة مشاركتي في الإعتكاف وهذه كانت التهمة ، لكني أنا أعتبرتها شهادة شرف ، بعدها واصلت إعتكافي ورباطي في المسجد الأقصى ، الى أن صدر قرار عسكري بإبعادي عن الاقصى لمدة ستة أشهر ، ونقول للإحتلال الإسرائيلي ، قراراتكم لا تزيدنا إلاّ إصراراً على الإستمرار في الدفاع عن المسجد الأقصى المبارك ، وعن قدسنا الشريف ، ونحن إذ نعتبر الأقصى حق لنا والصلاة فيه حق لنا والرباط حق لنا فيه والإعتكاف حق لنا فيه ، ولا حق لغيرنا فيه أبدا ، وسنستمر بإذن الله بالرباط والصلاة والإعتكاف داخل المسجد الأقصى كيفما نشاء ومتى نشاء ، حتى يزول الإحتلال عن القدس والأقصى " .

وأكد الشيخ يوسف الباز انه سيكون داخل الاقصى رغم قرار المنع في حال الضرورة وسيعتبر القرار لا وجود له، وقال :" ان قرارات المنع لا تساوي قشرة بصل وسأدوس عليها بقدمي، وتدل على فشل الاحتلال وعجزه على الفصل بيننا وبين الاقصى" ، واضاف :" ان قرارات المنع للمسلمين هي شهادة شرف نعتز بها، مشددا على ضرورة الرباط والثبات والصلاة بداخله".

الشيخ جميل حمامي قال :" ان منع المواطنين الدخول الى الاقصى للصلاة يعتبر اعتداء صارخ على ابسط حقوق الانسان التي كفلها له الله وكافة القوانين الدولية ، وتساءل الشيخ حمامي لماذا والى متى الصمت والسكوت حتى اللحظة من القادة والشعوب والمفكرين العرب والمسلمين؟؟ فها هي اسرائيل ترتكب المجازر بحق البشر والشجر والحجر ونحن ندافع ولا نعتدي .

من جهته أكد المطران عطا الله على تضامن كنائس فلسطين ومسيحيي فلسطين مع القدس واهلها والمسجد الاقصى، رافضا من يتحدث باسم المسيحية ويدخل الى الاقصى سائحا للتضامن مع اليهود، وقال:" ان المسيحية الحقة بريئة من ذلك فالمسيحية هي التي تدعو للتضامن مع الانسان المنكوب والمعذب وهؤلاء هم الشعب الفلسطيني، والمسيحية الحق لا تبارك الظلم والعنصرية ،واضاف ان من يأتي للقدس ويدعون بأنهم من المسحيين فهم اقرب للسياسة الصهيونية من المسيحية وهم يأتون للترويج للصهيونية.

وختم المؤتمر بكلمة للشيخ رائد صلاح الذي اوضح ان سيتم عرض سلسلة من الافلام الوثائقية التي ستتحدث عن جراحات القدس وسكانها، داعيا الفضائيات العربية والاسلامية بثها خلال برامجها لعلها تكون السبب في صحوة العالمين العربي والاسلامي ، وقال ان القدس تستغيث وكأنه لا امة عربية ولا اسلامية ولا حكام ولا شعوب.

وأكد الشيخ صلاح ان الاحتلال كعادته لا يعرف الا الارهاب والتهديد واليوم يريد وضع كل شخص يقول ان الاقصى محتل والقدس محتله في قفص الاتهام لمحاكمته على ذلك.

وقال الشيخ رائد صلاح للمحتل:" اختر لنفسك اي لغة ارهاب او تهديد فأنت احتلال ووجودك بالقدس غير شرعي ولا سيادة لك بها وعشت باطل وستزول قريبا، ومنعنا من الدخول الى القدس ومقدساتها لا يعني تنازلنا عنها ولا يعطيك الحق بها".

وحذر الشيخ من قرارات المنع التي صدرت بحق المقدسيين واهل الداخل الفلسطيني والتي كان اخرها ضد حاتم عبد القادر ، وتطرق الى منع الوصول الى القدس والاقصى حتى عام 2000 من خلال اقامة الحواجز العسكرية من مدن الضفة الغربية والقدس، اما اليوم فيسعى الاحتلال الى فرض قطيعة أوسع لفصل اهالي القدس والداخل الفلسطيني عن مقدساتهم ، وان المؤسسة الإسرائيلية الإحتلالية تريد ان لا يبقى لاحد منا اي علاقة بالاقصى وقال:" ان ذلك ينذر بأن هناك شيئ خبيث وخطير تحضر له المؤسسة الاسرائيلية ليصبح الاقصى وحيدا بقوة السلاح ".

وختم الشيخ صلاح بعدة أسئلة موجها الخطاب الى الأمة الإسلامية والحاضر العربي ، بسبب موقفها الصامت، وتساءل : هل نريد القدس ومقدساتها ام لا؟ هل هي حق اسلامي عربي فلسطيني ام لا؟ وهل نحن مصرون على قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس ام لا؟ وقال يجب ان نحسم موقفنا وتكون تصرفاتنا واضحة لعكس الجواب الصحيح".

وحول مباراة كرة القدم بين مصر والجزائر وما تبعها من تغطية إعلامية والتفاف جماهيري من العالم العربي والإسلامي كبير، اقترح الشيخ صلاح أن يتم عقد مباراة كرة قدم تحت اسم "كأس المسجد الأقصى".

وقال:بعد أن شاهدنا كم هي كرة القدم كم حركت الأمة العربية والإسلامية بمجرد مباراة واحدة في أم درمان فأنا اقترح عقد مباراة تحت مسمي ’كأس المسجد الأقصى’ لعل الأمة الإسلامية تتحرك ويكون هناك الملايين الذين يحتشدون بفوز الأقصى.

وأردف الشيخ ولكن أقول لكم سلفاً بن من سيفوز بكأس الأقصى ليس الذي يسدد أهداف في مرمى فريق آخر، وإنما من يستحق الفوز هو الذي يمارس كل ضغط مشروع لزوال الاحتلال الصهيوني قريباً من القدس والأقصى

في بداية المؤتمر عرضت "مؤسسة الأقصى للوقف والتراث " فيلما وثائقيا " يوثق إنتهاكات وإعتداءات الإحتلال ومخططاته الأخيرة في المسجد الأقصى ، وقد قدم صالح لطفي شكره لـ " مؤسسة الأقصى للوقف والتراث " والتي قامت على إنتاج الفيلم ، وواكبت إخراجه على مدار أشهر طويلة ، كما شكر لطفي مخرج الفيلم إياد النائل ، وجميع المصورين، والذين تعرضوا للملاحقة والإعتقال من قبل الإحتلال ، ونرفق في هذا التقرير أهم ما جاء في الفيلم ، مشيرين الى اهمية وخطورة ما جاء به .