الرئيس من الارجنتين: نحن مع السلام العادل.. ولا شرعية للاستيطان
نشر بتاريخ: 24/11/2009 ( آخر تحديث: 25/11/2009 الساعة: 09:58 )
بيت لحم -معا- قال الرئيس محمود عباس، اليوم ان الشعب الفلسطيني مع السلام العادل، كما نصت على ذلك مبادرة السلام العربية التي أقرتها أيضا مؤتمرات القمة الإسلامية "دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، وانسحاب إسرائيلي من كل الأراضي العربية التي لازالت تحت الاحتلال في الجولان السوري ولبنان".
وأعرب في كلمة له في المركز الإسلامي في العاصمة الأرجنتينية بوينس آيريس، عن تقديره للأرجنتين على مواقفها في المحافل الدولية بتأييد حقوق شعبنا الفلسطيني، وإدانتها للانتهاكات الإسرائيلية، وآخرها التصويت في مجلس حقوق الإنسان على تقرير غولدستون.
ودعا المشاركين لزيارة فلسطين، وللاستثمار فيها، معتبرا أن ذلك يثبيت بقاء الفلسطيني في أرضه .
وفيما يلي نص كلمة السيد الرئيس في المركز:
أصحاب السعادة ...
السادة الحضور الكريم
أشكركم على دعوتكم ، ويسعدني اللقاء بكم في هذا المركز الذي يعبر عن الوحدة التي تجمع الأرجنتينيين المسلمين
إن الولاء لوطنكم هذا لا يتناقض أبدا مع تواصلكم مع بلدانكم الأصلية، والإحساس بهمومها .. وأنا اعتقد أن المواطن الصالح لوطنه الجديد ، صالح أيضا للوطن الذي نشأ فيه ، أو نشأ فيه آباءه وأجداده .
إن دوركم كبير في هذه الأيام وفي طليعته إبراز الصورة السمحاء لديننا الإسلامي الحنيف، والرد على محاولات التشويه التي تستغل بعض المجموعات المتطرفة، لتصوير الإسلام بأنه دين عنيف.
تأخرنا كثيرا كعرب ومسلمين في توطيد علاقاتنا مع دول أمريكا اللاتينية، وأرجو بعد عقد مؤتمرين أولهما في البرازيل والثاني في الدوحة ، أن تحصل قفزة نوعية وسريعة فهناك مجالات واسعة للتعاون.
اعلم كم تحظى قضية فلسطين على اهتمام من قبل المسلمين، فهي قضيتهم الأولى، ففي فلسطين ثالث الحرمين الشريفين الأقصى المبارك، وشعب فلسطين تعرض لظلم لا مثيل له، يشكل جرحا في قلب كل مسلم.
ولأننا في فلسطين لا نميز في المواطنة ما بين مسلم ومسيحي، ولان النكبة والمأساة حلت على الشعب بأسره، فإن واجب الجميع، بما فيهم انتم أيها الإخوة، التصدي للمحاولات المشبوهة التي تنشر أخبارا حول علاقات متوترة أو سيئة ما بين المسلمين والمسيحيين في فلسطين، والحقيقة أن المسيحي الفلسطيني يمنع من دخول القدس للصلاة في كنيسة القيامة، تماما كما يمنع المسلم الفلسطيني من الصلاة في المسجد الأقصى.
المسيحيون في فلسطين وباقي الدول العربية ليسوا أقلية أو جالية ، فهم جزء لا يتجزأ من الشعوب العربية والأديان لا تفرق بل تجمع .
نحن مع السلام العادل ، كما نصت على ذلك مبادرة السلام العربية التي أقرتها أيضا مؤتمرات القمة الإسلامية .. دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، وانسحاب إسرائيلي من كل الأراضي العربية التي لازالت تحت الاحتلال في الجولان السوري ولبنان.
نقدر للأرجنتين مواقفها في المحافل الدولية بتأييد حقوق شعبنا الفلسطيني، وإدانتها للانتهاكات الإسرائيلية ، وآخرها التصويت في مجلس حقوق الإنسان على تقرير غولدستون .
كانت محادثاتنا مع فخامة رئيسة الجمهورية الدكتورة كريستينا فرنانديز دي كرشنر ايجابية وشاملة، لمسنا خلالها التضامن الأرجنتيني مع شعبنا الفلسطيني، والاستعداد للعمل من اجل السلام الذي سيتحقق بعد إنهاء الاحتلال الإسرائيلي. ووقعنا أيضا اتفاقات تعاون تشمل عدة مجالات...
ادعوكم لزيارة فلسطين، وللاستثمار فيها، لان تثبيت بقاء الفلسطيني في أرضه سيحول دون تنفيذ المشاريع التي كان شعارها : ارض بلا شعب لشعب بلا أرض.
الرئيس في البرلمان الأرجنتيني: مبدأ الأرض مقابل السلام يعني عدم شرعة الاستيطان
وقال الرئيس محمود عباس، إن مبدأ الأرض مقابل السلام الذي يؤمن به المجتمع الدولي، يعني عدم شرعية الضم أحادي الجانب للقدس من قبل إسرائيل، وعدم شرعية الاستيطان بأشكاله كافة.
وأضاف في كلمة ثانية ألقاها في البرلمان الأرجنتيني، اليوم، أنه لا يمكن في عصرنا الراهن أن يسود مفهوم الحق للقوة، ولا يمكن أن يترسخ السلام العالمي إذا كان هنالك مقياسين وميزانين في تطبيق القانون الدولي، منوهاً إلى أن العودة إلى المفاوضات تتطلب التزام الحكومة الإسرائيلية بوقف الاستيطان وقبول المرجعية بشأن حل الدولتين وأن رفض هذين الالتزامين يعني مفاوضات عبثية فعلاً.
وفيما يلي النص الكامل لكلمة السيد الرئيس:
السيد رئيس مجلس النواب المحترم ادواردو فيلز
السيدة نائبة الرئيس المحترمة باتريسيا فاكنارفاخا
السيد رئيس لجنة العلاقات الخارجية المحترم روبرتوغودي
السيد رئيس لجنة الصداقة البرلمانية مع فلسطين المحترم ادواردو جالانتيني
حضرات السادة النواب المحترمين
السيدات والسادة
أشكركم على هذا الاستقبال ويشرفني والوفد الفلسطيني المرافق أن نكون بينكم في هذا الصرح للديمقراطية الارجنتينية التي ترسخت بعد مسيرة شاقة ونضالاً طويلاً عرفتم خلاله الاحتلال والديكتاتورية العسكرية.
لقد كان لي لقاء هام ومثمر مع فخامة الرئيسة الدكتورة كريستينا فرنانديز دي كريشنر، وأود أن أعبر أمامكم عن فائق شكرنا لفخامتها، وعن رغبتنا المشتركة في تعزيز أواصر التعاون والتواصل ما بين شعبينا على قاعدة الاحترام المتبادل والسعي نحو السلام والاستقرار في منطقتنا وفي العالم بأسره .
إن السلام ليس مجرد كلمة نرددها، بل حاجة للإنسان للحياة ، والحياة بلا معنى إن لم تكن هناك عدالة ومساواة. فلا سلام مع العبودية ولا سلام مع التمييز العنصري ولا سلام مع الاحتلال.
لا يمكن في عصرنا الراهن ان يسود مفهوم الحق للقوة، ولا يمكن ان يترسخ السلام العالمي اذا كان هنالك مقياسين وميزانين في تطبيق القانون الدولي.
إن حل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي لا بد أن يعتمد على قياس ما، فهل هو الدين كما يريد البعض؟ أو هو ميزان القوى؟ أو هو التاريخ بعيده او قريبه؟ أو هو التعاطي مع الواقع القائم الذي يأخذ بعين الاعتبار حقوق الأطراف المنغمسة في صراع ما.
من جانبنا، ورغم الظلم الذي حل، حقيقة بشعبنا الفلسطيني نتيجة لنكبة عام 1948 توجهنا نحو حل سلمي للصراع بيننا وبين اسرائيل منطلقين من القبول باعتماد الحل على اساس حدود عام 1967، اي انسحاب اسرائيل من الأراضي العربية والفلسطينية التي احتلت في تلك الحرب وهي تشمل قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية لاقامة دولتنا الفلسطينية، علما بأن مساحة مثل هذه الدولة هي 22 بالمئة من مساحة فلسطين التاريخية لتعيش بسلام وأمن إلى جانب دولة إسرائيل.
منذ وقعنا اتفاق إعلان المبادئ، اي اتفاق اوسلو في حديقة البيت الابيض أنا وشيمون بيرس يوم 13 سبتمبر عام 1993، اخترنا طريق المفاوضات وعلى أسس ومرجعيات ثبتتها لاحقاً خطة خارطة الطريق وقرار مجلس الامن الدولي 1515 ومن ضمنه مبادرة السلام العربية، ورؤية اللجنة الرباعية بشان حل الدولتين وتفاهمات انابوليس.
مبدأ الأرض مقابل السلام الذي يؤمن به المجتمع الدولي، يعني عدم شرعية الضم أحادي الجانب للقدس من قبل إسرائيل، وعدم شرعية الاستيطان باشكاله كافة، والهدف النهائي للمفاوضات سلام يؤدي الى قيام دولة فلسطينية الى جانب اسرائيل تعيشان جنباً الى جنب.
ما عرقل، ويعرقل هذه المسيرة استمرار اسرائيل بممارساتها الخطيرة في القدس حيث يتم هدم ومصادرة منازل واملاك المواطنين الفلسطينين، ويمنع المسيحيين منهم والمسلمون من البناء فوق أراضيهم التي تصادر أو تفرض عليهم ضرائب باهظة، وقد تم محاصرة المدينة تماماً بواسطة جدار الفصل العنصري والحواجز والمستوطنات، ولا يستطيع المؤمنون الفلسطينيون دخول المدينة للصلاة في المسجد الاقصى او كنيسة القيامة.
يضاف إلى ما يجري في القدس، هناك الاستيطان المتواصل في الضفة الغربية وإقامة مئات الحواجز واستمرار الاعتقالات، حيث يوجد اكثر من احد عشر الف معتقل بينهم اطفال ونساء
وهناك الكثيرون ممن قضى عليهم أكثر من ثلاثين عاماً.
إن الممارسات الإسرائيلية أدانتها كل المنظمات الدولية، وكان آخرها تقرير القاضي غولدستون، الذي اعلن بأنه آن الأوان للمجتمع الدولي أن يضمن عدم تكرار المجازر بحق شعبنا الأعزل، وسنرى الآن ماذا سيكون مصير هذا التقرير في مجلس الامن او لدى محكمة الجنايات الدولية.
أدرك أن هناك من يتساءل حول مصير المفاوضات، موقفنا من ذلك باختصار أن المفاوضات ليست هدفاً بحد ذاته، فمن غير المقبول أن تستمر المفاوضات في حين يستمر الجانب الاسرائيلي بفرض حقائق على الارض دون اي التزام أو احترام للمرجعيات الدولية والاتفاقيات الموقعة.
إن العودة إلى المفاوضات تتطلب التزام الحكومة الإسرائيلية بوقف الاستيطان وقبول المرجعية بشأن حل الدولتين وإن رفض هذين الالتزامين يعني مفاوضات عبثية فعلاً، تعطي الدليل لمعارضي عملية السلام بأن اسرائيل غير جادة وانه لا فائدة من المفاوضات معها.
لهذا السبب وجدنا أن التوصية التي اتخذها اجتماع لجنة وزراء الخارجية العرب الخاصة بمبادرة السلام العربية للتوجه الى مجلس الامن لاستصدار قرار لا جديد في مضمونه، بل هو يثبت مبدأين قبلهما وأكد عليهما المجتمع الدول وهما: حل الدولتين، أي إقامة الدولة الفلسطينية الى جانب دولة إسرائيل، وإنهاء الاحتلال الذي وقع عام 1967 اي الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية وقطاع غزة، وترسيم حدود دولة فلسطين على هذا الأساس.
إن قرارا كهذا من مجلس الامن لا يعني إجراء أحاديا ولا يعني استباقا نتائج المفاوضات، وإنما يثبت بوضوح الهدف النهائي لعملية السلام كما حددته خارطة الطريق.
السيد الرئيس .... السيدة نائبة الرئيس
حضرات النواب المحترمين
يدنا لا زالت ممدودة للسلام مؤمنين بأن قدرنا العيش فوق تلك الارض الصغيرة بحجمها، والكبيرة بتاريخها، وبارثها الديني والحضاري نريدها كما أرادها إلهنا الواحد، الأرض المقدسة، أرض السلام، معابدها وأماكنها المقدسة حية عامرة بالمؤمنين وليست مجرد آثار أو ساحات حروب ومصدراً للأحقاد والكراهية، ودولتان على حدود الرابع من حزيران 1967 شعار رَددته حناجر الملايين في هذا العالم، فلنعمل على تحقيقه اليوم قبل الغد، ولنثبت جميعاً لدعاة العنصرية والتوسع أننا نحن المنتصرون.