الخميس: 26/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

ثيوفيلوس الثالث يكرّم شهيد نابلس فيلومينوس بتطويبه قديساً

نشر بتاريخ: 30/11/2009 ( آخر تحديث: 30/11/2009 الساعة: 23:51 )
القدس -معا- كرّم البطريرك ثيوفيلوس الثالث، بطريرك القدس والأراضي المقدسة والأردن، شهيد نابلس فيلومينوس الذي اغتاله مستوطنون اسرائيليون في دير بئر يعقوب بالمدينة عام 1979، بتطويبه قديساً.

وجاء ذلك خلال قداس احتفالي حاشد بمناسبة صدور قرار بطريركي ومجمعي لادراج اسم القديس الشهيد فيلومينوس، الرئيس السابق لدير بئر يعقوب، في قائمة قديسي الكنيسة الأرثوذكسية (السنكسار) بمشاركة عدد كبير من المطارنة والأرشمندريتيين والكهنة وبحضور جمع غفير من أبناء الكنيسة الأرثوذكسية من مختلف مناطق الأراضي المقدسة و الأردن.

وجرت الشعائر الدينية الاحتفالية في نفس الكنيسة التي استشهد القديس فيلومينوس مدافعاً عنها، حيث حرص غبطة البطريرك ثيوفيلوس الثالث منذ اليوم الأول لانتخابه بطريركاً على استكمال بناء الكنيسة و توسيعها لتصبح أكبر كنيسة في الضفة الغربية كرد على الجريمة التي نالت من حياة الشهيد القديس فيلومينوس.

والقى غبطة البطريرك ثيوفيلوس موعظة بهذه المناسبة قال فيها أن الكنيسة الأرثوذكسية في القدس مؤسسة على دم السيد المسيح الذي سال على الجلجلة من أجل مغفرة الجنس البشري و خلاصه، و أن هذه الكنيسة المقدسية قد أثمرت في أحتضانها شهداء سكبوا دمائهم كتقدمة و محبة للمصلوب من أجلهم و القائم من بين الأموات ارادياً.

كما تحدث غبطته عن شهداء البطريركية المقدسية منذ انشائها قبل حوالي الفي عام، فذكر أولهم و هو رئيس الشمامسة استفانوس، الذي استشهد و هو يصلي من أجل راجميه بالحجارة و تبعه القديس يعقوب بن زبدي الذي قتلة الملك هيرودس بالسيف و بعده القديس يعقوب أول رؤوساء كنيسة القدس الذي سار على دربه قريبه و خليفته القديس سيمون أسقف القدس الذي عذب في شرقي الأردن و صلب وهو في المائة و العشرون من عمره.

وشدد على أن البطريركية الأرثوذكسية المقدسية تتباهى بهؤلاء الشهداء و من تبعهم من رسل شهداء مثل الشهيد بروكوبيرس المقدسي الذي استشهد في عهد اضطهاد ذيوكلتيانوس، و أيضاً الكهنة الذين استشهدوا آنذاك في غزة، و الشهداء تيموثاوس و أغابيوس و تقلا، و الشهيد بامفيلوس مؤسس المكتبة في مدينة قيصرية الذي قطع رأسه، و مقطوعي الرؤوس برومن و ايليا في عسقلان، و آخرين كثر، قال البطريرك، يضيق بنا الوقت لذكرهم و الذين استشهدوا مدافعين عن ايمانهم و كنيستهم.

ولفت البطريرك ثيوفيلوس الى حياة الشهيدين بطريرك القدس زخريا الذي سيق الى بلاد الفرس مع الصليب المكرم و الآباء الذين ذبحوا على أيدي الفرس في دير القديس سابا، كما تحدث عن حياة الشهيد بطريرك القدس ليونديوس الذي أعطى مثالاً رائعاً عن التضحية في النضال من أجل الدفاع عن المقدسات.

وقال الأب عيسى مصلح، الناطق باسم البطريركية الأرثوذكسية، أن المجمع المقدّس اتخذ في 11-9-2009 قراراً بادراج اسم القديس الشهيد فيلومينوس على قائمة القديسين بعد اتمام مدة ثلاثين عاماً على استشهاده، على أن يحتفل به كقديس وشهيد سنوياً في السادس عشر من شهر تشرين ثاني المرافق 29 تشرين ثاني بحسب التقويم الغربي. و أضاف الأب مصلح بأن غبطة البطريرك ثيوفيلوس قد أعلن احتفال "أم الكنائس" بهذه المناسبة سنوياً.

وأضاف الأب مصلح أن استشهاد القديس فيلومينوس في عام 1979 في مدينة نابلس حدث حين كانت مجموعة استيطانية اسرائيلية تعتبر بئر يعقوب بنابلس حكراً لها قد وجهت العديد من التهديدات للشهيد الأب فيلومينوس الذي ترأس دير بئر يعقوب في ذلك الحين لاجباره على اخلاء الدير، لكنه رفض الاستجابة للتهديدات و استمر في الصمود الى أن استطاع أحد المستوطنين اغتياله في ذلك العام لارهاب الكنيسة الأرثوذكسية ودفعها للتخلي عن بئر يعقوب، فكان رد البطريركية الأرثوذكسية واضحاً بتكليف الاب يوغستينوس بحمل رسالة الشهيد فيلومينوس. وعند انتخاب غبطة البطريرك ثيوفيلوس الثالث، بطريركاً للقدس و الأراضي المقدسة و الأردن، تقرر توسيع اعمال البناء و الاسراع فيها لتكون كنيسة دير بئر يعقوب و التي تحمل اسم القديسة فوتيني السامرية، أكبر كنيسة أرثوذكسية في الضفة الغربية و تكون رمزاً للصمود في وجه التحديات الاستيطانية المستمرة للكنيسة الارثوذكسية في الاراضي المقدسة.

وقد تم افتتاح هذه الكنيسة في العام الماضي بحضور عائلة القديس الشهيد فيلومينوس.