محللون:التكتيم في صفقة التبادل فرضه الالمان وليس بالضرورة سيؤدي للنجاح
نشر بتاريخ: 01/12/2009 ( آخر تحديث: 01/12/2009 الساعة: 20:13 )
غزة - تقرير معا - رأى محللون سياسيون أن التكتيم الإعلامي في صفقة تبادل الأسرى بين الجانب الفلسطيني والإسرائيلي فرضه الوسيط الألماني لعدم التشويش على مجريات التفاوض الجادة لإنجاح الصفقة بين اسرائيل وحركة حماس.
واعتقد الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف لـ"معا" أن المفاوض الألماني هو الذي فرض مبدأ السرية والكتمان وعدم البوح في وسائل الإعلام بأي معلومة تشوش على مجريات التفاوض في صفقة تبادل الأسرى.
وأشار الصواف أن الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني التزما بذلك وكل المعلومات المنشورة في وسائل الإعلام معلومات تحليلية وليس معلومات من مصادرها الرسمية وهي معلومات مكررة منذ فترة طويلة.
ورأى أن التحرك الجاري في المنطقة سواء من الجانب الفلسطيني والإسرائيلي والألماني جميعها تعطي مؤشرات بأن التحرك جاد وهناك تقدم في تجاوز بعض العقبات ولا زال هناك إشكالية قائمة بين الطرفين بحاجة إلى مزيد من الوقت.
وأوضح الصواف أن الأطراف فهمت مواقف بعضها، وعلى ما يبدو أن الجانب الإسرائيلي استنفذ كافة خياراته ولم يعد أمامه سوى الموافقة على شروط المقاومة وما ينشره من معلومات عبر وسائل الإعلام هدفه في اتجاهين الأول محاولة الضغط على حماس من خلال ما وصفة إثارة البلبلة في الشارع الفلسطيني وتحميله المسؤولية عن عدم انجازها حتى الآن بهدف تخفيض سقف المطالب، وفي نفس الوقت يوجه رسالة للجمهور الإسرائيلي حتى يشكل حالة رأي عام مساندة لحكومة نتنياهو في حالة إبرامها الصفقة بشروط المقاومة.
وأكد الصواف أن التكتيم الإعلامي نجاح للراعي الألماني في صفقة التبادل.
وبدوره، الخبير في الشؤون الإسرائيلية صالح النعامي قال لـ"معا" من الواضح تماما أن التكتيم بالنسبة للجانبين يهدف الى تحسين شروط استمرار التفاوض حول صفقة التبادل، مشيرا لوجود بعض العقبات التي قد تؤدي إلى عدم التوصل بشأنها وتؤدي الى انهيار الصفقة بشكل كامل.
وأوضح النعامي أن هناك رقابة إسرائيلية على المعلومات المتعلقة بالصفقة، وهناك تعليمات واضحة من الوسيط بعدم الإدلاء بأي معلومات.
ورأى انه ليس بالضرورة أن يكون التكتيم يؤدي إلى نجاح الصفقة، ومن الناحية النظرية هناك أغلبية لدي الحكومة الإسرائيلية بتأييد أي صفقة، مشيرا أن حماس أبدت مرونة في الأمور المتعلقة بمسالة الإبعاد.
والمحلل السياسي أكرم عطالله رأى في حديث لـ"معا" أن هناك جدية في الصفقة لدى الطرفين وتحديدا الجانب الإسرائيلي، موضحا أن التكتيم الإعلامي له أهمية بالموضوع خاصة أن هناك تنازلات جرت لدي الطرفين لإنجاح الصفقة، فيما لو أعلن عنها أثناء المفاوضات قد تشكل رأيا عاما ضاغطا تعتمد الأطراف المفاوضة أنها ستلعب دورا تخريبيا قد يؤدي إلى الفشل.
وقال عطالله أن هناك جدية تختلف عن الجولات السابقة تحديدا لدى الجانب الإسرائيلي خاصة أن المحكمة العليا الاسرائيلية رفضت الإفصاح عن أسماء المنوي الإفراج عنهم، ولكن لا ينفي الحذر الانهيار المباشر نتيجة التعنت الإسرائيلي وعدم الرغبة في تقديم تنازلات لإنجاح الصفقة.