الداخلية الإسرائيلية تمنح بطاقة هوية زرقاء لفلسطينية من رام الله
نشر بتاريخ: 01/12/2009 ( آخر تحديث: 02/12/2009 الساعة: 10:47 )
القدس-معا- بعد عدة أشهر من تقديم استئناف إلى لجنة الإستئناف على قرار الداخلية الاسرائيلية بواسطة المحامي نجيب زايد, منحت الداخلية مؤخراً بطاقة هوية زرقاء لموكلته المواطنة الفلسطينية سناء وليد محمد صبحا (37) وذلك من خلال معاملة جمع شمل قدمها زوجها المقدسي المهندس عمر اسحق حسن قراعين المحاضر في جامعة القدس (43).
جاء ذلك بعد سلسلة نجاحات حقّقها المحامي نجيب زايد في الآونة الأخيرة حسمت هذه النوعية من القضايا ضد الداخلية الإسرائيلية وبعد محاولة فاشلة لجهاز المخابرات "الشاباك" سد الثغرة القانونية التي تُمَكٍّنُ أصحاب طلبات جمع الشمل الحصول على بطاقة هوية رغم قانون المواطنة.
ويذكر أن الزوجين متزوّجان مُنْذُ عام 1994 ورُزٍقا بأربعة أوْلاد وقد قاما بتقديم طلب جمع شمل لدى وزارة الداخلية عام 1995 وقد وافقت الأخيرة عليه بعد أربعة أعوام (عام 1999) ومنحت الزوجة تأشيرات تتجدد سنوياً تتوجه من خلالها إلى مكتب التنسيق والارتباط المدني في الضفة الغربية للحصول على تصاريح نصف سنوية للدخول إلى إسرائيل. وقد استمر وضع الزوجة على هذه الحال دون أن توافق الداخلية منحها حق الإقامة من خلال بطاقة هوية تحمل "رقما وطنياً", حيث جمّدت الداخلية جميع الطلبات وامتنعت عن منح بطاقات هويّة إسرائيليّة بناءً على قرار للحكومة الإسرائيلية أصدرته عام 2002 يقضي بتجميد إجراءات ومعاملات جمع الشمل للأزواج الذين يحملون بطاقة الهوية الفلسطينية فقام الزوجان بالتوجه إلى المحامي نجيب زايد في شهر آذار-مارس من العام الحالي فقام بدوره بإخطار الداخلية مطالباً منح موكلته بطاقة هوية إلا أن الداخليّة رفضت في البداية الطَلب مسوغة قرارها بالاستناد على حاجز قانون المواطنة والدخول إلى إسرائيل حيث يمنع الداخلية منح هويات لمواطنين فلسطينيين. فقام المحامي نجيب زايد بالتوجه باسم الزوجين وأولادهما باستئناف إلى لجنة الإستئناف التي أقيمت بناء على قرار وزير الداخلية في نهاية العام الماضي مطالباً فَسْخ قرار الرفض وإلزام الداخلية منح بطاقة هوية للزوجة.
وَقَد جاءَت مُوافَقة الدّاخليّة بعد ستة أشهر فقط من تقديم الإستئناف دون أن تُقدّم الداخلية بواسطة محاميها لائحة جوابية ترد بها على الدُّفوع التي استند عليها المحامي زايد في الإستئناف ودون أن تقوم الدولة بحصر بيّنتها حول الموانع التي استندت عليها في رفضها لطلب الهوية.
حتى العام 1996 حصل الأزواج الفلسطينيون مباشرة على بطاقات هوية تشمل حق الإقامة الدائمة وتحمل رقما وطنياً في أعقاب الموافقة على طلبات جمع الشمل. منذ عام 1997 بدأ العمل بنظام جديد يلزم الأزواج بانتظار خمس سنوات وربع وهي فترة تجريبية منذ صدور الموافقة على طلبات جمع الشمل يحصل الزوج الفلسطيني على وضعيات قانونية بشكل تدريجي. ففي البداية يحصل على تأشيرة لمدة 27 شهرا يتوجه من خلالها إلى مكتب التنسيق والإرتباط المدني في الضفة الغربية للحصول على تصاريح للدخول إلى إسرائيل, وبعدها يحصل على بطاقة هوية تتجدد سنوياً تشمل حق الإقامة المؤقتة وتحمل رقما وطنياً لمدة 3 سنوات وبنهاية الفترة التجريبية يحصل على بطاقة هوية دائمة تحمل نفس الرقم الوطني. أما إذا كان الزوج المستدعي يحمل الجنسية الإسرائيلية فقد عملت الداخلية منذ 1999بنظام تَدْريجيّ يلزم الأزواج بانتظار فترة تجريبية أربع سنوات منذ صدور الموافقة على طلبات جمع الشمل (تَجَنُّس) يحصل الزوج الفلسطيني من خلالها على بطاقة هوية تتجدد سنوياً لتصل إلى بطاقة هوية تشمل حق المواطنة والجنسية. ففي البداية يحصل على تأشيرة لمدة 6 أشهر ً, يتوجه بواسطتها إلى مكتب التنسيق والارتباط المدني في الضفة الغربية للحصول على تصريح للدخول إلى إسرائيل, وبعدها يحصل على بطاقة الهوية المؤقتة التي تحمل رَقَماً وَطَنياً لمدة 4 سنوات, وعند نهاية الفترة التجريبية يحصل على الجنسية.
إلا أنه في عام 2001 بدأت المخابرات الإسرائيلية بالشروع بمشروع تجميد معاملات لم الشمل وخاصة لأولئك الذين كانوا على وشك الحصول على بطاقات هوية. في شهر آذار 2002 قام وزير الداخلية بإصدار قرار بتجميد جميع المعاملات بحجة تنفيذ عملية انتحارية بواسطة من حصل على لم شمل آنذاك. وفي أيار 2002 أصدرت الحكومة الإسرائيلية قراراً بتجميد إجراءات ومعاملات جمع الشمل للأزواج الذين يحملون بطاقة الهوية الفلسطينية أو ينحدرون من أصل فلسطيني بحجة "الوضع الأمني" إثر أحداث الانتفاضة. كما وفي عام 2003 سنّت الكنيست قانون المواطنة والدخول إلى إسرائيل مصادقة بذلك على قرار الحكومة ومانحة إيّاه الصبغة التشريعية. وفي العام 2005 تم تعديل القانون بحيث سُمِحَ للأزواج الفلسطينيين الحصول على مكانة قانونية يتم من خلالها منح الزوج الفلسطيني تأشيرة تتجدد سنويا يتوجه من خلالها إلى مكتب التنسيق والإرتباط المدني في الضفة الغربية للحصول على تصاريح نصف سنوية للدخول إلى إسرائيل بشرط أن يستوفي المواطن الفلسطيني شروطاً أهمّها شرط السن (للرجل 35 وللمرأة 25). كذلك تم تعديل القانون عام 2007 وأضيفت لائحة لدول لا يمكن لمواطنيها أن يحصلوا على لم شمل وهي إيران سوريا لبنان والعراق كما تمّت إضافة قطاع غزه للقائمة عام 2008.
وفي شهر أيار 2006 أصدرت محكمة العدل العليا (بهيئة مؤلفة من أحد عشرة قاضياً) قراراً رَفَضَ التماساً جماعياً لمؤسّسة "عدالة" ضد الكنيست والحكومة يطالب إلغاء قانون المواطنة والدخول إلى إسرائيل. كل تلك القرارات والقوانين تحول دون حصول الأزواج على بطاقات هوية جديدة تحمل رقماً وطنياً حيث تم كسر التجميد بواسطة المحامي زايد منذ عام تقريباً في سلسلة قرارات أهمها قرار الزوجين صباح ونبيل عويسات وقرار الزوجين إيمان ومحمد عرامين.
وقال زايد معقباً على القرار "إن ما يقض مضجع دولة إسرائيل هو الوضع الديمغرافي الآخذ في التغيير في فلسطين عامة وداخل حدود الخط الأخضر والقدس خاصة. فحجة الأمن ليست إلا ورقة تين تغطي من خلالها السلطات الإسرائيلية الخلفية الحقيقية لقانون المواطنة العنصري ومشروع تسييس لم الشمل باعتباره الباب الخلفي لحق العودة للفلسطينيين". وأضاف "إن الثغرة القانونية وقرارات الحكم لا تلغي قانون المواطنة بل تغير من طريقة تعامل السلطات الإسرائيلية مع هذا القانون وتحدّ من سياسة التهويد وتشتيت شمل العائلات العربية والفصل العنصري".
وقد ناشد المحامي زايد المواطنين الذين يعانون من نفس المشكلة وقضيتهم تشبه هذه القضية عدم التّقاعُس وانتهاز الفرصة والإسراع باتخاذ إجراءات قضائية ضد وزارة الداخلية تضمن الحصول على هويات من خلال الثغرة القانونية التي ظهرت نتيجة سلسلة نجاحات لتلك القضايا وتكسر حاجز التجميد الذي أقَرَّته الحكومة والكنيست وذلك في سبيل إحقاق الحقّ للحياة الأسريّة التي تشمل حقوق الزواج والأبوّة والأمومة والبنوّة التي تُعْتَبَر من الحقوق الدُّسْتوريّة.