الأربعاء: 15/01/2025 بتوقيت القدس الشريف

زيارة المتاحف توفر فرصا لطلبة شبكة المدارس النموذجية للاكتشاف العملي

نشر بتاريخ: 02/12/2009 ( آخر تحديث: 02/12/2009 الساعة: 19:16 )
رام الله- معا- تجمع طلبة الصف الثاني الابتدائي من مدرسة الأزهار في الخليل حول منسقة متحف العلوم في جامعة القدس ديما حلواني، وهي تشرح لهم خصائص المغناطيس وما يقوم بجذبه من أجسام عبر سرد قصة مشوقة جذبت انتباه الطلبة وتركيزهم، وذلك في وقت كان الطلبة يجربون ويحاولون بأيديهم اكتشاف الأجسام التي يجذبها المغناطيس وتلك التي لا يجذبها.

والأزهار هي إحدى المدارس المشاركة في برنامج شبكة المدارس النموذجية الذي تنفذه "أمديست" بتمويل من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية USAID في 17 مدرسة خاصة و40 مدرسة حكومية.

وضمن نشاطات دائرة التواصل المجتمعي في برنامج شبكة المدارس النموذجية، فان طلبة المدارس الخاصة يقومون بزيارات دورية لمتحفي الرياضيات والعلوم في جامعة القدس، ضمن الشراكة مع الجامعة، في حين سيبدأ طلبة المدارس الحكومية المشاركة في البرنامج بسلسلة زيارات للمتاحف للتعرف عليها واكتساب المعرفة العملية منها مطلع العام المقبل، فيما يقوم متطوعون من طلبة الجامعة بتقديم الشرح للطلبة على المراكز وموجوداتها.

يذكر أن نحو أربعة ألاف طالب قاموا بزيارة المتاحف خلال العام الدراسي الماضي 2009/2008.

وخلال شرحها للطلبة قالت حلواني إنها تحاول إيصال فكرة عمل المغناطيس عبر سردها لقصة، وذلك لتتناسب المعلومة مع أعمار الطلبة الصغار وبطريقة تجعلهم يستمتعون ويتجاوبون ويفهمون فكرة المغناطيس.

وأشارت المعلمة رنا زغير من مدرسة الأزهار والتي رافقت الطلبة في زيارتهم إلى أنها لاحظت الاهتمام والانتباه من جانب الطلبة في معروضات وموجودات المتحفين.

وأبدى الطالب عبادة الكركي (7 سنوات) إعجابه وسعادته بالقدوم إلى المتحف مع زملائه، حيث تعرف على أفكار جديدة، فيما عبرت زميلته وعد طهبوب عن رغبتها في القدوم إلى المتحف مرة أخرى، وخاصة لتستمع إلى قصة المغناطيس وتجربة الأشياء التي يجذبها ولا يجذبها المغناطيس.

وقال منسق متحف الرياضيات في جامعة القدس جهاد ناجي أبو كباش إن الهدف من زيارات الطلبة بهذا السن المبكر، هي التعرف على العلوم والرياضيات بطريقة مختلفة تدعم التعلم المنهجي في المدارس، وذلك باستخدام مواد ملموسة يستطيع الطالب من خلالها التركيب لفهم قواعد رياضية بسيطة، بحيث يشعر الطالب الصغير انه يستمتع ويعلب ويتعلم بنفس الوقت.

وأشار إلى أن الزيارات نجم عنها ردود فعل ايجابية من المعلمين والأهالي والطلاب أنفسهم، لافتا إلى أن الطلبة ابدوا تفاعلهم واندهاشهم من هذه المتاحف والمعروضات بداخلها، وأشار إلى كفاءة المتطوعين من طلبة الجامعة على إعداد مواد لطلبة من هذه المراحل العمرية إذ بينوا قدرتهم على التعامل مع الطلبة الصغار.

ويركز برنامج شبكة المدارس النموذجية على إدخال طرق تعليم وتعلم تتمحور حول الطالب وتكامل تنمية الطفل من حيث النمو البدني والمعرفي والنفسي والاجتماعي، وتحديدا يركز البرنامج على تحسين نوعية التعليم والتعلم في مواد اللغة الانجليزية، والعلوم، والرياضيات.

وقال الدكتور تحسين المغربي مدير المتاحف العلمية في جامعة القدس، إن المراكز العلمية في أي مكان في العالم تسهم في العملية التعليمية بشكل غير تقليدي، إذ أنها تعتمد على العمل الجماعي والابتكار والاعتماد على النفس والتعلم الذاتي، مشيرا إلى أن ايجابيات التأثير الاجتماعي والتدريب على القيادة لا توفرها الدراسة في الصفوف كما تفعل المراكز العلمية، فيما المتاحف/المراكز العلمية تشتمل على معروضات ذات إطار علمي واحد.

واعتبر أن الشراكة بين جامعة القدس وأمديست في مجال زيارات الطلبة للمتاحف فتحت مجالات لخدمة المدارس، إذ أن الشراكة مع برنامج شبكة المدارس النموذجية أسهمت في وصول الطلبة من عدة مدارس وأماكن بعيدة إلى المتاحف، مشيرا إلى أهمية الشراكة مع وزارة التربية والتعليم العالي ولاسيما دخول 40 مدرسة حكومية إلى البرنامج.

وذكر د.المغربي أن إدارة المتاحف/المراكز العلمية تهتم كثيرا بالتغذية الراجعة وردود فعل الزوار لاسيما الطلبة، قائلا إننا نحاول تطوير الخدمة بما يخدم الطلبة سيما وان التعلم بهذه الطريقة له تأثير طويل وبعيد المدى على الأجيال.