الأحد: 22/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

نابلس-ندوة حول دور المكتبات والمراكز الثقافية في نشر الوعي الثقافي

نشر بتاريخ: 04/12/2009 ( آخر تحديث: 04/12/2009 الساعة: 09:24 )
نابلس- معا- تحت رعاية وزيرة الثقافة سهام البرغوثي عقدت في مدرجات الشهيد ظافر المصري في الجامعة في الحرم الجامعي القديم ندوة بعنوان "المكتبات والمراكز الثقافية في فلسطين وبيت المقدس ودورها الثقافي والحضاري" وذلك بالتعاون يبن جمعية المكتبات والمعلومات الفلسطينية ومكتبات جامعة النجاح الوطنية وبدعم من وزارة الثقافة الفلسطينية، وهذه الندوة هي من فعاليات الندوة الثالثة عشر لاتحاد جمعيات مكتبات بلاد الشام.

وحضر الجلسة الافتتاحية للندوة وزيرة الثقافة سهام البرغوثي، وأ.د.ماهر ابو عيد ممثلا عن أ.د. رامي حمد الله رئيس الجامعة، والاستاذ هاني جبر، رئيس رئيس جمعية المكتبات والمعلومات الفلسطينية، ومدير مكتبات جامعة النجاح الوطنية، بالاضافة الى عدد من المهتمين والباحثين والمكرمين.

وفي بداية الندوة تليت آيات عطرة من القرآن الكريم، ثم عزف السلام الوطني الفلسطيني ودعا عريف الندوة الاستاذ بلال سلامة وزيرة الثقافة لالقاء كلمتها التي قدمت الشكر في بدايتها للمنظمين لهذه الندوة التي تعقد في غمرة الاحتفالات بالقدس عاصمة للثقافة العربية2009 وفي الوقت الذي تتعرض فيه مدينة القدس للاستيطان والتهويد من اجل عزلها عن محيطها الفلسطيني والعربي.

واكدت الوزيرة ان وزارة الثقافة تولي اهمية بالغة بنشر الوعي والثقافة فقامت بإنشاء المكتبات في اكثر من خمسة وسبعين تجمعا في الوطن، واضافت ان الوزارة تتطلع باهتمام بالغ الى نتائج هذه الندوة، واكدت على اهمية الشراكة مع الجامعات الفلسطينية للنهوض بالمشروع الثقافي الفلسطيني وان الوزارة تضع كل امكانياتها لنشر الثقافة، وبينت ان الجامعات الفلسطينية تمتلك القدرة على ايجاد مجتمع المعرفة.

اما أ.د.ماهر ابو عيد فألقى كلمة أ.د. رئيس الجامعة التي قال فيها:" يسرني أن اكون معكم في هذا اليوم الذي نلتقي فيه بافتتاح ندوة المكتبات الثالثة عشر لبلاد الشام في جامعة النجاح الوطنية التي تحتضن الفعاليات في المجالات المتعددة".

واضاف أ.د. ابو عيد إن المكتبات ومنذ أقدم العصور تعتبر شاهداً حضارياً على هوية الأمم والشعوب وقد لاقت اهتماماً كبيراً منذ نشوء الحضارات القديمة لأنها تحتوي الوثائق والمخطوطات والمدلولات التاريخية لنقلها الى الحضارات الأخرى، وتأتي هذه الدورة للاهتمام بما يجري في مدينة القدس ومحاولة طمس جميع معالمها العربية والاسلامية والمسيحية لمحو ثقافتها ومظاهرها الحضارية.

واشار "انه وأمام هذا فإن فلسطين بل والعالم العربي والإسلامي مطالب وبكل الوسائل الحفاظ على هوية القدس ودورها التاريخي والثقافي والحضاري نظراً للدور الذي قامت به هذه المدينة عبر مراحل التاريخ وتحمل أعباء المعاناة والمصادرة التي تمارسها سلطات الاحتلال بالإضافة الى الجدار والحصار والحواجز التي تحاول باستمرار إعاقة نشر الثقافة سواء من القدس او غيرها من المدن الفلسطينية. ونحن كما يعلم الجميع نتعرض لهجمة خطيرة يجب أن لا نكتفي بالاقوال بل نسير في عمل ممنهج لنقل هذه الصورة الى الرأي العام العالمي وبأن القدس هي العاصمة الأبدية للدولة الفلسطينية حضارة وثقافة مهما تعددت الأخطار وتضاعفت المحاولات لتهويدها".

وبين إن المؤسسات والهيئات والحكومات العربية والفلسطينية يجب أن تتكاتف لترميم وصيانة المعالم الدينية والثقافية بل ودفع كل المحاولات والتصدي لجميع أساليب التهويد في القدس بشكل خاص وفي جميع المؤسسات الثقافية الفلسطينية بشكل عام ضمن معادلة دقيقة في فهم ومتابعة الرأي العام العالمي وإمكانية تأثيره بشكل فاعل.

اما رئيس جمعية مكتبات فلسطين الاستاذ هاني جبر فأكد ان فكرة عقد هذه الندوة جاءت بناءً على توصية إتحاد مكتبات بلاد الشام، الذي يضم جمعية المكتبات الاردنية والفلسطينية والسورية والذي تأسس قبل خمس عشرة سنة ليتوج معاني التعاون والأخوة بين المكتبيين والمكتبات في هذه المنطقة الجغرافية، مضيفا ان الاتحاد اصر على ان تعقد الندوة الثالثة عشرة في فلسطين كونها عاصمة الثقافة العربية لعام 2009، تنفيذاً لقرار وزراء الثقافة العرب عندما تم تبني فكرة القدس عاصمة للثقافة العربية عام 2006 وتحدياً أمام تهويد المدينة المقدسة ديمغرافياً وثقافياً ومحاولة طمس الهوية العربية الإسلامية المسيحية الحضارية في العاصمة الروحية.

واضاف انه وفي اللقاء الأخير الذي عقد في عمان في آذار 2009 والذي ضم رؤساء جمعيات المكتبات الفلسطينية الأردنية، السورية و اللبنانية تم إقرار فعاليات عقد ندوات يعقدها اتحاد جمعيات مكتبات بلاد الشام كل في بلده لإبراز الدور الحضاري والثقافي للقدس وما يتعلق بالمكتبات والتراث في المدينة المقدسة وقد حدد هذا الشهر لانطلاق فعاليات الندوة الثالثة عشرة لمكتبات بلاد الشام في مكتبة جامعة النجاح الوطنية تحت عنوان: القدس وأثرها الحضاري والثقافي، تليها ندوة أخرى في الاردن الشقيق تعقدها جمعية المكتبات الاردنية وقد سبقها ندوتان في كل من سوريا ولبنان كذلك.

واكد أ.جبر ان الهدف من هذه الندوات إعلاء مكانة القدس وإظهارها نظراً لأهميتها وارتباطها الروحي والديني في وجدان الشعب الفلسطيني والحفاظ على الهوية الوطنية الفلسطينية للقدس والتأكيد على الدور المركزي للمدينة المقدسة من الناحية الثقافية والحضارية وكذلك التركيز على البعد الثقافي والحضاري الذي لعبته المدينة المقدسة عبر التاريخ برجالاتها، ومراكزها العلمية، وتكاياها، ومكتباتها وإظهار المعاناة التي يعيشها أهل القدس بشكل عام بسبب الجدار والحصار وأهالي فلسطين عامة وإظهار العوائق والحواجز التي تقف سراً أمام نشر الثقافة فيها بالاضافة الى إظهار التدمير الممنهج للمراكز الثقافية والتعليمية والمكتبات في فلسطين وسياسة النهب والهدم والتدمير وتعريف الرأي العام العالمي بمدى ارتباطنا بالقدس كمركز إشعاع ثقافي بصفتها العاصمة الروحية والثقافية وكونها إرث حضاري ثقافي تاريخي ومعلم من المعالم الدينية الهامة لدى العرب المسلمين والمسيحيين وصيانة معالم القدس التاريخية والمحافظة على خصوصيتها التراثية بوصفها أحد أهم الكنوز الحضارية للبشرية جمعاء كما تهدف الى تسليط الضوء على واقع المدينة المقدسة وإظهار القيمة الروحية والحضارية لها والتصدي لمحاولات الاحتلال الممنهجة لطمس الثقافة العربية في فلسطين بشكل عام وفي القدس خاصة وذلك باستهدافها المؤسسات الثقافية الفلسطينية وحرية الرأي.

واضاف في ختام كلمته" القدس هي أرض الإسراء وأرض الرباط والتي تشد إليها الرحال، أرض مباركة باركها الله وبارك من حولها فهي أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ومسرى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ومهد المسيح عليه السلام، منها عرج الرسول إلى السماء وفيها ولد سيدنا عيسى عليه السلام، فهي بالنسبة للفلسطينيين بمختلف أديانهم وأطيافهم جزء من العقيدة وجزء من الوجود والتاريخ العربي والإسلامي المسيحي المشترك، ولعل ما تمثله القدس لنا يفسر ما تشكله من عقدة مركزية في القضية الفلسطينية ومجمل الصراع في المنطقة، فهي قلب الأمة النابض ومنغرسة في عقيدتنا ولا تقتصر أهميتها على مكانتها الدينية كأول قبلة وثالث مسجد تشد إليه الرحال، بل تتجاوز ذلك لتشكل رمزاً وشاهداً على عروبة وإسلامية فلسطين وقلب العالم العربي الإسلامي".

كما توجه بأسم أعضاء الهيئة الإدارية لجمعية المكتبات والمعلومات الفلسطينية وهيئات الندوة بالشكر لكل من ساهم في انجاح هذه الندوة من وزارات ومؤسسات وهيئات وأعضاء ومتطوعين، وخص بالذكر وزارة الثقافة وجامعة النجاح الوطنية اللتان اولتا هذا الهدف أهمية كبيرة.

كما القى عبد القادر الحسيني، مدير مؤسسة فيصل الحسيني ونجل الشهيد فيصل الحسيني لكمة المكرمين شكر فيها جمعية المكتبات الفلسطينية ووزارة الثقافة وجامعة النجاح الوطنية على اختياره لتكريم والده الشهيد الحسيني وتطرق في كلمته الى ما تعانية مدينة القدس من احتلال وتهويد وتهجير لاهلهان واكد ان المدينة هي مدينة العلم والثقافة والمراكز البحثية والمكتبات، واكد على الدور الذي كان يقوم به الشهيد فيصل الحسيني من اجل البقاء على القدس عربية وانشاء المراكز والمكتبات الثقافية فيها.

وفي نهاية الجلسة الافتتاحية قامت وزيرة الثقافة وأ.د. ابو عيد، وأ.هاني حبر بتكريم عبد القادر الحسيني ونمر سبوبة اول المكتبين الفلسطينيين وكذلك المشاركين في اوراق عمل واعضاء اللجان المشاركة في الندوة.

وتضمنت الندوة جلستين ترأس الاولى الاستاذ نمر سبوبة وتحدث فيها الاستاذ الدكتور يحيى جبر عن آل الحسيني، كما تحدث الاستاذ عمر عبد الرحمن عن خليل السكاكيني مربيا، فيما تناولت الدكتورة نجية الحمود ود.ناهد الكسواني ورقة عمل حول الحركة الفكرية في بيت المقدس بعد زوال الاحتلال الصليبي، والدكتورة مها يحيى تحدثت عن المكتبات المملوكية في بيت المقدس ، فيما تناول أ.د. عادل الاسطة موضوع القدس وكتاب القصة القصيرة.

وفي الجلسة الثانية التي كان رئيسها أ. عادل الحاج حمد تحدث فيها الدكتور ادريس جردات عن حفظ وتوثيق وارشفة التراث والهوية الفلسطينية، فيما قدم أ. محمود كعابنه ورقة عمل المدارس في القدس من خلال كتاب الانس الجليل في تاريخ القدس والخليل، اما الاستاذة فاطمة بدوان فتناولت ورقة عمل حول مكتبة الانصاري، والاستاذة ابتسام زحيكة تجدثت عن اسعاف النشاشيبي، ود. غسان محيبش تناول موضوع مصادر الوثائق في بيت المقدس، د. ربحي عليان تحدث عن المكتبات في القدس وهي ورقة عمل مقدمة من جمعية المكتبات الاردنية

وجرى بعد الجلسات نقاش بين المشاركين في الندوة.