الجمعة: 29/11/2024 بتوقيت القدس الشريف
خبر عاجل
إصابة 3 مستوطنين في عملية إطلاق نار استهدفت حافلة قرب سلفيت شمال الضفة

الجيش الاسرائيلي امام التحدي الديموغرافي والتنوع الاجتماعي والإثني

نشر بتاريخ: 04/12/2009 ( آخر تحديث: 04/12/2009 الساعة: 20:34 )
بيت لحم- معا- اقترح رئيس الاركان الاسرائيلي غابي اشكنازي، الزام جميع ابناء الشبيبة الاسرائيلية بإداء الخدمة الوطنية حتى يتسع مخزون المرشحين للتجنيد العسكري.

جاءت دعوة اشكنازي خلال محاضرة القاها امس الاول "الاربعاء" امام مدراء المدارس الثانوية حيث وضع امام الدولة تحديا جديدا من خلال طرحه بناء نماذج جديدة للخدمة الوطنية وفقا لتعبير اسرة تحرير صحيفة "هآرتس" في كلمتها الافتتاحية المنشورة اليوم الجمعة.

واضافت اسرة التحرير "نبعت مبادرة اشكنازي من واقع فهمه للتغيير الديموغرافي الذي تشهده اسرائيل حيث تعززت نسبة العرب واليهود المتدينين وكلاهما لا يؤديان الخدمة العسكرية في حين تفقد الشرائح التي تؤدي الخدمة العسكرية مثل اليهود العلمانيين والمتدينين الوطنيين والدروز وزنها السكاني وفي واقع الحال يشكل العرب واليهود المتدينين نصف طلبة الصف الاول الابتدائي وفي ظل غياب موجات الهجرة الكبيرة فان الجيش سيواجه صعوبات في تجنيد القوى البشرية الضرورية له اذا ما بقيت معايير الاعفاء من الخدمة على حالها".

وفي اطار تحذيراته من الخطر الداهم قال اشكنازي خلال المحاضرة المذكورة بان الجيش سيواجه خلال سنوات او عقد من الزمان واقعا جديدا يتمثل في قلة عدد المجندين او الذين يمكن تجنيدهم للخدمة العسكرية.

ان اشكنازي جديرا بالتقدير على ما ابداه من استعداد للاعتراف بالواقع الاجتماعي الذي حاول الجيش حتى اليوم اخفائه من خلال تقارير دورية ينشرها حول " ارتفاع دافعية المجندين" اضافة الى صراعه الاعلامي ضد ظاهرة التهرب من الخدمة خاصة في منطقة " شمال تل ابيب " ممتنعا عن مهاجمة ظاهرة الهروب الجماعي من الخدمة العسكرية الذي يمثله اليهود المتدينون خشية ان يثقل على المستوى السياسي اضافة الى عدم بذله اية جهود لتجنيد العرب.

هناك اهمية قصوى لتوسيع دائرة الخدمة الوطنية سواء من خلال التجنيد العسكري او اداء الخدمة المدنية كما يوجد اهمية قصوى للحفاظ على وحدة المجتمع الاسرائيلي، وخفض وتيرة انهياره وتحوله الى قبائل وفرق متناحرة اضافة للفوائد الاقتصادية الجمة التي ستمنحها الخدمة الوطنية للعرب والمتدينين على حد سواء ما سيربطهم بالمنظومات الاجتماعيه التي ستخفف عليهم كثيرا في مجالات العمل والاستخدام ولا يوجد شيئا اكثر اهمية من ذلك اذا دون دمج العرب والمتدينين بسوق العمل الاسرائيلية فان الاقتصاد سينكمش وينهار ، قطعت اسرة تحرير الصحيفة .

عملت حكومة اولمرت على تنفيذ توصيات لجنة "عيبري " التي اقترحت عام 2005 نموذجا للخدمة الوطنية يقوم على مبدأ التطوع وتم ربط الادارة المسؤولة عن هذا المشروع بمكتب رئيس الحكومة، وشددت خلال حملاتها الدعائية على عدم ربط الخدمة المدنية بالخدمة العسكرية ووعد الذين استجابوا لحملتها بالتسهيلات الممنوحة للجنود المسرحين لكن حتى اليوم لم يسجل سوى تطوع عدة مئات فقط ولم يدخل المشروع اي تغيير حقيقي وجوهري على المجتمع العربي او اليهودي المتدين، حيث اعرب قادة الوسط العربي عن تخوفهم من تحول الخدمة المدنية الى مدخل للتجنيد العسكري الاجباري، مشيرين وبحق الى التمييز والظلم الذي عاشه الوسط العربي على مدى سنوات طويلة فيما يفضل المتدينون ان يتلقى اولادهم تعليمهم الديني في الكنس بدلا من اداء الخدمة .

ومن هنا تنبع اهمية النموذج الذي يقترجه اشكنازي والقاضي بفرض الخدمة الوطنية بحيث تعطي للجيش امكانية اختيار المجندين من بين صفوف الذين يؤدون الخدمة الوطنية "المدنية" .

ورغم صعوبة تطبيق هذا النموذج حاليا بسبب حالة عدم الثقة والشك المتبادل بين العرب والمؤسسات اليهودية "مؤسسات الحكم" وكذلك الشك وعدم الثقة بين اليهود المتدينين والعلمانيين لكن المبادرة تشجع على فتح باب النقاش بين الدولة وتلك المجتمعات بهدف التوصل الى تسويات تعزز من فرص دمجها الاجتماعي ويحافظ على امن الدولة ويحفظ استقرارها ونموها الاقتصادي مستقبلا.