محطات من دورينا **يكتبها :صادق الخضور

انقضى الجزء الأول من دورينا ، ولعل عناوينه الأبرز :
الأبرز فرق القدس : فالمكبر تصدّر ، والهلال تجاوز كبوة الأمس
الأمعري صاحب العروض الكبيرة ، وانتكاسة الأمتار الأخيرة .
الثقافي والعميد : والعودة المكللة بالنجاح من جديد .
البيرة والخضر : مرحلة لم تعترف بالتاريخ ، فدق ناقوس الخطر
الغزلان والوادي والسمران : أداء متباين من حين لآخر ، وما زالت قادرة على تقديم البرهان.
بيت أمر والعبيدية : حداثة العهد عكست ذاتها باقتدار ، وتخصص في إحراج الكبار .

الأكثر
الأكثر نجاحا من فرق المناطق فرق القدس، والأكثر إبداعا في خط المقدمة علي عايش ويحيى السباخي ، ومراد عليان ، وخويص ، وفي خط الوسط العمور والعبيد ومهند عمر ، وفي خط الدفاع حاتم كريم وشريف عدنان وحسام وادي والسويركي ، وفي حراسة المرمى أبو عاصي .
أكثر المباريات جماهيرية العميد والأمعري ، والمكبر والهلال ، والهلال والأمعري ، والغزلان والعميد .
أكثر الفرق فوزا المكبر ، وأكثر الفرق تسجيلا للأهداف الهلال ، وأقل الفرق تسجيلا بيت أمر .
أكثر الملاعب مباريات فيصل الحسيني ، وأكثر المباريات حظوة بمتابعة مدرب المنتخب هي مباريات فيصل الحسيني .
أكثر وسائل الإعلام سرعة في نقل النتائج وكالة معا ، وأكثر الكتّاب تفاعلا مع الدوري كتّاب الخليل، وأكثر الفرق تغييرا للمدربين الخضر .

هذه وقفات مع بعض مفاصل دورينا .

الخمسة الكبار في الميزان
الفرق الخمسة الأولى تستحق وقفة ، فالمكبر يمتاز بتجانس لاعبيه وتكامل خطوطه وقدرة مدربه على قراءة المباريات بامتياز ، وحرقته الزائدة على الفريق، أما الهلال فهو صاحب الهجوم الكاسح ، وفاجأ بتغيير مدربه وبارتفاع مستوى التهديف ثم الانحسار .
الأمعري غريب عجيب دفاعه ووسطه وحتى حارسه يسجلون ، و؟إخفاق لبعض لاعبي الهجوم ، والأسابيع الخمسة الأخيرة أزاحته عن الصدارة ، لكنه قادر على التعويض .
العميد وجماهيره التي أكدّت أنها الأوفى والأكثر مع نهاية الأسبوع الأخير ، وتوفيق في التعاقد مع لاعب وسط ، ومدرّب تبديلاته نمطية ، وخططه متباينة ، وفوز بعد تأخر أو خسارة بعد تقدم ، هذا هو الحال.
الثقافي يتقدم بهدوء ، وفقد إيقاعه في الأسابيع الأخيرة ، بعيدا عن الضجيج استطاع الظهور بمستوى مشرّف ، والحق يقال : مدربه كبير ، وهو من أميز مدربي دورينا .

ما بين دوريين: ما الذي تغير ؟
أبرز ما تغيّر بين دوري الموسم الفارط ودوري العام الحالي وبإيجاز:
انقلاب في أوضاع البيرة والخضر ، والنتائج الطيبة تتوارى عن الفريقين ، وانقلاب في المراكز واللجان داخل أروقة الاتحاد ، وغياب لملعب أريحا وهذا طبيعي في ظل غياب الهلال وإصلاح قد طال .
تراجع مستوى أحمد علان كهداف وبروزه كصانع ألعاب ، وظهور لافت لعلي عايش ، وغياب مؤثر لسعيد السباخي ، وتراجع مقلق في مستوى فريق الوادي .
غياب واضح لقوة هجوم الأمعري والسبب كامن في غياب كشكش ، ولاعبون لعبوا ضد فرقهم السابقة ومنهم معاذ مصطفى ، وغياب واضح لنجوم مبدعين أمثال علي كمارا .
ارتفاع في عدد الجماهير ، وتراجع في حالات الشغب ، وارتفاع في مستوى وعي الجماهير ، وسرعة من الاتحاد في علاج الحالات التي تستوجب العلاج .

الإعلام : حضر وبامتياز
حضر الإعلام في دورينا ، وعكست الصحف حضورها ، وحفلت المباريات بتواجد الإعلاميين الذين اكتفوا غالبا بنقل النتائج وتركوا نقل أخبار اللاعبين لإعلاميين غير متواجدين أصلا في أرض الميدان ممن ينقلون الأخبار عن بعد .
إعلام موضوعي إلى حدّ كبير ، نقول هذا والمجاملات المبطنة أو الانحياز الواضح لم يتلاش نهائيا ، وتغطية أخبار الفرق تتباين من صحيفة لأخرى .
المحطات المحلية والإذاعات أدلت بدلوها ، وغطت الحدث ، وكذا كان للنقل التلفزيوني دوره فتطور .
المطلوب إعلاميا مزيد من الاهتمام بتغطية أخبار دورينا في الصحف العربية ، واستثمار فترة توقف الدوري ليغطي تلفزيون فلسطين أخبار الفرق جميعها والمطلوب استضافة مدربي الفرق لتعرّف رؤاهم .
موقع كورة : كفّى ووفّى ، والسمة الأبرز كانت الانضباط والسرعة والدقة وحالة تفاعلية لا متناهية مع كل مباريات دورينا وقضاياه ، وصحف الأندية عبرت عن الفرحة والحزن ، وحفلت بالعتاب والتقدير ، بالنقد الذاتي الموضوعي، ووكالة معا نقلت النتائج أولا بأول وقدمّت دائما إضافات نوعية لأخبار دورينا في كل درجاته .

فترة التوقف
هل سيتم استثمار فترة التوقف لصالح رفع منسوب اللياقة للاعبين أم أن الفرق ستدخل في حالة بيات شتوي ؟ وهل سيبقى التركيز على استقطاب لاعبي التعزيز أم سيتم الاهتمام بلاعبي الشباب ؟
هل ستتجاوز بعض الفرق الخلافات الإدارية وتتسامى الإدارات للنهوض بفرقها ؟
هل ستواصل الفرق لعب مباريات ودية إعدادية ؟ وهل ستعود بطولة أريحا الشتوية التي لطالما غدت ثابتا على أجندتنا الرياضية حتى ولو كانت على ملاعب غير ملعب أريحا ؟
وهل ستبادر فرق معينة لتنظيم بطولات مصغرة تجمع فرقا من درجات مختلفة ؟
المطلوب في فترة التوقف ورش عمل متخصصة في جوانب دورينا ثم تتويجها بورشة وطنية-مؤتمر رياضي -، وتوثيق فعالياته ، وتضمينها رؤى أكاديمية وفنية ، وهذا الاقتراح قابل للتنفيذ .

صاحب الشجون : يكرّم
فايز نصار ، يكرّم على هامش العيد الثالث للإعلاميين العرب، والرجل يستحق فهو صاحب حضور تحليلي وخفة معالجة للأمور ، وهو يتجاوز نقل الخبر والسرد إلى استبطان الأمور .
أحاديثه ذات الشجون كانت في فترة من الفترات مما يزيّن موائدنا الإعلامية ، لكنها توارت وعتبنا في حينها لأن الأحاديث كانت مما ألقى الضوء على العديد من النقاط المضيئة ، والخلاف مع صحيفة لا يعني التواري .
بتكريم نصار ، تحضر فلسطين في المحافل الإعلامية العربية ، وتكريمه تكريم لكل الإعلاميين ممن يواصلون مأسسة ظهور قوي لإعلامنا الرياضي في الصحف ووكالات الأنباء ومحطات التلفزة ، وهو تكريم لفلسطين وما تزخر به من مواهب إعلامية ، وبتواضع أقول : بعض صحفنا تتفوق على العديد من مثيلاتها العربية في التغطية والتحليل ومضمون الأعمدة ، ويجب علينا ألا نظل في دائرة التقليل من حجم الثقة بذواتنا ، وأن نتجاوز مرحلة جلد الذات .
مبارك لفايز نصار ، وكل التمنيات بغد إعلامي أبهى وأحلى ، وكل ما نتطلع إليه حضور قوي في الإعلام العربي ، فكم أثلج صدورنا تقرير صدى الملاعب عن الأسبوع الأخير من دورينا ، فقد كانت إطلالتنا ممهورة بأهداف مثيرة وجماهير غفيرة ، ورسالة فحواها : نحب الحياة ما استطعنا إليها سبيلا .

دوري الأولى : هل يعود لواجهة الاهتمام ؟
هذا هو المطلوب مع توقف الدوري للدرجة الممتازة بفئتيها ، والحديث يدور عن اهتمام جماهيري وإعلامي مفترض في هذه المرحلة ، فدوري الدرجة الأولى لم ينل حظه الكافي ، صحيح أنه لا بأس على تغطية أبناء عرباس لكن المطلوب مزيد من الاهتمام ، والسؤال المطروح : لماذا لا يغطي إعلاميو كل منطقة أخبار فرق محافظاتهم ؟ أم أن الإعلاميين باتوا مصنفين -كفرق الدوري- درجات ؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
في دوري الأولى : فريقا العربي واتحاد نابلس يوظفان خبرتهما وتاريخهما للنهوض من جديد فهل سيكتب لمحاولتهما النجاح ؟؟
في دوري الأولى لاعبون مجيدون ، وقصص غريبة مع التحكيم ، وفي أحاديث مع بعض الرياضيين عبروا عن أملهم في أن تكون هناك مراجعة وإنصاف لما حاق بفريق جورة الشمعة من ظلم تحكيمي ، مرة جديدة : نقول : الإنصاف ممكن ولو تطلب الأمر إعادة المباراة .
كل التوفيق لفرق الأولى من جنين وصولا للرماضين ، لفرق العروب والجلزون ، بيت لقيا وعين يبرود ، شباب نابلس وغيرها من الفرق التي تحاول اللحاق بركب الكبار .