"يا عمال العالم صلوا على النبي " قد يصلح للحالة النقابية في فلسطين
نشر بتاريخ: 04/12/2009 ( آخر تحديث: 04/12/2009 الساعة: 22:27 )
رام الله - معا- ياعمال العالم اتحدوا ... هذا الشعار المركزي الذي كان معتمدا لدى غالبية االاتحادات والنقابات وحتى اللجان العمالية التي مازالت تجهد لتحسين ظروف العمال وحماية حقوقهم، وتحسين ظروف وشروط العمل استنادا الى مجموعة النظريات الفلسفية التي اسس لها لينين وماركس فيما يخص الصراع الطبقي بين اصحاب المصانع والمنشأت والعمال.
لكن حالة الانهيار التي اصابت المنظومة الاشتراكية في اعقاب الانهيار المفاجيء للاتحاد السوفياتي القت بظلالها الرهيب على واقع العمال وحركاتهم ونقاباتهم العمالية سيما ان هذا الانهيار قاد الى تسيد وسيطرة الرأسمالية العالمية على العالم اجمعه ، وسط تنامي التيارات الدينية وخاصة الاسلامية في العديد من البلدان والاقاليم التي باتت تمثل وزنا سياسيا لا يستهان به، ويأخذ بالحسبان في موازين القوى الداخلية والاقليمية والعالمية، وتسعى لاستبدال الشعار المركزي للحركات العمالية "ياعمال العالم اتحدوا بشعار جديد غير معلن مفاده "ياعمال العالم صلوا على النبي " وما يعكسه ذلك من محاولات الحركات الاسلامية لتأسيس النقابات والاتحادات العمالية انطلاقا من مفاهيم الدين الاسلامي لتكون بديلة للاتحادات والنقابات التي كانت تتبنى الفكر الماركسي - اللينيني في اطار صراعها للسيطرة على الالات الانتاج.
وفي الحالة الفلسطينية قد يبدو ان شعار "يا عمال العالم صلوا على النبي "، هو الملائم خاصة ان الوضع القائم يعتبر اكثر تعقيدا بالنسبة للطبقة العاملة الفلسطينية التي عمدت على مدار سنوات طويلة للمزاوجة ما بين المهام النضالية والتصدي للاحتلال وممارساته وبين النضال لتحسين اوضاع العمال وحماية حقوقهم وصيانتها وتطوير قدرة الطبقة العاملة في التأثير على السياسات والخطط الخاصة بالسلطة الوطنية، في حين تضاعف حالة الصراع السائدة بين رموز الحركة العمالية تضيف عبئا اضافيا امام الحركة العمالية خاصة ان ما يجري في الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين من خلافات وصلت الى مستوى الردح في وسائل الاعلام، تساهم في احداث خللة واضحة في بنية الحركة العمالية الفلسطينية وتساهم بشكل او باخر في تمزيق وتفتيت الوحدة الداخلية لهذه النقابات سيما ان هذا الصراع ياتي في وقت مازال فيه الشعب كله يعاني من استمرار حالة الانقسام السياسي ومخاطر الفصل النهائي ما بين الضفة وغزة بسبب فشل جهود المصالحة الوطنية الى نهايتها بالتوقيع على اتفاق المصالحة.
مسؤولون رسميون في الحركة النقابية الفلسطينية قالوا لـ (معا)، المشكلة تكمن بالاساس في غياب الانتخابات الديمقراطية للاتحادات والنقابات العمالية الامر الذي ادى الى نشوء حالة من التكلس القيادي فيها، مؤكدين ان الانتخابات تعتبر اهم عنصر لتقوية الاتحادات والنقابات العمالية ومع غياب الانتخابات والمساءلة والمحاسبة للهيئات القيادية يقود الى نشوء مراكز قوى لها مصالح في استمرار الوضع القائم في حين تدفع النقابات والاتحادات والطبقة العاملة الثمن الاكبر جراء ذلك .
ويرى هؤلاء المسؤولين بان المخرج للصراع الدائر بين مراكز القوى التي تتسيد الاتحادات والنقابات العمالية، يكمن في اعادة بناء الاتحادات والنقابات العمالية وفق اسس واضحة واعادة الاعتبار للاطار المفاهيمي والقيم والمبادئ التي تسعى الطبقة العاملة لتحقيقها في اطار معركة التحرر الوطني والنضال النقابي الطويل الذي تقوده هذه الطبقة في مواجهة قدرة الرأسمالية الهائلة والشركات العالمية "الشركات متعددة الجنسيات" التي تعمل على احكام قبضتها على كل موارد العالم وجني الارباح الطائلة دون اية اعتبارات للثمن الذي تدفعه شعوب العالم مع تباين حجمة من دولة لاخرى.