رئاسة مصر - بين الاطماع الغربية والمعادلات الداخلية
نشر بتاريخ: 04/12/2009 ( آخر تحديث: 05/12/2009 الساعة: 00:22 )
دبي - بيت لحم - معا - العربية نت - تولي اسرائيل اهمية مبالغ فيها بأية اخبار تتعلق برئيس مصر ، وكثيرا ما يسهب المعلقون السياسيون الاسرائيليون على هذا النبأ ، ولا تزال اسرائيل ترى في مصر المارد النائم وهي تورد اخبارها بكل جدية وتنظر الى تصريحات الرئيس المصري والقيادة المصرية بكل ثقة .
الرئيس المصري الذي رفض كل الدعوات الاسرائيلية المتكررة منذ 28 عاما لزيارة تل ابيب ، يعتبر الان عنوانا اخباريا شبه اسبوعي في الصحافة العبرية ورغم كثرة التغطية الا ان الاعلام الاسرائيلي لا يعرف ماذا يريد من مصر ورئيسها ؟ هل يريد الرئيس مبارك سليل الحزب الناصري والافكار القومية ؟ ام يريد ان يجرب اللعب بالنار مع الاخوان المسلمين ؟ ام يحاول البحث عن وجوه شابة ليبرالية من تلاميذ مدرسة الديمواقراطية المعاصرة .
من جانب اخر ومختلف تماما احتل امر الانتخابات المصرية القادمة خبرا محليا لا يستهان به ، فقد شنّت صحف مصرية مقرّبة من السلطات،الصادرة الجمعة هجوماً شديداً على محمد البرادعي، المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، بعد إصداره بياناً تحدث فيه عن شروطه لترشيح نفسه في الانتخابات الرئاسية المقبلة عام 2011 في مصر.
وكان البرادعي، الحائز على جائزة نوبل للسلام، طالب في بيانه بتشكيل لجنة مستقلة للانتخابات وإشراف قضائي ورقابة دولية قبل إعلان موقفه من الترشح للرئاسة.
ونُقل عن البرادعي الذي قضى 12 عاماً على رأس الوكالة الدولية التابعة للأمم المتحدة قوله إنه "ينبغي أن تجرى الانتخابات تحت إشراف الجهاز القضائي التام، وبحضور مراقبين دوليين من الأمم المتحدة لضمان الشفافية".
وأضاف الدبلوماسي الدولي البالغ من العمر 67 عاماً "ينبغي أن يكون الترشح للمنصب متاحاً لجميع المصريين سواء كانوا أعضاء في حزب أو مستقلين، وذلك بإزالة كل العقبات الدستورية والقانونية التي تحرم الأغلبية من حقوقهم".وأكد البرادعي ضرورة صوغ دستور جديد "يستند إلى الحرية وحقوق الإنسان، كما هو معمول به دولياً".
ووصفت صحيفة "الجمهورية" المصرية البرادعي بأنه عديم الخبرة السياسية ومزدوج الجنسية وبالتالي لا يصلح للترشح للرئاسة دستورياً.وكتب رئيس تحرير الصحيفة أنه يبدو أن د. البرادعي "أعجبته فكرة أن يعود للأضواء من جديد ويصدر بياناً لا ينفي فيه نيته للترشيح، وفي الوقت ذاته يردد الكلام الذي تلوكه منظمات أجنبية وجمعيات مصرية مثل حماية الأقليات وحرية التعبير.. وهذا ما يؤكد أن الرجل لا يعرف مصر جيداً".
ومن جانبها، عنونت صحيفة "الأهرام" بأن البرادعي يطالب بانقلاب دستوري لترشيح نفسه للرئاسة. وأضافت أن البرادعي طالب في بيانه "بدستور جديد يتيح لأي شخص ترشيح نفسه من دون شروط, واستقدام مراقبين دوليين من الخارج".وعنونت صحيفة "المسائي": رئيس مستورد لمصر.. البرادعي يضع شروطاً للترشح للرئاسة.
وتنصّ القوانين الانتخابية الحالية في مصر على ضرورة أن يكون المرشح للرئاسة عضواً في قيادة الحزب لمدة سنة على الأقل وأن يكون مضى على تأسيس الحزب خمس سنوات على الأقل.
كما ينبغي على المستقلين الراغبين في الترشح الحصول على تأييد 250 سياسياً، من ضمنهم 65 من أعضاء مجلس النواب على الأقل، و25 من الغرفة العليا للبرلمان و10 أعضاء من المجالس البلدية، علما بأن كل هذه المؤسسات تخضع لسيطرة الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم.
وكان البرادعي قد تلقى عرضاً من أعضاء حزب الوفد المعارض لتولي زعامة الحزب حتى يتمكن من الترشح لمنصب الرئاسة.
وبعد ذلك بدأ يتلقى الدعم من عدد من وسائل الإعلام "المستقلة،" كما أنشأت مجموعات من أنصاره صفحات على موقع "فيس بوك" الاجتماعي طالبت فيها بـ"التصويت للبرادعي".
وتولى الرئيس الحالي حسني مبارك البالغ من العمر 81 عاماً، الحكم قبل 28 عاماً، ولم يكشف عن نواياه بخصوص ترشحه لولاية سادسة. ويجري حديث في مصر حول تهيئة نجل الرئيس جمال مبارك لخلافة والده.