مستوطنو الخليل يبدأون بابتلاع حي الجعبري
نشر بتاريخ: 05/12/2009 ( آخر تحديث: 05/12/2009 الساعة: 19:31 )
الخليل- تقرير معا- في الوقت الذي تقوم فيه سلطات الاحتلال الإسرائيلي بمنع ما يزيد عن نصف مليون فلسطيني من استخدام شوارعهم وفتح محالهم التجارية في قلب البلدة القديمة من مدينة الخليل، بحجة توفير الأمن والأمان لـ 400 مستوطن، في سابقة اعتبرها الفلسطينيون بالخطيرة، قامت سلطات الاحتلال بالسماح لمستوطني كريات أربع بالوصول للحرم الإبراهيمي من خلال حي "الجعبري" المكتظ بالسكان الفلسطينيين.
وتخشى بلدية الخليل ولجنة اعمار الخليل، من قيام سلطات الاحتلال بإغلاق حي "الجعبري" ومنع المواطنين من التحرك بحرية في حيهم وممارسة حياتهم الطبيعية، بحجة توفير الأمن للمستوطنين، في الوقت الذي قام فيه الاحتلال في أواخر 2002 بهدم منازل يزيد عمرها عن 400 عام، الى الشرق من الحرم الإبراهيمي لتوفير طريق آمن للمستوطنين يمر بحي جابر ووادي النصارى لمستوطنة كريات أربع.
ويقول رئيس بلدية الخليل، خالد العسيلي: "لا يوجد للمستوطنين أي حق في مدينة الخليل ووجودهم غير شرعي، وعليهم بالرحيل عنها ..".
كما وان رئيس بلدية الخليل، لا يستطيع ممارسة مهامه وتقديم الخدمات لمواطني البلدة القديمة من مدينة الخليل، الذين يخضعون بحسب بروتوكول الخليل للسيادة الأمنية الإسرائيلية، الذي انهار كما انهارت اتفاقيات أخرى بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، بسبب إغلاق شارع الشهداء وسوق الخضار القديم وشارع السهلة وأجزاء من شارع طارق بن زياد، فلا يستطيع التواصل عن قرب مع السكان في هذه المناطق، التي تركت حرية الحركة فيها لقطعان المستوطنين، والذين يعملون ليل نهار لجعل الخليل القديمة "نظيفة من العرب".
ويطالب العسيلي سلطات الاحتلال، بإعادة الوضع لمدينة الخليل، لما كانت عليه قبل العام 1994، قبل مجزرة الحرم الإبراهيمي والتي راح ضحيتها 29 مصلياً وجرح العشرات من الفلسطينيين بعد قيام أحد المستوطنين بفتح نار رشاشه باتجاه جموع المصلين في الحرم.
ويضيف العسيلي "نطالب السلطات الإسرائيلية، بإزالة كافة العقبات والعراقيل والحواجز وفتح الشوارع والمحال التجارية المغلقة بأوامر عسكرية مجحفة داخل الخليل القديمة وإعادة الوضع لما كانت عليه سابقا".
وتسائل مدير عام لجنة اعمار الخليل، عماد حمدان، ما جدوى قيام سلطات الاحتلال بإغلاق الشوارع ومنع المواطنين من استخدامها والسماح للمستوطنين بالعبور وسط الأحياء السكنية العربية؟.
ويضيف حمدان "يبدو بأن سلطات الاحتلال تحاول جادة في توسيع رقعة إغلاق الخليل القديمة، وتعزيز تواجد المستوطنين فيها، وبالتالي تشديد الإجراءات الأمنية في المنطقة ومصادرة بعض المباني وإغلاق محال تجارية وطرق جديدة بحجة توفير الأمن للمستوطنين، على الرغم من وجود طرق آمنة أوجدتها سلطات الاحتلال للمستوطنين".
ولفت حمدان الى قيام سلطات الاحتلال بالسماح للمستوطنين في مستوطنة تل الرميدة، بالمرور عبر المقبرة الإسلامية والعين الجديدة للوصول الى شارع الشهداء، عوضاً عن الطريق الرئيسة الموجودة في المنطقة.
وأشتكى سكان حي الجعبري من قيام جنود الاحتلال بمنعهم من الوصول لمنطقة الرأس بمركباتهم، والسماح للمستوطنين من العبور من حيهم باتجاه الحرم الإبراهيمي.
وقال المواطن بسام الجعبري"منذ مساء يوم أمس الجمعة، وجنود الاحتلال يمنعونا من التحرك بحرية في حينا، ويسمحون للمستوطنين بالتحرك بحرية ويقومون بالتدقيق في هوياتنا كلما حاولنا الخروج من منازلنا".
ويشار الى أن الخليل شهدت منذ احتلالها عدداً من المراحل في إستراتيجية الاحتلال لتهويدها، وهدفت كلها إلى خلق واقع جغرافي داخل المدينة وضواحيها، فقد تم تأسيس مستوطنة كريات أربع عام 1972 على أراضي الخليل من الجهة الشرقية، والمطلة على البلدة القديمة، ليخرج منها أكثر المستوطنين "تطرفاً"، ويتابعوا عمليات الاستيلاء على بعض الأبنية داخل المدينة القديمة وتحويلها إلى أحياء سكن يهودية.
ففي عام 1979، تم الاستيلاء على مبنى الدبّويا والسكن فيه، ويقع في شارع الشهداء والذي كان فيما مضى عيادة صحية لوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين، كما تم الاستيلاء على أجزاء من سوق الخضار المركزي في عمق البلدة القديمة العام 1980 وبناء ما يسمى (حي أبراهام أفينو)، وفي ذات العام، تم الاستيلاء على مدرسة أسامة بن منقذ ومحطة الباصات الوحيدة، وخلال هذه الفترة تصاعدت الاعتداءات التي قام بها المستوطنون في الخليل.
وكانت سلطات الاحتلال أقامت عام 1982 نقطة عسكرية بتل الرميدة، تبدلت إلى بيوت متنقلة للمستوطنين ثم دائمة، رغم أن الحي بأكمله موقعٌ أثري، والبناء فيه يهدد بتغيير معالمه، وعمران البلدة القديمة يعود بعضه إلى ثلاثة آلاف وخمسمائة عام قبل الميلاد، حتى ترميم المنازل العربية ممنوع بأوامر عسكرية في الأحياء العربية المحيطة بالتجمعات الاستيطانية.