كسرا للحصار- الغزيون يصنعون الحجارة من ركام المنازل المدمرة
نشر بتاريخ: 06/12/2009 ( آخر تحديث: 06/12/2009 الساعة: 16:06 )
غزة- تقرير معا- الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ عدة سنوات شل جميع مناحي الحياة وخاصة الوضع الاقتصادي جراء إغلاق المعابر ومنع دخول البضائع ومواد البناء.
كما أن الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة التي خلفت دمارا هائلا في ممتلكات المواطنين ومباني الوزرات الحكومية، جعلت بعض المواطنين يعملون في جمع الحجارة وبيعها لأصحاب المصانع لإعادة صناعة الحجارة من جديد وبيعها للمواطنين.
صاحب مصنع حجارة في المنطقة الوسطى جمال أبو سمرة قال "إن سبب اللجوء إلي استخدام ركاب الحرب وإعادة تصنيع الحجارة الحصار الخانق منذ عدة سنوات على قطاع غزة, مضيفا أن عملية الحصول على ركام المنازل حاليا صعبة وتكلف مبالغ كبيرة حيث تبلغ سيارة النقل 30 طنا حوالي 1000شيقل والعربة المخال 20 شيقلا".
وأوضح أبو سمرة أن عملية تحضير الحجارة تتم من خلال إعادة تكسير الركام للحصول على حصمه ويتم وضعها في ماكينات التصنيع مع نسبة كبيرة من الاسمنت لتعويض ما فقدته الحصمة أثناء عملية التكسير والتي تبلغ 30% من متانتها وصلابتها.
وقال:" إن اللجوء لاستخدام تلك الكسارات جعلتنا نستطيع تشغيل نسبة من الأيدي العاملة حيث كل مصنع يوجد فيه أكثر من 10 عمال منهم من يعمل على الكسارة ومنهم على الماكينة وآخرون في تسفيط تلك الحجارة بعد إعدادها"، مشيرا إلى أن هناك فرق كبير بين جودة الحجر الذي كان يصنع في السابق وبين حجر اليوم الذي تم صناعته من ركام منازل الحرب إلا أن الإقبال اليوم على هذه الأحجار يتم بشكل كبير.
ونوه إلى أن الحجارة هذه الحجارة لا تشكل خطرا كبيرا في حالة تم استخدامها لبناء غرف بسيطة أو أسوار وإنما ترجع خطورتها إذا تم استخدامها في تأسيس مباني وأبراج وهذا يشكل خطراً على أصحابها.
وتابع "إن ارتفاع أسعار مواد البناء وخاصة الاسمنت في الفترة الأخيرة ينعكس بالسلب علينا وعلى المشتري حيث بلغ سعر الطن الواحد من الاسمنت 1500 شيقل مقارنةً بالطن الواحد سابقا والذي بلغ حوالي 375 شيقل"، لافتا إلى إن هناك انعدام في الرقابة على المعامل من قبل الجهات المختصة وخاصة نقابة المعامل في الوسطي إلي جانب عدم تقديمها التسهيلات والمساعدات للمصانع والعاملين فيها مطالبا بضرورة توافر الرقابة على المعامل من اجل جودة الحجر الغزي.
من جهته قال المهندس ياسر الشنطي مدير عام العطاءات المركزية في وزارة الأشغال العامة والإسكان في الحكومة المقالة أن بعض المواطنين يقومون بجمع ما يسمى "البلوك" من المنازل والمؤسسات المدمرة في الحرب الأخيرة على غزة من ثم بيعها لأصحاب مصانع الحجارة".
وأوضح الشنطي أن أصحاب المصانع يقومون بتكسير هذه الحجارة لاستخراج الحصمه ومن ثم يقومون بإعادة استخدام الحصمه في إنتاج بلوك المباني من جديد، مشيرا أن هذه الحجارة تستخدم في بناء الأسوار وبعض الغرف البسيطة التي لا تتشكل عنصرا أسياسيا حاملا.
وقال الشنطي أن هذه العملية تقوم بتشغيل عدد لا بأس به من العمال وفتح منازل جديدة وهناك إقبال شديد على هذه الحجارة، وهي عملية لكسر الحصار.