الأحد: 22/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

رابطة علماء فلسطين تفتتح مقر لجنة اصلاح في مدينة غزة

نشر بتاريخ: 23/04/2006 ( آخر تحديث: 23/04/2006 الساعة: 10:53 )
غزة- معا- احتفلت رابطة علماء فلسطين بافتتاح مقر لجنة إصلاح حي عباد الرحمن ومشروع عامر بمدينة غزة، وذلك بحضور حشد من الوجهاء والمواطنين ومشاركة الدكتور أحمد بحر النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي, النائب الدكتور يوسف الشرافي، خالد أبو هلال الناطق باسم وزارة الداخلية والأمن الوطني وقائد شرطة الشمال, الدكتور نسيم ياسين أمين سر رابطة علماء فلسطين، عضو مجلس الإدارة الدكتور حسن الجوجو والشيخ صبحي اليازجي مدير الرابطة.

واستعرض د. الجوجو أهمية عمل رجال الإصلاح في المجتمع، لافتاً أيضا إلى عظم أجر العاملين في ميدان الإصلاح، وقال:" قمنا في رابطة علماء فلسطين بإنشاء لجان إصلاح لرأب الصدع بين أبناء الشعب الواحد ونصرة المظلوم ورد الحق إلى أهله، وقد استطاعت هذه اللجان بفضل الله تعالى أن تنجز الكثير رغم الإمكانيات البسيطة ".

وتابع قوله:" اليوم نضيف لجنة أخرى في هذه المنطقة الكبيرة في حي عباد الرحمن ومشروع عامر، ونؤكد على أننا لسنا بديلاً عن أحد، ولن نكون كذلك، فجهودنا مكملة لجهود الآخرين "، مباركاً كل الأيدي التي تبني وتعمر وتدافع عن الوطن، مشيداً في الوقت ذاته بتواصل وزير الداخلية سعيد صيام مع رجال الإصلاح والعلماء خلال لقاء بمسجد العمري الكبير بغزة. وطالب د. الجوجو بالمزيد من التواصل بين وزارة الداخلية ورجال الإصلاح والعلماء.

بدوره، قال الدكتور نسيم ياسين أمين سر رابطة علماء فلسطين: "لا شك أننا في أمس الحاجة في هذه الأيام بالذات إلى توفيق الله ونصره وتأييده، وذلك لا يتحقق إلا من خلال تحقيقنا لشرط نصر الله حتى ينصرنا الله"، وتطرق خلال حديثه إلى الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الداعية إلى الإصلاح ذات البين.

وشدد ياسين على ضرورة الاحتكام لشرع الله عز وجل، داعياً أهل الخير إلى الإصلاح ذات البين والتأليف بين قلوب المتخاصمين، ومضى يقول:" مضت رابطة علماء فلسطين في تخفيف معاناة الشعب الفلسطيني وتقريب الشعب إلى منهج الله لنقترب من نصر الله تعالى، والرابطة أنشأت لجان الإصلاح في كل شبر على هذه الأرض المباركة ".

ودعا د. ياسين المواطنين إلى دعم لجان الإصلاح والتعاون معها، مؤكدا أن جهود لجان الإصلاح سند لجهود الحكومة التي تسعى لإصلاح المجتمع، وقال:" إن رابطة علماء فلسطين تسخر كل إمكانياتها لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني ولدعم الحكومة المجاهدة ".

وشكر أمين سر رابطة علماء فلسطين، "ائتلاف الخير" على دعمه لمشروع افتتاح مقار للجان الإصلاح، مشيداً بجهوده في خدمة المجتمع الفلسطيني والتخفيف من معاناته في مختلف المجالات، داعيا الله عز وجل أن يكتب ذلك في ميزان حسنات القائمين عليه.

وألقى الدكتور عصام زهد كلمة باسم لجنة الإصلاح، وقال: "يجب أن يكون رائدنا في الإصلاح هو تقوى الله عز وجل "، مستشهدا بالآيات القرآنية الكريمة، موضحاً أن الشريعة الإسلامية أكدت على نبذ العنف والتطرف والغلو واعتبرته من المظاهر المرضية في المجتمع التي يرفضها الإسلام، مبيناً أيضا أن الإسلام حث على الرفق.

وأشار زهد إلى أن الشريعة الإسلامية نبهت إلى ضرورة خفض الجناح للمؤمنين والدفع بالتي هي أحسن، مؤكدا استعداد لجنة الإصلاح بحي عباد الرحمن ومشروع عامر للتعاون مع الأطراف الأخرى بغية نشر الوعي والإدراك وشجب العنف في حل النزاعات الداخلية، محذراً من خطورة الاقتتال الداخلي على المجتمع الفلسطيني.

وطالب د. زهد بالتعاون مع لجان الإصلاح والحكومة الفلسطينية لحفظ النظام وتعزيز سيادة القانون في المجتمع الفلسطيني، مشدداً على أن اللجنة ليست بديلة عن أحد.

من جهته، أكد خالد أبو هلال الناطق باسم وزارة الداخلية والأمن الوطني، عزم الوزارة العمل بجدية لمحاربة مظاهر الفوضى والفلتان الأمني في الأراضي الفلسطينية، مثنياً على جهود رابطة علماء فلسطين ولجان الإصلاح الرامية إلى الحفاظ على الأمن داخل المجتمع الفلسطيني.

وأشار أبو هلال إلى حجم الإرث الأمني الذي ورثته الحكومة الفلسطينية المنتخبة، مستعرضاً أوجه معاناة المجتمع الفلسطيني جراء انتشار الفقر والبطالة والفوضى والفساد، وقال: وزارة الداخلية بدأت وبتعليمات من الوزير سعيد صيام منذ اللحظة الأولى بخطة من أجل التخلص من الفوضى والفلتان الأمني التي وصلت حد أن شعبنا لم يعد يأمن على نفسه ".

وأكد الناطق باسم الداخلية والأمن الوطني مساندة الأجنحة العسكرية الفلسطينية لدور وجهود الوزارة لتوفير الأمن الداخلي والقضاء على الفوضى والفلتان الأمني، مضيفاً أن برنامج الحكومة الفلسطينية هو برنامج الإجماع الوطني وفي مقدمته حق المقاومة المقدس.

وأشار أبو هلال إلى وجود"نخب سياسية فاسدة سقطت تنظيمياً قبل أن تسقط وطنياً وتسقط برامجها يوم الانتخابات وقال: والله لن نخشى في الله لومة لائم، وعزمنا قائم لخدمة شعبنا الفلسطيني، ولن نسمح لعصابات سرقة شعبنا الفلسطيني وحولته إلى مشاريع استثمارية وتتاجر بحقوقنا الوطنية، لن نسمح لها أن تعترض طريقنا، فلدينا التفويض الشعبي ".

ومن جهته، شكر عمر خضورة مدير شرطة جباليا رابطة علماء فلسطين على افتتاح مقر للجنة الإصلاح بحي عباد الرحمن ومشروع عامر، وقال إن الشرطة لا علاقة لها بالسياسة، وإنما تخدم الشعب الفلسطيني وتنفذ أوامر القضاء ، مشيرا إلى جرائم تقع في المجتمع تستدعي جهود الجميع لمحاربتها.

وأضاف خضورة انه يجب أن يتكاتف الجميع لدعم القانون والنظام، كذلك فقد بارك المختار أبو سامي السحار جهود رابطة علماء فلسطين، متمنيا لها التوفيق والنجاح في القيام بما يخدم المجتمع الفلسطيني، مؤكدا استعداد رجال الإصلاح التعاون مع اللجنة الجديدة، وقال: نتنافس في الخير ".

وأشار أيضا إلى دور لجان الإصلاح في تنقية المجتمع من المشاكل والنزاعات، وقال: الإصلاح في نظرنا عبادة وطاعة لله عز وجل، ونحن في لجنة الإصلاح لا نحكم إلا بما يرضي الله عز وجل "، داعيا الشرطة إلى بذل المزيد من الجهود لحفظ الأمن في الشارع الفلسطيني.

وأكد الدكتور أحمد بحر النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي ضرورة تكامل عمل لجان الإصلاح المختلفة، مشيرا إلى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الدال على عظم أجر المصلحين بين الناس، وقال: إن رجال الإصلاح لهم ثواب عند الله عظيم ولهم مكرمة عند الله تعالى ".

وأبدى د. بحر ثقته بقدرة الحكومة الفلسطينية المنتخبة، والتي حصلت على ثقة المجلس التشريعي، على تجاوز الأزمة، وتحقيق النجاح في عملها، رغم كل الصعوبات التي تعترض طريقها، منتقدا توقع البعض بفشل الحكومة، وقال: الحكومة الفلسطينية المنتخبة هي خيار الشعب الفلسطيني، والذي يحاول إفشالها ويحاول أن يأتي مكانها هو خارج عن الصف الوطني ".

وتابع بحر قوله" هذه الحكومة هي إرادة هذا الشعب، وإرادة الشعب هي المنتصرة، وبإذن الله تعالى هذه الحكومة سوف تستمر أربع سنوات، بل ستستمر 40 سنة قادمة "، مشيرا إلى عمق الالتفاف الشعبي الفلسطيني والعربي والدولي حول الحكومة الفلسطينية, مؤكدا أن الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني سوف ينكسر، وأن أموال الدعم العربي والإسلامي ستصل رغم كل المؤامرات التي تحاك، داعيا الشعب الفلسطيني إلى المزيد من الصبر والثبات في وجه المحن.