كيف تحولت عائلة ابو سمهدانة في غزة الى 50 الف مقاتل - اقوى العائلات المسلحة في الشرق الاوسط ؟
نشر بتاريخ: 23/04/2006 ( آخر تحديث: 23/04/2006 الساعة: 19:11 )
بيت لحم - ترجمة معا- اولت وسائل الاعلام العبرية اهتماما بالغا بامر تعيين ابو سمهدانة في وزارة الداخلية ، وبدءا من قناة التلفزيون ومرورا بالصحف ووقوفا عند ما نشره موقع ديبكا الاستخباري الصهيوني حول الموضوع عبر المقالة التالية :
قبل ان نتطرق بالتحليل والتمحيص لخلفيات واسباب تعيين الشيخ جمال ابو سمهدانة كمراقب عام لوزارة الداخلية الفلسطينية يجب ان نثبت عددا من الحقائق التي لا يمكن فهم موضوع التعيين و تنازع الصلاحيات داخل السلطة الفلسطينية بمعزل عنها .
الحقيقة الاولى اختفاء السلطة الفلسطينية كجسم مسيطر وحاكم من ارض الواقع سواء في غزة او الضفة الغربية ولم يعد يوجد منها سوى بعض المكاتب والوزارات التي تقدم خدماتها الصحية والتعليمية بشكل جزئي مع امكانية اختفائها او تراجع خدماتها في حال استمرت الازمة المالية الخانقة التي تمر بها السلطة الفلسطينية .
الحقيقة الثانية تتمثل بعدم قدرة ابو مازن على السيطر على اي مركز قوة او جسم تنظيمي مؤثر في الشارع الفلسطيني بما فيها فتح ذاتها وجناحها العسكري كتائب الاقصى مع ملاحظة مكانين فقط يستطيع ابو مازن ان يثبت سلطته ويمارس حقه في اتخاذ القرارات فيهما هما مكتبه داخل اسوار المقاطعة وعندما يحل ضيفا على دولة خارجية حيث يستقبل بشكل يليق بمنصب رئيس السلطة.
الحقيقة الثالثة هي وجود حكومة فلسطينية بقيادة اسماعيل هنية على الورق فقط لكنها على ارض الواقع لا تمارس اية وظيفه ولا تؤدي اي خدمة ومعظم وزرائها لم يدخلوا ولو لمرة واحدة مكاتبهم وكأنهم لا يريدون الاطلاع على تفاصيل الحقائب الوزارية التي انيطت بهم وحتى رئيس الحكومة ووزير خارجيتها يمارسون نشاطهم بشكل جزئي يقتصر فقط على محاولتهم السيطرة على مراكز القوة لمصلحة حماس مثل المخابرات وباقي الاجهزة الامنية الفلسطينية .
الحقيقة الرابعة والتي قد تختلف في الشكل عما سبقها تتمثل بكون الوزير الوحيد في حكومة حماس الذي يمارس نشاطه كوزير بما في الكلمة من معنى هو سعيد صيام الذي عين جمال ابو سمهدانه احد اهم افراد العائلة التي اشتهر افرادها بتهريب الاسلحة من منطقة الخليج لصالح رجال حرب العصابات السنة وافراد القاعدة في العراق وهو من خطّط ونظّم ونفّذ عملية الاعتداء على موكب الدبلوماسيين الامريكيين في غزة يوم 15/10/2003كمراقب عام للوزارة او بمعنى اخر مسؤولا عن اجهزة الامن الفلسطينية .
الحقيقة الخامسة تشير الى ان تعيين ابو سمهدانة يشكل احد الاعراض الخارجية للازمة السوداء التي تعانيها اجهزة الامن الفلسطينية البالغ عددها ما يقارب 60 الف رجل .
على الورق تجد اجهزة استخبارات ومخابرات لها مقرات وبناء هيكلي وضباط ورتب وشعارات وغيرها من مظاهر المؤسسة الامنية السليمة ولكن في واقع الامر اليومي لا وجود لكل هذا حيث لا تشاهد هؤلاء سوى في قواعدهم ومراكز الشرطة التابعة لهم في انتظار ان يشرق فجر الراتب عدى عن ارتباط جزء كبير منهم ببعض المنظمات الفلسطينية وشبكات تهريب الاسلحة وغيرها من النشاطات.
وهنا خلص الموقع الالكتروني الاستخباري الاسرائيلي المعروف باسم " ديبكا " الا انه لا يمكن فهم تعيين جمال ابو سمهدانة الذي وصفه بالارهابي ضمن هذا السياق فقط علما بان دوره البارز في اغتيال موسى عرفات وسحل جثته في شوارع غزة ، هو المؤهل الوحيد الذي قربه من اوساط الحكم الحمساوي حسب وصف الموقع الاستخباري .
حكومة حماس ووزير داخليتها سعيد صيام يرون في ابو سمهدانة الشخص الوحيد القادر على فرض سيطرته على اجهزة الامن الفلسطينية ودفع ولو جزء من رواتب منتسبيها وحتى قتل بعض المعارضين لهذ السيطرة داخل الاجهزة وذلك لسيطرة عائلة ابو سمهدانة على معظم شبكات ومجموعات المقاومة لا حتكارها تهريب السلاح وحاجة هذه المجموعات اليه .
ان طريق ابو سمهدانة في السيطرة على اجهزة الامن محفوفة بالمخاطر فعدا عن احتمال قتل بعض قادة هذه الاجهزة تسهيلا لسيطرة ابو سمهدانه عليها الا انه هو شخصيا يمكن ان يقتل في اي لحظة على يد قوات الامن الاسرائيلية الامر الذي سيجعل منصبه شاغرا لا يستطيع احد اشغاله سوى من عائلة ابو سمهدانة الامر الذي سيحول العائلة الى اكبر قوة ارهابية منظمة في الشرق الاوسط تسيطر على قوة عسكرية قوامها يربو على الخمسين الف مقاتل مسلح ستؤمن بقاء واستمرار سيطرة حماس على مقاليد الحكم حسب قول الموقع الاستخباري .
وحتى نعي اهمية هذا التطور يجب علينا العودة ست سنوات الى الوراء اي مطلع عام 2000 حين تحالف ياسر عرفات مع عائلة ابو سمهدانة الامر الذي وفر له عددا من الافضليات والمزايا منها :
اولا : سيطرة تامة على قطاع غزة .
ثانيا : تزويده بكميات كبيرة من الاسلحة والمواد المتفجرة التي كان بأمس الحاجة اليها في حربه مع اسرائيل .
ثالثا : مقابل الحماية التي منحها ياسر عرفات لعائلة ابو سمهدانة وتزويدها بالمعلومات الاستخبارية الضرورية لعملياتها ومنحها سيطرة شبه تامة على مناطق جنوب القطاع خاصة مدن رفح وخان يونس ودير البلح حوّلت عائلة ابو سمهدانة ما نسبته 10-15 % من عائدات نشطاتها غير المشروعة الى صندوق ياسر عرفات الخاص الامر الذي وفّر لياسر عرفات مصدر تمويل بعيدا عن اوروبا وامريكا واسرائيل .
لذلك نقرأ من عملية قتل رئيس جهاز الاستخبارات موسى عرفات على يد رجال جمال ابو سمهدانة اربعة رسائل هي :
1- اعلان نهاية شهر العسل بين عائلة ابو سمهدانة وعائلة عرفات وان عائلة ابو سمهدانه بانتظار العروض الجديدة على غرار ما كان قائما بينها وبين ياسر عرفات .
2- اراد ابو سمهدانه ابلاغ ابو مازن ومحمد دحلان ورشيد ابو شباك الذين نكثوا بوعدهم حول تعينه قائدا لجهاز الاستخبارات بدلا من موسى عرفات بانهم لا يستطيعون اللعب معه بهذه الطريقة .
3- رسالة تفيد بانه على كل من يريد السيطرة على قطاع غزة الاتفاق مع جمال ابو سمهدانة ومشاركته في هذه السيطرة .
4 - على كل من يرغب في توفير مصادر تمويل مستقلة ان يرتبط بعائلة ابو سمهدانة دون غيرها كما فعل ياسر عرفات .
هذا الاسبوع تدارس قادة ووزراء حماس وضعهم الصعب على ضوء الحصار المالي وقلة التبرعات العربية والاسلامية وخرجوا بنتيجة واحدة مفادها ان عليهم الاقتداء بياسر عرفات واقامة علاقات تحالف متينة مع عائلة ابو سمهدانة عن طريق ابنها جمال قائد لجان المقاومة الشعبية وتعينه مسؤولا عن الاجهزة الامنية الفلسطينية بغية تثبيت حكمهم وتأمين مصادر التمويل الضرورية لاستمرارهم بالحكم .
هذه الجدلية تثبت ان رفض ابو مازن لهذا التعيين غير ذي اهمية وكذلك اقوال الناطق بلسان البيت الابيض الذي وصف التعين بانه اثبات اخر على ارهابية حماس ودليل اضافي على صحة الموقف الدولي منها .
ان تعيين جمال ابو سمهدانة يظهر لاسرائيل والولايات المتحدة الاتجاه الذي اختارته حماس واي تغيير يمكن يطرأ عليها خاصة وان الولايات المتحدة تدرك جيدا اهمية العلاقة بين منظمات "اجرامية محلية والمقاتلين السنة في العراق ، وكذلك الاردن يعي استخدام ابو مصعب لمنظمات الاجرام المحلية في تنفيذ عملياته ضد المملكة والان يجب على الاسرائيليين ان يجربوا هذا النوع من العلاقة وانتظار العمليات - على حد قول الموقع الاستخباري الصهيوني .