الاحتلال يمنع وفدا برلمانيا اوروبيا دخول قطاع غزة
نشر بتاريخ: 09/12/2009 ( آخر تحديث: 09/12/2009 الساعة: 16:18 )
غزة- معا- منعت سلطات الاحتلال الاسرائيلي صباح اليوم الاربعاء، دخول وفد برلماني اوروبي الى قطاع غزة عبر معبر بيت حانون شمال قطاع غزة.
وأكدت مصادر فلسطينية لـ"معا" انه من المفترض دخول الوفد البرلماني الاوروبي الساعة الثامنة صباحا الى القطاع إلا ان سلطات الاحتلال منعت دخولهم عبر معبر بيت حانون.
وقال البرلمان الأوروبي في بيان وصل"معا": "لقد تلقينا نبأ إلغاء الزيارة بدهشة وغضب. وأثار انتباهنا أن الإلغاء جاء بعد ساعات من إصدار بيان مجلس الاتحاد الأوروبي الذي أعاد التأكيد على التأييد الأوروبي لإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967، وإيقاف الاستيطان في الضفة الغربية بما في ذلك القدس الشرقية."
واضاف البيان أن المضايقات التي تعرض لها الوفد لا تذكر إذا ما قورنت بالمضايقات المستمرة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في المناطق المحتلة بما فيها هدم المنازل وإجلاء السكان في القدس الشرقية، وكذلك الظروف المروعة التي يعيشها سكان قطاع غزة كما تذكر التقارير الواردة من مكتب البعثة الأوروبية للمساعدات الإنسانية.
وأوضح البيان أن البعثة البرلمانية الأوروبية ترمي إلى القيام بثلاث مهمات هي: أولا تفقد الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة في ظل استمرار القيود التي تفرضها إسرائيل، وكذلك عقد اجتماع مع مدير عمليات الأونروا جون جنغ. أما المهمة الثانية فهي حث أعضاء المجلس التشريعي الفلسطيني على ضرورة المصالحة مع زملائهم المنتخبين في الضفة الغربية من أجل إحراز تقدم على صعيد قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة في حدود 1967. وكانت المهمة الثالثة المنوي القيام بها هي تفقد فاعلية ما ينفقه الاتحاد الأوروبي في المنطقة. وبهذا فإن مهمة الوفد الأوروبي الذي منع الدخول إلى غزة تصب في مصلحة إسرائيل بقدر ما هي في مصلحة الفلسطينيين على حد قول بيان البرلمان الأوروبي.
كما أشار البيان إلى أن رئيس البرلمان الأوروبي أطلع على الموضوع، وأن القضية ستثار في البرلمان الأوروبي، ومجلس الاتحاد الأوروبي، ومكتب الممثل الأعلى للسياسة الخارجية مؤكدا أن القضية لن تمر بسهولة. وأكد البيان أن السلام في الشرق الأوسط لن يتحقق من خلال "تجويع وكسر إرادة مليون ونصف المليون إنسان في غزة نصفهم من الشباب، بل إن هذه الإجراءات لا تفضي إلاّ إلى تعزيز التطرف."
من جانبها ادانت سفارة فلسطين لدى الاتحاد الاوروبي القرار الإسرائيلي وترفض سياسة القرصنة الإسرائيلية واستهداف وفد من ممثلي الشعوب الأوروبية من دخول القطاع من اجل الاطلاع على معانات الشعب الفلسطيني وفضح سياسة التجويع التي تمارسها سلطات الاحتلال ضد المدنيين العزل، مطالبة عدم التراجع امام الاستفزازات الإسرائيلية والاستمرار في الدفاع عن الثوابت الوطنية.
واوضحت السفارة في بيان وصل"معا" أن متحدث عسكري اسرائيلي ابلغ رئيس الوفد هذا الصباح بعدم نية السلطات الاسرائيلية السماح للمجموعة من دخول القطاع بحجة" اسباب أمنية"، دون إعطاء المزيد من التوضيح، مشيرة ان قرار الإلغاء جاء في غضون ساعات قليلة من تبنى مجلس الاتحاد الأوروبي لبيان هام أكيد فيه على دعم قيام دولة فلسطينية مستقلة على أساس حدود 1967 وعاصمتها القدس.
كما استنكر النائب جمال الخضري رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار، منع سلطات الاحتلال، الوفد من دخول قطاع غزة، معتبرا أن هذه الزيارة كانت فرصة كبيرة لاطلاع الوفد على حجم المعاناة والكارثة في غزة جراء الحرب والحصار.
وكان النائب الخضري، استنكر منع سلطات الاحتلال الإسرائيلي مؤخراً، وزير الخارجية الأيرلندي مايكل مارتن من دخول قطاع غزة المحاصر، وقراره منع المسئولين الأجانب من دخول غزة، مشيرا إلى أن هذه الخطوة سبقها منع وزير الخارجية التركي أحمد أوغلو ووزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير، مؤكداً أن منع المسؤولين يهدف لحجب الحقائق ومعاناة سكان القطاع عن العالم، وإضعاف التضامن والتأييد الدولي من أجل فك الحصار عن غزة.
واعتبر النائب الاول لرئيس المجلس التشريعي الدكتور احمد بحر، ان إقدام حكومة الاحتلال على منع الوفد البرلماني الأوروبي من دخول غزة محاولة صارخة لحجب الحقيقة عن أوساط النخبة السياسية والبرلمانية في العالم، وإجراءً فاشلا للتغطية على جرائم الحرب وآثار الحصار.
وقال بحر في مؤتمر صحفي عقدة في مقر المجلس التشريعي "إن هذه الخطوة المدانة تشكل محاولة يائسة لوقف عجلة التعاطف الدولي المتصاعد مع قضية شعبنا العادلة، وكبح المواقف الدولية المتنامية، وخاصة الأوروبية منها التي يقودها سياسيون وبرلمانيون وحقوقيون في أكثر من بلد أوروبي، والتي علت أصواتها مؤخرا بضرورة إعادة النظر في الحظر السياسي المفروض على حركة حماس، والمنادية برفع الحصار عن قطاع غزة".
واشار إن تذرّع سلطات الاحتلال بالأسباب الأمنية للحيلولة دون دخول الوفد البرلماني الأوروبي لغزة يشكل حجة متهافتة لا تستحق الرد، مؤكدا أن كثيرا من الوفود والشخصيات السياسية والاعتبارية الدولية قد زارت قطاع غزة دون أية إشكاليات.
وتوجه بحر بالشكر للوفد البرلماني الأوروبي الذي مُنع من دخول غزة من قبل الاحتلال للاطلاع على مدى الدمار الذي خلّفه الاحتلال حيث كان من ضمن برنامجه زيارة المجلس والالتقاء برئاسته ونوابه، آملين أن يحمل الوفد البرلماني رسالة شعبنا ومعاناته لتفعيلها في مختلف المحافل الدولية.