استعراض تجربة النساء الإيرانيات في الثورة خلال محاضرة بالخليل
نشر بتاريخ: 10/12/2009 ( آخر تحديث: 10/12/2009 الساعة: 13:10 )
الخليل- معا- استضافت الأطر النسوية اليسارية، مساء أمس، في مدينة الخليل اليوم في لقاء مفتوح الناشطة اليسارية الإيرانية هايده مرغيسي، نائب عميد كلية الدراسات الحرة في جامعة يورك في تورنتو، والباحثة في قضايا النساء في الإسلام والمؤلفة للعديد من الكتب وذلك بالتعاون مع مؤسسة روزا لكسمبرغ اليسارية الألمانية.
استعرضت مرغيسي تجربة الحركة النسوية الإيرانية ونضالاتها منذ انخراطها في الثورة الدستورية عام 1905 حتى مشاركتها في الاحتجاجات الأخيرة ضد الدكتاتورية الصيف الماضي، حسب قولها.
مرغيسي قالت أنه رغم انخراط النساء الإيرانيات الواسع في الثورة الدستورية ضد الشاه عام 1905 إلا أنه وعندما أقر دستور إيران لأول مرة عام 1910 حرم النساء من حقوق أساسية كثيرة منها حق الترشح والتصويت في الانتخابات.
وأشارت الى أن الثورة الإيرانية في الخمسينات "فترة حكم مصدق" وقبل الانقلاب الذي شهدته البلاد بدعم من وكالة الاستخبارات الأمريكية CIA عام 1953 منحت النساء حقوق مختلفة منها العمل والتعليم والترشح والانتخاب.
ونوهت، أن الثورة الإيرانية عام 1979 بالرغم من مشاركة قوى اليسار فيها إلا أنها أظهرت قوة الإسلاميين لاستغلالهم للمساجد التي لم يتمكن نظام الشاه من إغلاقها، فيما تم إغلاق المؤسسات التي تقودها المعارضة العلمانية بما فيها اليسارية.
وأضافت بأن الأحزاب اليسارية أيدت الثورة الإسلامية في البداية بهدف وقف التدخل الإمبريالي وأملا ببناء مجتمع حر تتحقق فيه المساواة.
وأشارت، أن الثورة الإسلامية ألغت بعد انتصارها عدة قوانين إيرانية وسنت بدلا منها قوانين جائرة بحق النساء كما استبدلت قانون العقوبات بقانون القصاص الذي نص على دفع نصف دية لذوي المرأة في حال قتلها معتبرا أن للمرأة نصف قيمة الرجل.
وأضافت، أن قانون القصاص ودفع نصف الدية فتح الباب أمام حالات قتل النساء على ما يسمى خلفية الشرف مما أجبر وزير العدل الإيراني على الاعتراف بقتل رجال لزوجاتهم بهدف الزواج من أخريات حيث أن القانون الإيراني الحالي يشترط موفقة الزوجة الأولى على زواج زوجها من ثانية في المحكمة. موغيسي قالت أن الرئيس الحالي نجاد حاول إلغاء القانون الذي يشترط موافقة الزوجة الأولى على زواج زوجها من ثانية.
مرغيسي قالت أنه في إيران تجبر الطفلات على لبس الحجاب وهن في السابعة من عمرهن حتى داخل الصفوف الدراسية، في حين أنهن يدْرسن في مدارس تعلم فيها إناث ولا يوجد فيها أي اختلاط.
وأشارت، أنه سبق الانتخابات الرئاسية الأخيرة تحديد مطالب للحركة النسوية الإيرانية وخصوصا اليسارية منها وأعلنت هذه المطالب كشرط لمنح الأصوات للمرشح الذي يتبناها إلا أن أي من المرشحين لم يتبن هذه المطالب.
واستنادا إليها فإن الانتخابات الرئاسية الإيرانية الأخيرة شهدت ولأول مرة مناظرة مفتوحة بين المرشحين والتي أتاحت للمواطنين الفرصة للتعرف على فساد المرشحين وضلوعهم في منح احتكارات عسكرية لحلفاء وشركاء عمل لهم.
وأضافت، أن النهضة الصناعية والتقدم الاقتصادي في إيران ودور الحركة النسوية النشط كفيلان بدفع دور المرأة الإيرانية إلى الأمام وتحسين وضعها لولا تسلط رجال الدين على الدولة عبر مؤسسة مركز تشخيص مصلحة النظام الذي يحول دون حدوث تغيير حقيقي في إيران ويمسك بزمام الحكم فيها.
أدارت اللقاء رئيسة اتحاد لجان المرأة العاملة في فلسطين وعضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني عفاف غطاشة وحضره حشد كبير من النساء من الأطر اليسارية وعدد من الناشطين السياسيين واليساريين.