رسالة ماجستير بالنجاح تتناول تأثير حزب الله في تطوير فكر المقاومة
نشر بتاريخ: 10/12/2009 ( آخر تحديث: 10/12/2009 الساعة: 19:35 )
سلفيت-معا- عقد اليوم الخميس في كلية الدراسات العليا بجامعة النجاح الوطنية، جلسة مناقشة لأطروحة ماجستير للطالبة رفقة شقور بعنوان: "أثر حزب الله في تطوير فكر المقاومة وأساليبها في المنطقة العربية"، والتأمت لجنة المناقشة بعضوية كل من الدكتور عبد الستار قاسم رئيسا، والدكتور حسين حماد من الجامعة العربية الأمريكية ممتحنا خارجيا، والدكتور نظام عباسي ممتحنا داخليا.
وعالجت الأطروحة بفصولها الستة مسألة مدى تأثير حزب الله في تطوير فكر وأساليب المقاومة في المنطقة العربية، مفترضة أن تجربة المقاومة اللبنانية متمثلة بحزب الله شكلت ومن خلال أدائه على المستويين السياسي والعسكري نقلة نوعية ودفعة تطويرية في فكر المقاومة في المنطقة العربية.
جاء الفصل الأول إطارا نظريا استعرضت فيه الباحثة مفهوم المقاومة، وكيفية تأثير الإرث الفكري الشيعي على تعزيز مفهوم المقاومة لدى حزب الله، ووقف الفصل الثاني على الظروف التي أحاطت بحزب الله وجذور النشأة والالتباسات التي أحاطت به، وطريقة تعاطيه مع الوضع الداخلي اللبناني وكيفية بروزه على الساحة، مركزا على حرب تموز 2006، وأسبابها وتداعياتها على الحزب داخليا وإقليما ودوليا.
واستعرضت الباحثة في الفصل الثالث فكر حزب الله وأهدافه ومنطلقاته وبرنامجه الانتخابي، وطبيعة رؤيته للصراع العربي الإسرائيلي، وطريقة صياغته تحالفاته ودوافع قيامه بهذه التحالفات، علاوة على معالجته لعلاقة حزب الله بالقضية الفلسطينية، وعلاقته بإيران الدولة الحاضنة له منذ النشأة.
وتناول الفصل الرابع من الدراسة أنماط الإعداد والأساليب التي يمارسها حزب الله في مواجهة الاحتلال، وفي الفصل الخامس تطرقت الدراسة إلى أثر حزب الله على الجماهير العربية بشكل عام والجمهور الفلسطيني بشكل خاص، ومظاهر هذين التأثيرين، وكيفية انعكاسهما على رؤية الشعوب لطبيعة الحل للصراع العربي الإسرائيلي، وفي الفصل الأخير رصدت الدراسة أثر حزب الله على فكر وأساليب حركات المقاومة العربية، وكيف عملت حركات المقاومة العربية على تمثل أساليب حزب الله في المواجهة، وكيف عملت على النقل عنه.
ومن النتائج التي توصلت إليها الباحثة طوال فترة دراستها: أن حزب الله أحدث جملة من التحولات على مستوى فكر وأساليب المقاومة في المنطقة العربية، وعلى نظرة الجمهور العربي للمقاومة كخيار استراتيجي، وأن حزب الله هو الحزب العربي الوحيد الذي تمكن من إحداث خرق استخباراتي دقيق لإسرائيل، بفضل إتباعه أساليب التكتم والتعاون مع حركات المقاومة الفلسطينية واعتماده بشكل كبير على خوض حرب سرية ضد إسرائيل والاستفادة من خبراته التراكمية في هذا الجانب، والتغطية الإعلامية التي اتبعتها حزب الله في عملياتها المتلاحقة كان لها أثرا كبيرا في إبراز إضافة نوعية للإعلام الجهادي التعبوي العربي حيث حفظ الإعلام إرث المقاومة وسار إلى جانبها في تحقيق أهدافها في اختراق صفوف الجانب الإسرائيلي.
ومن التوصيات التي خرجت بها الدراسة ضرورة أن تتبع حركات المقاومة كافة التقنيات المتاحة وأن لا تقتصر في المعنى الضيق لمفهوم المقاومة المقتصر على الجانب العسكري، والتركيز على البعد الأخلاقي في تربية عناصرها، وسلوك قادتها السياسيين والعسكريين، وتربية العناصر على الاعتماد على أنفسهم في الحياة اليومية وتحصيل لقمة الخبز، وتنمية العقيدة لديهم وربطها بالوعي القومي، مع أهمية إتباع إجراءات التحصين الأمني لدى حركات المقاومة في المنطقة العربية، كون التحصين الأمني لدى حزب الله شكل أهم ركائز النصر لديه.
وفي نهاية المناقشة قررت اللجنة نجاح الطالبة ومنحها درجة الماجستير في التخطيط والتنمية السياسية.