الأحد: 22/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

الساحة السياسية الدولية ... ساحة مواجهة بين الفلسطينيين والإسرائيليين؟

نشر بتاريخ: 10/12/2009 ( آخر تحديث: 11/12/2009 الساعة: 07:48 )
رام الله – تقرير معا - هل بالإمكان الوصول الى مرحلة استخدام المجتمع الدولي للكرت الاحمر ضد دولة الاحتلال" اسرائيل"؟، مما لاشك فيه ان تحقيق هذه الإمكانية تتطلب توقف الجانب الفلسطيني عن لغة التباكي والتظلم والاشادة او الرفض واستبدال ذلك كله بخطوات عملية مدروسة تستند الى مراكمة الخطوة تلو الخطوة باتجاه تحقيق اهدافنا وتجنب المساعي الإسرائيلي الرامية الى ادخالنا في الصدام مع المجتمع الدولي والحرص على الدوام ان تكون دولة الاحتلال هي التي تعيش هذه الحالة، مع أهمية الإدراك الواعي بان ما نحققه من انجازات على هذا الصعيد في اشهر يمكن ان تقبله إسرائيل ضدنا في أسبوع؟!.

ولا يمكن اغفال قدرات إسرائيل في مراقبة الادعاء الفلسطيني واستشعار مكامن الخطر خاصة لمن يجيدوا فهم قواعد وفنون التعامل مع المجتمع الدولي، لانها تدرك اكثر من غيرها مخاطر افلات الفلسطينيين من القاعدة التفاوضية التي تسعى لحشرهم في نطاقها "المفاوضات الثنائية" والتي اثبتت التجربة بان هذه القاعدة تخدم إسرائيل على اكثر من صعيد كونها تجعل قوة الاحتلال في مواجهة الشعب الذي يعيش تحت الاحتلال ودون اية اعتبارات لموازين القوة التي يملكها الاحتلال ويجندها بالكامل في خدمة اهدافه التي تتناقض مع جوهر السلام والمصالح والحقوق الوطنية الفلسطينية.

ورغم حالة التباين في الاراء للقيادات السياسية الفلسطينية ازاء ما حققته الجهود السياسية الاخيرة خاصة في اعقاب صدور البيان الاوروبي الاخير الذي يمثل موقف 27 دولة اوروبية، الا ان ما تحقق يجب النظر اليه باهتمام وعناية فائقتين كونه يمثل نتاج جهود فلسطينية دبلوماسية بذلت على اكثر من صعيد اضافة الى المعركة السياسية التي فتحتها إسرائيل في العديد من العواصم الأوروبية لتعطيل وعرقلة صدور مثل هذا البيان السياسي التي يمهد الطريق الى الانتقال الى الخطوة اللاحقة باتجاه السير الفلسطيني رويدا رويدا باتجاه مجلس الامن الدولي واستصدار القرار الدولي المنشود بترسيم حدود الدولة والمتوقع ان تكون ذروة الصدام السياسي بين دولة الاحتلال والمجتمع الدولي.

رئيس الوزراء د.سلام فياض يتحدث بصراحة وبوضوح حول الموقف من البيان الاوروبي وما جاء في مضمونه وتوقيته ويعتبره يمثل محطة هامة يمكن ويجب البناء عليها فلسطينيا باتجاه مواصلة الجهود والتحرك السياسي باتجاه مجلس الامن الدولي على طريق الحصول على تثبيت حقوقنا الوطنية التي نسعى من اجل تحقيقها وفق مرجعية واضحة، وتضمن انجاز حقوقنا الوطنية، ويؤكد انه لا يجب الحكم على البيان وما تضمنه من اشارات واضحة دون العودة الى خلفية الجهود والمعيقات والاجراءات التي رمت الى تعطيل صدور هذا البيان"، في اشارة واضحة الى المحاولات الاسرائيلية التي اصابها الرعب والذعر من الانتقال الفلسطيني الى اللعب على الساحة السياسية الدولية متسلحين بالاجراءات والقواعد الواردة في القانون الدولي.

ويسرد فياض جملة من الاشارات الهامة مثل المرجعية السياسية الواضحة لعملية السلام اضافة الى عدم اقرار شرعية ضم القدس الشرقية لاسرائيل ودعم المصالحة الوطنية خلف الرئيس محمود عباس، وضرورة النظر الى البيان كرزمة واحدة كونه يؤكد على عدم شرعية الاستيطان وتوحيد الخطاب الاوروبي الجماعي تجاه وجوب رفع الحصار عن غزة والتأكيد على انه غير مقبول واهمية فتح المعابر وتفعيل اتفاقية المعابر لعام 2005 ، موضحا ان كل هذه الاشارات تدفع باتجاه وضع الامور في نصابها الصحيح والضغط باتجاه تذكير العالم بعدم جدوى الاستمرار في عملية سياسية بدون مرجعية واجراءات تقود الى انهاء الاحتلال عن الاراضي المحتلة عام 1967 بما فيها القدس المحتلة .

واشار فياض الى المحاولات والتحركات السياسية التي تقودها اسرائيل الى وضع الجانب الفلسطيني في الزاوية بعد ان كانت هي التي تعاني من العزلة وتجد نفسها في الزاوية، ومن الواضح ان اسرائيل حينما تتقدم بمقترحات سياسية وحتى لو كانت وهمية فانها تنجح في تنظيم اوسع تحرك دبلوماسي للترويج لموقفها من خلال التحرك بمنظومة موحدة يشارك فيها السياسي والامني والدبلوماسي والاقتصادي والأكاديمي...الخ، الامر الذي يعطيه قوة مضاعفة في احداث التأثير المطلوب، في حين اننا نبقى اسرى لحالة التردد وعرقلة الذات بطرق مختلفة وسط غياب المنظومة الفلسطينية الموحدة الامر الذي يسهل على نتنياهو الذي يقود اوسع ائتلاف حكومي متطرف ومعادي للحقوق الوطنية المشروع لشعبنا.

ومن الواضح ان النجاحات لا يمكن تحقيقها بدون تصليب وضعنا الداخلي وتجنيد قطاعات مجتمعية خلف الرؤية السياسية التي نسعى لتحقيقها باعتبارها اهدافا وطنية توجب وقوف جميع الشعب خلفها والاقلاع عن المسميات الشكلية لان النجاحات ستعود على الشعب بالفائدة والفشل يعود عليه ايضا بالكوارث السياسية، خاصة في ظل غياب الحكم القادر على رفع الكرت الاحمر في وجه اسرائيل واحتلالها في حين مازلنا نعاني كشعب وقيادة من الظلم.