تحالف السلام يختتتم دورة "مهارات بناء الحوار والعيش المشترك"
نشر بتاريخ: 12/12/2009 ( آخر تحديث: 12/12/2009 الساعة: 12:24 )
رام الله - معا - اختتم تحالف السلام الفلسطيني في رام الله، دورة تدريبية حول " مهارات بناء الحوار والعيش المشترك"، بالتعاون مع مركز أولف بالمه السويدي (The Olof Palme International Center)، على مدار الأيام الثلاثة الأخيرة.
وركزت الدورة التي جرت بمشاركة (25) شابا وشابة من مختلف الجامعات الفلسطينية على مناقشة عدد من القضايا التي تهم الشباب ومنها مهارات الحوار والانفتاح على الاخر، التفاهم المتبادل، والحفاظ على التنوع الفلسطيني،والعيش المشترك.
وذكر ساهر موسى مدير البرامج في تحالف السلام ان الدورة تأتي في إطار سعي التحالف لتوسيع دائرة الاتفاق وتكريس ثقافة الحوار واحترام الرأي والرأي الآخر، وتمكين الشباب، والذي يشكل عنصرا أساسيا في المجتمع، من لعب دور مؤثر في نشر قيم التسامح والحوار.
وأكد على أن التاريخ لا يعرف مجتمعا لعب فيه الشباب دورا طليعيا مثلما حدث في فلسطين وتلك حقيقة ولكن هذا الدور تراجع في الآونة الأخيرة بصورة واضحة حيث أصبح جيل الشباب يجرى إعداده بطريقة لا تساعد على تكوين الوعي والقدرة على العمل العام في الاتجاه السليم.
وشدد على انه لا غنى عن تربية الشباب تربية سياسية كما تفعل الدول الليبرالية التي تمثل القدوة في التعددية السياسية مع مراعاة ظروفنا وخصوصية مجتمعاتنا.
ونوه إلى أن الشباب الفلسطيني يعانى من فقدان القدوة في حياتهم، وهم يشعرون بمرارة إزاء حالهم وذلك يعود إلى عدة أسباب، أولها مجمع عليه وهو الاحتلال الإسرائيلي وسياساته، إضافة إلى أزمة البناء البشري للجيل الفلسطيني، وأيضا انهيار القيم الأخلاقية والاجتماعية وعدم وجود جهات حكومية أو أهلية لتنمية القدرات وصناعة القدوة في مختلف المجالات ، مضيفا أن الدراسات والأبحاث تؤكد على أن الانقسام الفلسطيني وغياب أي أفق سياسي أدى إلى التأثير على تخطيط الشباب لمستقبلهم وتحويل في تطلعاتهم نحو الحياة والمستقبل.
كما شدد موسى على ضرورة وضع إستراتيجية لفتح آفاق جديدة للحوار بين الشباب من خلال اللقاءات المشتركة, والتي تهدف لتعزيز لغة الحوار ونبذ التعصب الحزبي من خلال برامج وأنشطة مشتركة تدعم فكرة العمل المشترك وتقبل الأخر وخلق مناخ صحي بين الشباب دعماً لجهود الحوار وتحقيق المصالحة وذلك انطلاقا من روح المسؤولية والشعور بالأخطار الكارثية التي تلحق بنا وبقضيتنا جراء الانقسام بين غزة والضفة.
من جهة أخرى شدد المشاركون في الدورة على أهمية الحوار بين الشباب والابتعاد عن الاحكام المسبقة والتشديد على التسامح ونبذ العنف واحترام الآخر، وأكدوا على الاستفادة من الدورة لأنها أتاحت المجال للتعرف على الأفكار المختلفة ومفهوم العيش المشترك.
ومن الجدير بالذكر ان منهج التدريب في الدورة اعتمد على جلسات النقاش والموائد المستديرة ومجموعات العمل والمناظرات، إلى جانب منح المشاركين جرعة معرفية بمهارات بناء الحوار والعيش المشترك والتأكيد على محورية مفهوم التسامح وتجلياته في الحوار والاختلاف مع الآخر.