الجمعة: 04/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

الشعبية تدعو للاعلان عن انتهاء المرحلة الانتقالية للحكم الاداري الذاتي

نشر بتاريخ: 12/12/2009 ( آخر تحديث: 12/12/2009 الساعة: 23:21 )
بيت لحم - معا- دعت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في محافظة بيت لحم إلى مراجعة سياسات شاملة، والإعلان عن انتهاء المرحلة الانتقالية للحكم الإداري الذاتي، والعودة بالملف الفلسطيني إلى الأمم المتحدة لإلزام دولة الاحتلال بالقانون الدولي وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية التي تضمن حق شعبنا بمقاومة الاحتلال والاستيطان، وإلى تفعيل وتطوير منظمة التحرير الفلسطينية لتشمل كافة الاتجاهات السياسية والفكرية والاجتماعية على أساس ديمقراطي عبر الانتخابات و وفق قانون التمثيل النسبي الكامل.

جاء ذلك خلال المهرجان المركزي الذي نظمته الجبهة الشعبية في ساحة مؤسسة إبداع في مخيم الدهيشة أمس بحضور وزير شؤون الأسرى والمحررين النائب عيسى قراقع والنائب محمد اللحام وممثلي القوى والفصائل والمؤسسات والهيئات والفعاليات الوطنية وقيادات وكوادر وأعضاء وأنصار الجبهة وأهالي الشهداء والأسرى وحشد كبير من أبناء المخيم والمحافظة.

ودعا القيادي في الجبهة الشعبية بدران جابر في كلمة أمام الحضور إلى وقف حالة الانقسام والتشرذم السياسي في الساحة الفلسطينية والعودة للوحدة الوطنية الطريق الوحيد لمقاومة الاحتلال وحرية واستقلال وعودة شعبنا، وإلى استئناف جهود الحوار والمصالحة الوطنية استنادا لإعلان القاهرة و وثيقة الأسرى و وثيقة المصالحة التي تقدمت بها الشقيقة مصر و وضع آليات لتنفيذها.

واستذكر جابر تضحيات ألاف الشهداء والأسرى التي قدمتها الجبهة منذ تأسيسها من اجل فلسطين وقضية شعبنا العادلة، ودفاعا عن الأرض وحقوق شعبنا المشروعة، وأشاد بتضحيات القادة الشهداء جورج حبش وأبو علي مصطفى و وديع حداد وغسان كنفاني، وحيا صمود الرفيق الأمين العام أحمد سعدات وأسرى شعبنا الذين يقبعون في سجون الاحتلال.

وانتقد جابر الانتهاكات التي تمارسها حركة حماس في قطاع غزة والسلطة الفلسطينية في رام الله، داعيا إلى وقف الاعتقالات والمساس بالحريات العامة، والالتزام بسيادة القانون، ومؤكدا على أهمية احترام قواعد الشراكة الوطنية في كافة المؤسسات الوطنية، بما يصون ويعزز الديمقراطية والتعددية السياسية والفكرية.

ودعا جابر إلى بناء تيار يساري ديمقراطي يلتزم ببرنامج تحرري ديمقراطي يعزز الوحدة والتمسك بالثوابت الوطنية ومنظمة التحرر وبرنامجها الوطني.

وقال غسان زيدان في كلمة له باسم لجنة تنسيق الفصائلي في محافظة بيت لحم :"إننا نحتفي بالذكرى الثانية والأربعين لانطلاقة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ونهنئ شعبنا بهذه المناسبة الوطنية المجيدة، كما نهنئهم باسم قوى وفصائل العمل الوطني قادة وكوادر وأعضاء، وأنصار... ونستذكر وإياهم مجد رجال ثاروا من رحم عذابات شعبهم، تحررا على الخيمة، ومرارة اللجوء وواقع النكسة، وذل الهزيمة وهوانها، منتصرين للوطن مستبشرين بنصر قادم لا محالة"ز

وخص بالتحية القائد المناضل أحمد سعدات الأمين العام للجبهة الشعبية الذي يخوض غمار معركة الحرية من خلف قضبان زنزانته في سجون الاحتلال.
وحيا صمود إخوانه ورفاقه القادة الأسرى وعموم رواد الحركة الأسيرة رجالا ونساء وأطفال في السجون المعتقلات خط الاشتباك الأول مع جنود الاحتلال وجلاديه دفاعا عن حرية شعبهم.

وقال أن احتفالنا هذا مشروع شعبنا التحرري يمر بمأزق خطير وقضيته الوطنية تواجه تحديات كبرى، تهدد حاضر ومستقبل شعبنا، وتلقي بظلال قاتمة على مصير الأجيال القادمة.فمن ناحية يواجه شعبنا تصعيدا خطيرا لسياسات الاحتلال الظالمة وعدوان لم يتوقف طال مناحي الحياة وما رافقه من حصار، وبناء لجدار الفصل العنصري، وتوسع في الاستيطان، وهدم للمنازل في القدس وغيرها، وتهجير لسكانها، ومحاولات تهديد الأماكن المقدسة وعزل القدس عن محيطها العربي، وإمعان في التنكر لحقوق شعبنا المشروعة بدعم وانحياز أمريكي كامل وتجاهل لمطالب المجتمع الدولي بوقف الاستيطان والعدوان والامتثال للقانون والشرعية الدولية بدلا من البطش والعدوان".

ودعا حركة حماس التوقيع فورا على الورقة المصرية من دون تردد أو مماطلة، ودون الالتفات لأية حسابات أو أجندات أخرى غير ذي صلة مغلبين مصلحة الوطن والشعب على أية مصالح فئوية أو حزبية ضيقة، لتحقيق الوفاق والمصالحة أساسها نتائج الحوارات الوطنية الشاملة للخروج من هذا المأزق الخطير.

وقال زيدان:" إننا نتطلع ببالغ الأهمية لدورة المجلس المركزي القادمة للوقوف أمام مسؤولياته السياسية الوطنية والقانونية، لاستدراك أي خلل دستوري قد يقع على السلطة الوطنية ومؤسساتها ابتداء بولاية الرئيس، والتشريعي وانتهاء بباقي المؤسسات المكونة لها وكذلك اتخاذ الإجراء الفوري لإصلاح وتفعيل مؤسسات م.ت.ف بما يضمن استمرارية بقائها عنونا للشرعية الفلسطينية، وقائدة لنضال لشعبنا، وممثلا شرعيا و وحيدا له".

وتابع :"كما نتطلع إلى وضع إستراتيجية وطنية شاملة ومتكاملة تصون الثوابت الوطنية والحقوق المشروعة وفي مقدمتها حق العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، وتحمي مكتسبات شعبنا الوطنية من تعزيز صموده ومقاومته المشروعة ضد الاحتلال.

وألقى وزير شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع كلمة بهذه المناسبة قال فيها: إني عجبت من دولة تعتقل أحمد سعدات، كلما اقتربت منه انفجرت في وجهها أوهام الأساطير، وكلما وضعته في زنزانة أضاءت بين يديه النجوم، ويصير الماضي غده و وقته الجميل. أحمد سعدات يألف السجن: سقف الزنزانة، الجدران الخشنة، النافذة الصغيرة، الباب المغلق، الحارس المتوتر، نهار يتبخر وعتمة صامته، عالمه قناعاته وما ملكت يداه من غيوم... هو القرار، وهم التائهون بين لائحة اتهام وأسير يحدد أين تكون خطاه".

وتابع :"أحمد سعدات لم يعد لديك ما يشبعهم: هدموا جدران سجن أريحا فوق رأسك، كنت هادئا تنظر بسخرية إلى من يحاصرك في ليلة خسوف وغفلة من البحر والناس، فخرجت إلى المشهد نخلة باسقة، ودخلوا هم إلى المشهد صدى لرؤياك. وفي المحكمة العسكرية الإسرائيلية قلت للقاضي أن كل عملك هو باطل، ولستم أكثر من جهاز يطيل عمر الاحتلال، احتفظ بالملف فلن تجد شاهدا على نفسي سواي، أن الدليل الوحيد الذي يعرف أين تصل رحلتي، ويعرف أن الأرض لا تحتمل الغياب.

وكانت الجبهة الشعبية نظمت مسيرة جماهيرية حاشدة لمناسبة الذكرى السنوية لانطلاقتها شارك فيها وزير الأسرى عيسى قراقع ومحمد المدني عضو اللجنة المركزية لحركة فتح وكامل حميد محافظ أريحا وقيادات وكوادر الجبهة وأعضاء وأنصار الجبهة وممثلي القوى والفصائل والمؤسسات والفعاليات الوطنية.

ورفع المشاركون في المسيرة التي انطلقت من أمام صرح الشهيد في المخيم باتجاه ساحة المهرجان الأعلام الفلسطينية ورايات الجبهة وصور الأمين العام للجبهة أحمد سعدات والقادة الشهداء جورج حبش وأبو علي مصطفى وغسان كنفاني و وديع حداد والشعارات التي تطالب بوضع حد لحالة الانقسام في الساحة الفلسطينية، وتعزيز جبهة المقاومة للاحتلال والوحدة الوطنية، وتفعيل وإصلاح وحماية منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا وتشكيل تيار يساري ديمقراطي ببرنامج تحرري وديمقراطي يؤكد على تاريخه في إطار منظمة التحرير الفلسطينية و مشروعها الوطني.