صحفيون : يدعون إلى تبني خطاب إعلامي يدعو لتعزيز لغة الحوار و الوحدة
نشر بتاريخ: 13/12/2009 ( آخر تحديث: 13/12/2009 الساعة: 20:41 )
غزة - معا - نظم تحالف السلام الفلسطيني في مدينة غزة ورشة عمل بعنوان (دور الإعلام في تعزيز الحوار وبناء الوعي وتوجيه الرأي العام) وذلك بحضور العشرات من الصحفيين والإعلاميين و طلبة الإعلام.
وتحدث في الورشة كل من الدكتور أحمد حماد عميد كلية الإعلام بجامعة الأقصى والصحفي حسن جبر من جريدة الأيام والصحفي أحمد عودة من وكالة معا الإخبارية وصالح المصري مدير إذاعة القدس.
و شدد المشاركون على أهمية إنهاء حالة الانقسام و تبني خطاب إعلامي و حدوي يدعو إلى الوحدة بعيدا على الحزبية و التطلع لخدمة المصالح الوطنيةللشعب الفلسطيني
كما و طالب المشاركون وسائل الإعلام و الفضائيات بلعب دور فاعل في تجسيد مفهوم لغة الحوار و تقبل الأخر .
وراى المشاركون أن وسائل الإعلام قادرة على إظهار الحوار بالمظهر اللائق الهادف والبناء.
وفي كلمته أكد حماد أن العديد من وسائل الإعلام ساهمت بشكل كبير في تأجيج مشاعر المواطنين والأحزاب والعائلات وخصوصا من قبل بعض الإذاعات المحلية وذلك ما قبل الأحداث المؤسفة في منتصف عام 2007 والتي أدت إلى الانقسام السياسي والاجتماعي في المجتمع.
وأوضح أن وسائل الإعلام ساهمت بتوتير الأوضاع في مختلف الأوقات من استخدامها لعشرات الألفاظ والمصطلحات الإعلامية الجديدة والتي هي غريبة على ثقافاتنا ومجتمعنا المحافظ، منوها إلى أن بعض الإذاعات لا تزال تستخدم هذه المصطلحات غير اللائقة والتوتيرية.
وشدد على ضرورة الحضور المميز للإعلام على النطاق المحلي ومن اجل تعزيز لغة الحوار و الوعي داخل المجتمع .
وتساءل حماد كيف يمكن أن نستقطب التعاطف الإسلامي والدولي في ظل المهاترات واستمرار الانقسام.
وشدد حماد على ضرورة قيام بعض الوزارات ومؤسسات المجتمع المدني بلعب دور ايجابي في الجانب التوعوي للجميع وخصوصا للشباب، بالإضافة إلى عقد الندوات وورش العمل داخل التجمعات السكانية من اجل الوصول إلى اكبر شريحة ممكنة لبث روح الأخوة وإعادة اللحمة للمجتمع.
ودعا إلى وقف المهاترات والاشتباك الإعلامي، والطلب من الحكومتين بالسماح للصحف بالتوزيع في الجانبين والتوقيع على ميثاق شرف إعلامي.
وقال انه مطلوب ميثاق شرف للمهنة وعدم إغلاق المكاتب الإعلامية وتحريم اعتقال الصحفيين، ووقف الحملات التحريضية بين وسائل الإعلام بين الضفة الغربية وقطاع غزة، وعدم انتهاك الحريات وعدم التعرض لرموز الشعب.
من جانبه قال المصري إن الإذاعات المحلية ليست بالسوء الذي يتم الحديث عنه بشكل دائم، مضيفا أن لهذه الإذاعات دور ايجابي وخصوصا في تغطيتها الإخبارية للحرب والاجتياحات الإسرائيلية المتكررة.
ونوه إلى أن هذه الإذاعات رسخت مصطلحات وطنية منذ تأسيسها رغم قصر عمرها.
وقال المصري إن لا احد ينكر دور الإذاعات في التسليط على جرائم الاحتلال ودورها في إنعاش الذاكرة الفلسطينية من خلال مناقشة وطرح القضايا الكبرى التي تمس حياة المواطنين اليومية، مؤكدا أنها استطاعت أن تغير أشياء كثيرة من خلال استضافة المسوؤلين.
وقال المصري أن العديد من الإذاعات كانت جزءا من الانقسام وربما في فترات معينة كانت سببا رئيسيا في الانقسام وشحن الشارع الفلسطيني.
واعتبر أن هذا الانزلاق ناتج عن عدم وعي العاملين فيها وعدم وعي لإدارة هذه المؤسسات، مشيرا إلى حاجة العاملين في هذه الإذاعات للتوعية والتدريب.
وقال انه يوجد غياب وعي وأخلاقي ومهني ووطني لبعض العاملين في بعض الإذاعات وهناك عجز لبعض المسئولين فيها نتيجة سطوة بعض الأحزاب على هذه الإذاعات، داعيا الإذاعات إلى الخروج من عباءة الحزبية حتى تتحرر من الضغط.
وانتقد دور الجامعات لعدم تنظيمها دورات من اجل وتطوير الكادر الإعلامي في الإذاعات الفلسطينية.
وانتقد المصري نقابة الصحافيين ووزارة الإعلام، محملا إياهم مسؤولية كبيرة في هذا الجانب لأنه لم يكن أي دور للنقابة في إرشادهم وإلزامهم بميثاق العمل الصحفي ولم يكن توجيه مباشر لوزارة الإعلام والمسؤولية مشتركة.
من جانبه قال جبر انه لا يمكن نكران دور الإعلام وتأثيره على ما يجري في الساحة الفلسطينية، مؤكدا أن الانقسام الإعلامي الذي يعشيه الجسم الصحفي شوه صورة الصحافيين بشكل غير مسبوق.
وأكد جبر أن الإعلام لعب دور مهم واستخدم الكثير من المصطلحات غير اللائقة التي قسمت الشعب إلى قسمين، وشوهت الصورة خارجيا.
وقال جبر ان الصحافة المكتوبة، لعبت دورا سلبيا في الانقسام وان كانت بصورة اقل مما لعبته الفضائيات والإذاعات.
وقسم جبر الصحفيين إلى ثلاثة أقسام منهم من انخرط في الانقسام وتحدثوا بحزبية كبيرة ومنهم من خاف ونأى بنفسه عن الحديث في المواضيع وأصبح يتحدث عن الأخبار البعيدة عن السياسية، أما الفئة الثالثة فعملت بمهنية وأضرت بها وعرضتها لغضب الطرفين.
وقال جبر إن العمل في الصحافة المكتوبة أصبح شائكا في فترة الانقسام حيث اجبر الصحافيين على التركيز كثيرا في عملهم.
وأضاف جبر إن العديد من الصحافيين دافعوا عن الانقسام والعمل الحزبي المقيت، مؤكدا أن الانقسام لعب دورا كبيرا في انقسام الصحافيين، منتقدا تغيب دور نقابة الصحافيين.
وقال:يجب ان يبتعد السياسيون عن العمل الإعلامي والسماح للصحافيين بالعمل بشكل مهني ولحظتها سيتم العمل بشكل مهني.
واضاف: ان الصحافيين لا يمكن أن يختلفوا بشكل مهني ولكن دخول السياسيين على الخط يدخلهم في خلافات مقيتة، مؤكداً أن لدى الصحافيين الكثير من الهموم.
وقال جبر إن الصورة الإعلامية الحالية قاتمة رغم بعض الاضاءات ولكن هذه الاضاءات تعرضت للنقد والهجوم.
من جانبه شدد عودة على خطورة الأزمة التي يعيشها الصحافيون نتيجة استمرار الانقسام، مشيرا إلى أن الكثير من الصحافيين ينقصهم الوعي.
وتطرق عودة إلى عمل المواقع الإخبارية الالكترونية، مشيرا إلى أن سهولة عمل المواقع واستخدام الانترنت ساهم في إقامة العشرات منها وبالتالي تحولت الانترنت إلى ساحة معارك.
وقال إن العديد من الصحافيين الذين يحاولون العمل بمهنية يواجهون قمعا من الحكومتين لان كل حكومة أو كل تنظيم يريد معالجة القضية حسب ما يريد.
وقال هناك وسائل إعلام جديرة بالاحترام وعددها قليل جدا، مؤكدا انه وفي الوقت نفسه فان المواقع التي تدعم فكرة الانقسام تلقى الدعم.
وقال إن الانقسام في المجتمع حاد وجعل لكل وسيلة الكترونية جمهور خاص بسبب حالة الاصطفاف الكبيرة وعدم وجود وسائل إعلام حيادي.
وأكد عودة أن الخروج من الأزمة ليس بالمؤتمرات والندوات بل بإنهاء الانقسام ووضع قوانين وعدم السماح لوسائل إعلام حزبية بخوض معارك داخلية.
وقال عودة إن ما تم ارتكابه من وسائل الإعلام الالكترونية خلال السنوات الخمس الماضية نحتاج إلى عشرات السنين حتى نصلح ما أفسدته أخبارها وبرامجها وخصوصا على صعيد النسيج الاجتماعي.
من جانبه أكد سليم الهندي ممثل تحالف السلام في غزة أن الفضائيات هي واحدة من أهم وأبرز وسائل إيصال المعلومات وبناء الوعي وتوجيه الرأي العام وكان لعدد منها الدور الملموس في طرح الآراء المختلفة وتشجيع الرأي والرأي الأخر وخوض الحوار بصورة متمدنة وحضارية.
وشدد على الدور الكبير للإعلام أن في تعزيز لغة الحوار ومفاهيمه وإعادة الوحدة واللحمة لجناحي الوطن، مؤكدا على قدرة وسائل الإعلام على إظهار الحوار بالمظهر اللائق الهادف والبناء.