مؤتمر القطان التربوي الثالث ينتصر لصوت المعلم في حديثه عن تجاربه
نشر بتاريخ: 14/12/2009 ( آخر تحديث: 14/12/2009 الساعة: 14:09 )
رام الله- معا- تتواصل على مدار يومين، في الثامن عشر والتاسع عشر من الشهر الجاري، فعاليات مؤتمر القطان التربوي الثالث، الذي ينظمه مركز البحث والتطوير التربوي في مؤسسة عبد المحسن القطان، والذي يحظى فيه المعلمون بالكلمة الأولى والأخيرة، حيث خصص المؤتمر جميع أعماله لمشاركات وتجارب يقدمها ويستعرضها المعلمون أنفسهم.
ويقول وسيم الكردي، مدير مركز القطان للبحث والتطوير التربوي بمدينة رام الله: المؤتمر الأول كان يركز بشكل أساسي على أوراق ودراسات لباحثين وتربويين، وكانت قلة من المشاركات من نصيب المعلمين، في حان كان المؤتمر الثاني مزيجاً ما بين مشاركات الخبراء ومشاركات المعلمين .. التجارب الواقعية للمعلمين ستكون هي العمود الفقري للمؤتمر الثالث، بمعنى أن كل معلم في هذا المؤتمر سيقوم باستعراض تجربته الخاصة مع طلابه، مع عدم إغفال أن هذه التجارب في مجملها مبنية على علاقة ما مع مركز القطان للبحث والتطوير التربوي، عبر برامج التأهيل والأبحاث وغيرها، بمعنى أنها تأتي كانعكاس أو تعبير عن الصلة التي تعمقت في السنوات الماضية ما بين المركز والمعلمين، والتي كان لها دوراً واضحاً في إحداث تحولات ما في ممارسة المعلمين لمهنتهم، وفي أدوارهم، وفي كيفية عرضهم لما قاموا به من إنجازات.
ويضيف الكردي: أهمية التجارب التي سيعرضها المعلمون في المؤتمر تكمن كونها تحتوي على ندرة مختلفة للمحتوى الدراسي وكيفية التعامل معه وتقديمه، بمعنى أن ثمة هناك منظار جديد للمنهاج بصورته الأوسع، إضافة إلى كون أن هؤلاء المعلمين عملوا بجد في محاولة تحويل تجاربهم إلى نصوص كتابية أو مرئية، وهي تجربة الأولى من نوعها بالنسبة لهم بهذا المعنى الرحب، والمهم أيضاً أنهم بدأوا يفكرون بشكل جدي بأهمية دورهم كمعلمين، وبالإطار أو الشكل الأنسب لعرض تجاربهم، وبالتالي لم نعتمد فقط على اقتراحات المعلمين المشاركين في المؤتمر، بل قمنا في المركز بنسج حوار فيما بينا، على مدار عدة أشهر، حول أفكارهم وموضوعاتهم وطريقة عرضها، بصورة فردية أو عبر مجموعات.
ويؤكد الكردي: هذا المؤتمر يجسد دافعية ورغبة للتجريب والاختبار لدى المعلمين، ولإعادة النظر في تجاربهم التعليمية بحيث يصبحون على قناعة أن بإمكانهم تقديم شيء مختلف عما هو سائد، وبالتالي فإن مؤتمر القطان التربوي الثالث مبني بالأساس على تجارب المعلمين .. مضيفاً: صحيح أن تجارب المعلمين الواقعية لن تكون نموذجاً للاقتداء أو الاحتذاء، ولا نريدها كذلك، بل قد تكون ملهمة لمعلمين آخرين باتجاه أنهم أيضاً يملكون القدرة على القيام بما يقوم به غيرهم من المعلمين الذي سيتعرضون تجاربهم في المؤتمر، بمعنى أنها تشكل حافزاً لمعلمين آخرين ليخطون خطوات من هذا النوع، وليتحولوا مع الوقت إلى ملهمين لمعلمين غيرهم للسير على منوالهم، وهذا يوفر لنا مادة صالحة، حتى على مستوى الأطر النظرية في كليات التربية والجامعات، والتي تشكل انطلاقة لطلاب هذه الكليات للاستناد إلى هذه التجارب لمعلمين فلسطينيين مارسوا هذه التجارب، وتحدثوا عنها بطرق غير تقليدية، ما يكسر حالة من الاتكاء فقط على الأمثلة والنماذج التي لا صلة لها بالتجربة الفلسطينية .. نحن مع الاحتكاك بالنماذج والنظريات التربوية العالمية، لكن نعتقد أنه من الضرورة بمكان الاتكاء بشكل أساسي على التجربة الفلسطينية في التربية والتعليم، وهذا المؤتمر يوفر هذه الإمكانية، خاصة أنه يأتي مغايراً عن معظم المؤتمرات التربوية التي يعلب فيها المعلم دور المتلقي فحسب.
ويضيف الكردي: نحن لا نتحدث عن أن هذه التجارب مدهشة ولا مثيل لها، لكنها باعتقادي هي تجارب أصيلة، وهنا تكمن أهميتها.
وشدد على أن المؤتمر يعمل على إيصال صوت المعلم إلى معلمين آخرين، وبالتالي المجموعة الأساسية من الحضور ستكون من المعلمين، مشيراً إلى أن المركز وجه الدعوات لأكبر عدد من أساتذة التربية في الجامعات والكليات الفلسطينية، إضافة إلى دعوة مستويات مختلفة من وزارة التربية والتعليم العالي للمشاركة في هذا المؤتمر، إضافة إلى نية المركز تحويل مواد هذا المؤتمر إلى ملف خاص من عدد رؤى تربوية، وهو ما يوفر مرجعاً بين يد من يرغبون بالاستفادة من الأوراق التي يقدمها المعلمون في المؤتمر.
من الجدير بالذكر أن المؤتمر سيتضمن على عروض العديد من الأفلام العالمية ذات العلاقة بالعملية التعليمية، كما يشتمل على عدة زوايا ترصد منتجات ومشروعات لمركز القطان للبحث والتطوير التربوي .. ويقول الكردي: أحد هذه الزوايا سيكون عبارة عن ممارسة مباشرة مع مجموعة من الطالبات والمعلمين من مدرسة سلواد الثانوية للبنات في مجال تحريك الرسوم، لإنتاج أفلام رسوم متحركة تتعلق بأهداف المؤتمر التربوية.