الجمعة: 27/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

محطات من دورينا *بقلم :صادق الخضور

نشر بتاريخ: 14/12/2009 ( آخر تحديث: 14/12/2009 الساعة: 21:13 )
"وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر " هذا حو حال دورينا في فترة التوقف ، فقد تراجع منسوب الحراك في الملاعب ، وظل الجمهور يبحث عن مباريات حافلة بالإثارة ، والجميع بانتظار انطلاقة المرحلة الثانية من دوري الممتازة أ و ب .

الظاهرة
هذا هو الوصف الأنسب لما جسده أبناء بلاطة في المرحلة الأولى من الممتازة ب ، والفريق الذي هبط بعد أن لازمه سوء الطالع الموسم المنقضي وضع رجلا في الممتازة أ، وهو مرشح لولوجها رسميا بعد انقضاء ثلاثة أسابيع من المرحلة المقبلة .
الجدعان تسلحوا بالإرادة ، وعبروا عن حضور فني لافت ، وأول ما أرسى دعائم عودتهم غيرة أبناء الفريق على سمعة فريقهم ذي الصولات والجولات في العقدين المنصرمين ، وجاءت الإدارة الرائعة للمدير الفني والنجاح في انتقاء عناصر التعزيز في المرحلة الأولى لتضاف إلى توليفة صنعت النجاح .
لاعبو بلاطة انتصروا لتاريخهم وكذا كان حال السلاونة ممن أصابوا ما يربو على ثمانية أعشار النجاح ، وقاربوا ملامسة النجاح بتميز ، فعكسوا حضورا بارعا بقيادة مدربهم منذر نصر الله ، ليضيفوا لحضور فرسان القدس في الممتازة( أ ) وهجا ووميضا لافتين .
بلاطة والحال كذلك ظاهرة ، فهو استطاع أن يحصد العلامة الكاملة ، وأن يحلق في الصدارة بأريحية ، وقد أكد بفوزه الواضح مؤخرا على الأمعري أن الجدعان استردوا هيبتهم ، وهم قادمون ، فانتظروهم .

الصفقات تتوالى ...والطموح يتعالى
مع انتهاء المرحلة الأولى من دورينا ، بدأت حرب التصريحات تتوالى ، والمصيبة أن الجميع يتحدث عن لاعبين سوبر ، ومع توالي المباريات نكتشف أن السوبر ندرة ، ولسنا ضد التعزيز لكننا نطالب بتقنين التصريحات وعدم رسم واقع وردي ، وعدم تناسي اللاعبين الأصليين الموجودين في الفرق والذين يمكن جعل الكثيرين منهم سوبر بصقل مهاراتهم والارتقاء بمستوى لياقتهم البدنية وإعدادهم إعداد نفسيا متقدما صفقات وتصريحات والمنازلات التي كانت في الملاعب غدت متمركزة على صدر صفحات الجرائد والمنتديات ، ولاعبو فلسطين الداخل باتوا الخيار الأكثر رواجا ، فمرحبا بهم بين أهلهم ، وعليهم تظل الآمال معلقة بتقديم مستويات طيبة بعد أن دمغ ساهر عياد وحاتم كريم ومحمد جمال حضورهم بشهادة التميز في المرحلة الأولى .
مع تزايد الإدعاءات بوجود صفقات ، لا نملك إلا الانتظار لنتعرف ما ستجود به قرائح الباحثين عن استقطاب لاعبين جدد.

العميد والعساكر ...ومنهج المبادر
باستعداد العميد وعسكر لإطلاق بطولتين كرويتيين نسجل أن الفريقين بادرا لبعث حالة الاستعداد لدى الفرق وتحفيزها على دخول معسكرات إعدادية ، وأنهما يؤسسان لإقامة بطولات صيفية تتجاوز حدود المحلية ، ولا سيما العميد بما يمتلكه من مقومات معنوية ومادية وإدارية وجماهيرية .
بطولة العميد تأتي لاستحضار رجل كان وفيا للنادي ولمدينته ، فالهيموني رحمه الله كان من أقرب الناس لجماهير العميد وظل دوما وفيا لها ، لذا فإن البطولة مناسبة لترد الجماهير التحية بأحسن منها ، وهي مطالبة بالزحف لملعب الحسين لتسجل أرقاما جديدة في الحضور الجماهيري.
عسكر يحتفي بتاريخه وبذكرى تأسيسه ، فمبارك له ولجنوده الأوفياء عيدهم ، وتمنياتنا لهم بالتقدم في سلم الدوري .
البطولتان خطوة في الاتجاه الصحيح ، وملعبا نابلس والخليل سيطلان علينا من جديد .

لاعبون مظلومون إعلاميا
أولهم :علي عايش هداف الدوري حتى اللحظة ويبدو أن رقم جواله ليس مع من يمتهنون إجراء اللقاءات عبر الهاتف ليزيدوا على كل كلمة عشر كلمات لتغدو كلمة مرحبا بحجم مكالمة .
أحمد عايدية ، المحارب الفذ في صفوف الأمعري ، ويبدو أن وجود لاعبين تربطهم علاقات بمختلقي المقابلات حجمّت حضوره الإعلامي .
شادي حرب ، نجم سلوان وهداف الأوقات القاتلة ، ويبدو أنه لم يحفل بانتباه من وجب تنبههم لما يمتلكه اللعب من حاسة تهديفية .
كمال أبو التوم ، نجم دورا المظلوم إعلاميا ، والذي يجيد اللعب في كل المراكز ، ويبدو أن لعبه خارج حدود الأندية الكبيرة حرمه حتى من الإنصاف الإعلامي .
فهد هلسة ، حارس مبدع وبامتياز ، ووجوده في الاحتياطي لا يلغي دوره في نقل المكبر إلى الواجهة في عديد المسابقات وخاصة الدرع والكأس ، وغيابه لا يعني زوال تميزه .
هؤلاء بعض المظلومين إعلاميا في دورينا ، وهناك آخرون .

التحكيم مشكور
في مرحلة الذهاب ، ثمة نجم سطع وهو التحكيم حيث كانت القرارات التحكيمية عموما مقبولة ولم تؤثر في نتائج المباريات ، وقد حقق المستوى التحكيمي تقدما ملموسا قياسا بما كان عليه الحال في الدوري السابق .
لا ننكر وجود حالات أثارت الجدل ولكن كان أن تم إعادة مباراة العميد وبيت أمر في إشارة ضمنية لتدارك ما شابها من خلل تحكيمي وإداري يرتبط بتسجيل لاعب ، كما لا ننكر وجود ضرورة للاهتمام بحكام دوري الدرجة الأولى .
في ضوء ما أفرزته المباريات من تحسن مستوى التحكيم ، نسجل لدائرة الحكام شكرا لمواصلتها العمل وفق منهجية واضحة ، والسعي لتطوير أداء الحكام ، وهو كان أبرز ما سجله دورينا .
التحكيم مشكور ، ومهما سيتميز فسيظل شماعة يعلق عليها المهزوم أخطاءه ، وسيظل حكامنا في مرمى الشتائم ، ولا يمكن تغيير جماهيرنا بين عشية وضحاها .