اختتام فعاليات القدس عاصمة الثقافة بحضور الرئيس وغياب قطر
نشر بتاريخ: 16/12/2009 ( آخر تحديث: 16/12/2009 الساعة: 17:45 )
نابلس- خاص معا- الاحتفال الرسمي لاختتام فعاليات القدس عاصمة الثقافة العربية يقام غدا الخميس في جامعة النجاح بنابلس بحضور الرئيس محمود عباس ووزراء الثقافة من الاردن والامارات وغياب رسمي قطري، لا سيما وان قطر ستكون العاصمة الثقافية لعام 2010 وسط تساؤلات كثيرة عن اسباب الغياب.
وقالت د. فارسين أغابكيان مديرة المكتب التنفيذي لاحتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية لـ"معا"، "اننا نعلم ان الغياب القطري له اسباب خاصة بهم ونحن نحترم رغبه القطريين مهما كانت"، نافية ان يكون هناك أية خلافات حول الحضور القطري لا سيما وان الدوحة ستكون العاصمه الثقافية للعام 2010.
واضافت فارسين ان فعاليات الاحتفال بالقدس عاصمة الثقافة العربية بلغت تكلفتها خمسة ملايين دولار امريكي، 75% منها دفعت من ميزانية السلطة الوطنية الفلسطينية و25 % كانت تبرعات معظمهما من جهات اجنبية، موضحة ان 205 من الميزانية ذهبت في اقامة بنية تحتية في مدينه القدس.
وعن اسباب الغياب القطري، قال جمال ابو شاويش مدير الشؤون الادارية في القنصلية القطرية في قطاع غزة لـ"معا"، ان الغياب القطري لاختتام فعاليات القدس عاصمة الثقافة العربية ليس له سبب سياسي على الاطلاق او انه دليل خلاف مع السلطة الفلسطينية.
واكد ابو شاويش ان القنصل القطري ونائبة لم يتواجدا في الاراضي الفلسطينية منذ سبعة اشهر بسبب اغلاق المكتب الاسرائيلي في الدوحة وانتهاء تاشيراتهم وهذا هو السبب الحقيقي للغياب، حسب تعبيره.
وسيقام غدا الخميس في مسرح الامير تركي في حرم جامعة النجاح الوطنية الحفل الختامي لفعاليات القدس عاصمة الثقافة العربية بحضور الرئيس محمود عباس الذى سيلقي فيه خطابا، اضافة الى الفنان التونسي لطفي بشناق وريم تلحمي وكلمة من المثقفين العربي وفقرات فنية اخري اضافة الى عرض اوبريت خاص تم انتاجه لهذه المناسبة.
وتعود فكرة العواصم الثقافية إلى المؤتمر الذي عقد في المكسيك تحت مظلة الأمم المتحدة عام 1982، انطلاقا من فكرة رئيسية تستند إلى أن الثقافة عنصر أساس في حياة كل فرد وكل مجتمع، وأن التنمية تنطوي على بعد ثقافي جوهري ما دامت تستهدف خير الإنسان وتبنى المشاركون استراتيجية ما عرف " بالعقد العالمي للتنمية الثقافية".
ومن ثم جرى إقرار برنامج العواصم الثقافية الإقليمية بطلب عام من المدير العام لمنظمة اليونسكو خلال اجتماع اللجنة الدولية الحكومية للعقد العالمي للتنمية الثقافية في دورتها الرابعة ( باريس، 11- 15 إبريل/نيسان 1994 ) وتستند هذه المبادرة إلى تجربة المدن الأوربية الثقافية وهى سابقة على بداية العقد حيث انطلقت منذ سنة 1985.
وفي العالم العربي تزامن الوعي بأهمية الثقافة مع نشأة جامعة الدول العربية سنة 1945 وتنامى ذلك بعد المصادقة على ميثاق الوحدة الثقافية العربية سنة 1964، ومع تأسيس المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم سنة 1970 حرصت المنظمة على تنفيذ مشاريع وبرامج ثقافية قومية ورفع مستوى العمل الثقافي في الوطن العربي، ومع تنامي نشاط المنظمة العربية نبتت فكرة الدعوة إلى مؤتمر دوري للوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي للمساهمة مع المنظمة في رسم السياسات الثقافية العربية في منظورها القومي وبعدها الإنساني.
وكانت تجربة العواصم الثقافية العربية قد انطلقت في الوطن العربي بإعلان القاهرة عاصمة للثقافة العربية عام 1996، وتونس عام 1997 بناء على اقتراح من المجموعة العربية في اليونسكو خلال اجتماع اللجنة الدولية الحكومية للعشرية العالمية للتنمية الثقافة (باريس: 3-7 نيسان/ابريل 1995)، وتواصلت هذه التجربة لتشمل مدينة الشارقة عام 1998، ثم مدينة بيروت عام 1999.
وقد مثل المؤتمر العاشر لوزراء الثقافة العرب المنعقد في تونس نيسان/ فبراير 1997 منعطفا جديدا لفهم وبلورة القضايا المتعلقة بالثقافة والتنمية والتعمق فيها، وتقرر أن تكون خاتمة العقد العالمي للتنمية الثقافية ( 88 / 1997 ) منطلقا لبداية العقد العربي، على أن يصدر هذا القرار خلال المؤتمر القادم لهؤلاء الوزراء.
وقد عقد المؤتمر في دورته الحادية عشرة بالشارقة في 21-22 نوفمبر 1998 وأقر مشروع العقد العربي للتنمية الثقافية الذي قدمته المنظمة العربية للثقافة والعلوم بحيث يغطي العشرية الأولى من القرن الحادي والعشرين ( 2000-2009 ) وقد تبنى اختيار العواصم الثقافية العربية ودعم ترشيحها لدى اليونسكو ورتبة على النحو التالي: الرياض عام 2000، والكويت 2001، وعمان 2002، والرباط 2003، وصنعاء 2004، والخرطوم 2005، ومسقط 2006، والجزائر 2007، ودمشق 2008، وبغداد 2009.
ووافق وزراء الثقافة العرب على طلب تقدم بأن تكون القدس عاصمة الثقافة العربية للعام 2009، حيث كان من المفترض أن تكون بغداد هي عاصمة الثقافة العربية لنفس العام، إلا أن ممثل العراق طلب تأجيل دورهم ليكون في العام 2013 تظرا للظروف الأمنية الصعبة التي يمر بها العراق وجاء ذلك خلال الدورة 15 لمؤتمر وزراء الثقافة العرب والذي انعقد في مسقط عاصمة سلطنة عمان.
وتهدف الاحتفالية إلى الاحتفاء بمدينة القدس عاصمة للثقافة العربية لعام 2009 على المستوى العربي والدولي، والتأكيد على أن القدس جزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتكريس بعدها السياسي كعاصمة للدولة الفلسطينية المستقلة، ومكانتها في الوجدان الديني والإنساني، وتجذير هويتها الثقافية العربية، ودعم أهلها وتعزيز صمودهم، ومحاولة التصدي لمحاولات تهويدها وذلك من خلال:
1. إبراز الهوية الثقافية لمدينة القدس فلسطينيا وعربياً وإسلامياً ومسيحياً وإنسانياً والتعريف بها وبمقدساتها وبتاريخها الثقافي الضخم.
2. إنشاء حركة ثقافية فكرية لخدمة المدينة في كل مناحي الثقافة والفكر.
3. التعريف بما تعانيه هذه المدينة وأهلها في ظل الاحتلال الاسرائيلي.
4. تكريس مفهوم الشراكة والتكامل بين مختلف مكونات الأمة العربية.
5. تعميق روح التحدي للاحتلال لدى جماهير الأمة ودعمهم وإسنادهم بكل الوسائل الممكنة.
6. تفعيل الحراك الثقافي في القدس وامتدادها داخل وخارج الوطن.
7. تأهيل بنى تحتية مناسبة للاحتفاء بالقدس عاصمة للثقافة العربية.
8. توسيع وتعميق دائرة التضامن العربي والدولي للحفاظ على عروبة القدس.