حياة من الاحتجاج أمام البيت الأبيض- اسبانية تعتمر الكوفية
نشر بتاريخ: 20/12/2009 ( آخر تحديث: 20/12/2009 الساعة: 13:50 )
غزة- معا- لا يهزها البرد أو الحر، حتى الأمطار والثلوج والاعتقال واغتيال صديقها المناصر لها لم يهزها، فاستمرت على ما انتهجته منذ العام 1981، تزيد كل عام الصور التي تدعوها للاستمرار في خيمتها الاحتجاجية أمام بيت من أهم البيوت سياسياً على وجه الكرة الأرضية "البيت الأبيض".
حاولوا مراراً إرهابها وردعها واعتقالها واغتيالها ولكنها رغم ضعف جسدها وصغر حجمها وانعدام اسلحتها تصلبت بموقفها وعادت لتستمر حتى هذه الأيام بخيمتها " الغريبة" أمام ذاك البيت الذي تعاقب عليه الرؤساء ويقطنه اليوم رجل اسود، قرابة ستة من الرؤساء لم يكلف احدا نفسه دعوتها للنقاش أو حتى الحديث المقتضب، ولم يرسل لها متحدثا باسمه وما أرسله البعض كان قوة شرطية لاعتقالها ولإزالة خيمتها من امام بيته الشهير منتهى السياح حول العالم.
بدأت كونسيبسيون بوشيتو احتجاجها على التسلح النووي والتفرقة العنصرية خاصة ضد الأعراق والمجازر ضد الإنسانية وكذلك احتلال الأراضي الفلسطينية في الأول من حزيران- يونيو 1981 ومن ثم انضم لها صديقها وليان توماس الذي اغتيل بعد سنوات وقيضت قضيته مقتله ضد مجهول ولكنها استمرت كما تقول: "لا تخشى الموت فقد واجهت ما هو أصعب في حياتها".
ما تود أن توصله "كونشيتا" وهو اسمها المختصر لصانعي القرار هو ما خطته يداها ويدا صديقها المغدور وما تعلقه على حبال خيمتها المتهالكة أنه من العار على الآداب والحضارة والعقل والمنطق هذا التسلح النووي "A DISGRACE TO DECENCY, CIVILIZATION, REASON AND LOGIC".
ورسالة أخرى تقول بها أن حلف وارسو والحلف الأطلسي على مشارف الدمار النووي أو كما تقول: "NATO AND WARSAW PACT COUNTRIES STAND ASTRIDE THE SAME UNCONTROLLABLE WEAPONS PILE. THE WORLD TREMBLES AT ITS FATE;"
أو ما خطته مناصرة للقضية الفلسطينية ويلحظه الجميع أمام خيمتها أن على مناصري العدالة في العالم أجمع مناصرة القضية الفلسطينية وإحقاق العدل في فلسطين المحتلة".
كونشيتا بدأت أسنانها بالسقوط وهي لا زالت تقيم في خيمتها دون معيل أو عائلة أو محبين سوى من يناصرها في وجهة نظرها وهي تلتقي السياح من كل أقطاب العالم ولا تتردد في إخبارهم أن الاحتلال الاسرائيلي للأراضي الفلسطينية ضلال وانقلاب في بوصلة العدالة العالمية وأن الجرائم التي ترتكب ضد الشعب الفلسطيني لا بد من محاسبة مرتكبيها ومعاقبتهم وردعهم عن ارتكاب المزيد وأكثر من ذلك لا تستطيع القول سوى أنها في مرمى النيران بكل لحظة منذ العام 1981.