الأحد: 22/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

د.قطم: صناديق الاقتراع هي المخرج الامن من المازق الداخلي

نشر بتاريخ: 19/12/2009 ( آخر تحديث: 19/12/2009 الساعة: 21:35 )
بيت لحم - معا - اعرب د.علي قطم نزال احد قياديي حركة فتح على الساحة الامريكية عن مخاوفه مما ستؤول اليه الاوضاع الفلسطينينية في ضوء تعثر المصالحة الداخلية وانحباس العملية السياسية .

وقال قطم في حديث صحفي "للأسف المشهد السياسي لايدعو للتفاؤل، لقد اختلطت الأوراق وأصبح الطريق مظلم وبلا أفق، كل هذا انعكس على الشارع الفلسطيني بالإحباط والتوتر، ومما يدل على ذلك هو آخر إستطلاع للرأي حيث عبر 70% من المواطنين عن الرأي في مغادرة البلاد اذا أتيحت لهم فرصة العمل بالخارج. هذه نسبة مزعجة جداً لمستقبل المجتمع الفلسطيني، وخصوصاً ونحن نطلق شعارات قيام الدولة.

وحول اسباب ماحدث وسبل العلاج قال قطم " يجب معالجة ما يحدث بحكم وبعد نظر حتى لا يتدهور الوضع أكثر مما هو عليه، هناك أسباب خارجية وأخرى داخلية، فالأسباب الخارجية تتعلق بفشل العملية السلمية ومباحثات السلام المتعثرة في ظل التعنت الإسرائيلي وغياب ضغط دولي وخصوصاً من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على الأقل في موضوع وقف الاستيطان وتهديد القدس ومصادرة الأراضي والممتلكات الفلسطينية، بالاضافة لغياب موقف عربي واسلامي موحد وقوي ليقف أمام هذا التعنت الإسرائيلي.أنا أعرف أن تأثيرنا على الموقف الخارجي هو محدود وغير فعال في كل الأحوال".

اما اهم الأسباب الداخلية فهي :

-هو غياب استراتيجية وطنية موحدة تلزم جميع القوى والفصائلوتكون مرجعيتها الشعب والمواطن وتكون خالية من السيطرة الخارجية لتحقيق مكاسب على حساب المصلحة العامة، واكبر دليل على ذلك هو حالة الإنقسام بين الضفة وغزة فالمستفيد الأول من هذا الوضع هو العدو الإسرائيلي ودول مجاورة لها مصالحة في حالة الإنقسام ولن يكون الشعب الفلسطيني وقضيته إلاّ الخاسر في هذه المعادلة.

-تردي الأوضاع المعيشية قلة فرص العمل في مناطق السلطة بحيث لا يوجد مناخ مناسب بناء حياة للشباب وخريجي الجامعات.

-كذلك هنالك تراجع في الخدمات الصحية والتعليمية والقضاء، كل هذا يؤدي لغياب الثقة بين المواطن والسلطة وخدماتها.

ودعا قطم الى معالجة ملفات مهمة قبل اعلان قيام الدولة خلال سنة او سنتين.

واضاف" هناك ملفات مهمة يجب ان تعالج من اجل قيام دول تستطيع الحياة والتنفس، دول تستطيع الوقوف ولا تظل عرجاء تعيش على ما يجود به المحسنين او على عطاء مشروط من الدول المحتاجة سياسات معينة فالأجدر بنا قبل الانسياق وراء هذه الشعارات أن نعمل على بناء بيتنا الداخلي من خلال الملفات التالية والتي لن تقدم لنا قائمة حتى نعالجها بالطريقة الصحية والتي بمجملها تدور حول بناء المجتمع الفلسطيني.

- ايجاد فرص العمل وتوفير مناخ جديد للعمل وخصوصاً في القطاع الخاص وحمايته.
- رفع مستوى دخل الفرد في مناطق السلطة.
- توفير الضمان الاجتماعي لكافة أفراد الشعب على اختلاف عملهم في الحكومة او القطاع الخاص.
- تحسين الوضع الصحي بكافة أشكاله من خدمات ومستشفيات.
- رفع مستوى الخدمات التعليمية في المدارس.
- بناء البيئة الصحية في المدن والقرى من شوارع ومياه الخ.....
- سيطرة القضاء العادل لتكون له الكلمة الأخيرة في انصاف النزاعات.
- تطوير الأمن والحماية للمواطن ولمشكلاته.
- إعادة بناء قطاع الصناعة وحماية الصناعات المحلية بعدم اغراق السوق الفلسطيني بالصناعات الصينية والاسرائيلية.
- تشجيع الزراعة ودعم المزارعين.
- الإستثمار السياحي، وتشجيعه بطريقة تفيد الشارع الفلسطيني.

كما اعرب قطم عن تقديره لقرار الرئيس عباس بعدم الترشح لولاية ثانية:

وقال :احترم قرار الرئيس واُثمن له هذا الموقف لانه هذا هو الوقت الصحيح، فالناظر في تداول السلطة يرى أن الدول المتقدمة والديموقراطية يوجد تداول للسلطة وعدم الاحتكار لها، أما في الدول المتخلفة فتظل السلطة حكراً على فئة أو شخص معين.

انا أعتقد أن في الهرم السياسي الفلسطيني يجب أن يكون هناك متصل بين رئيس منظمة التحرير ورئيس السلطة لكي لا تختلط الادارات والمسؤوليات.
فالرئيس أبو مازن يخط الطريق ليكون مثالاً يحتذى به في تداول السلطة وفتح المجال للخبرات والطاقات الجديدة.

وحول سبل الخروج من المازق الحالي قال قطم:

المخرج الوحيد من هذا المأزق هو صندوق الإقتراع الإنتخابات واختيار من يمثل هذا الشعب هو حق مقدس ولا أحد مسموح له أن يصادر هذا الحق ويجعل الشعب رهينة لآرائه السياسية، فمن يدعي أنه يمثل هذا الشعب فليثبت ذلك عن طريق الإنتخابات.

فخيارنا في المرحلة القادمة وهي صعبة جداً ولكن في ظل قيادة حكيمة تستطيع ان تحمي هذه المسيرة:

1.خيارنا هو الصمود أو مقاومة الصمود وتعزيز شعبنا في ارضه وذلك عن طريق توفير مقومات الصمود لهذا الشعب الجبار.
2.بناء مجتمع متماسك وقوي عن طريق معالجة كافة الملفات التي تحدثت عنها لكي يكون نواه لقيام الدولة.
3.انتخاب قيادة تعمل على تعزيز هذه الخيارات تسير على استراتيجية وطنية تخدم الإنسان الفلسطيني وليس السياسات الخارجية.