الخمسينية "أم عماد" زواج مبكر وعلى مقاعد الدراسة مع الاحفاد
نشر بتاريخ: 20/12/2009 ( آخر تحديث: 20/12/2009 الساعة: 18:04 )
قلقيلية- تقرير معا- لم تكن السيدة هالة محمد هاشم أم عماد ( 57 عاما) تحلم بإكمال دراستها الجامعية في مثل هذا العمر.. فهي الان طالبة في جامعة القدس المفتوحة- منطقة قلقيلية التعليمية تخصص تنمية مجتمعات محلية.
كانت هالة متفوقة في دراستها، ويراودها حلم دراسة الصحافة إلاّ أن قدوم العريس حال دون تحقيق الحلم، وكغيرها من بنات جيلها لم يصبر والدها عليها فقام بتزويجها أوّلَ من طرق الباب وهي في سن الرابعة عشرة.
رضيت هالة بما قسمه الله لها، وتزوجت وانشغلت لأكثر من ثلاثين عاماً بحياتها الزوجية لكنها لم تنس حلمها بإكمال دراستها الجامعية،حيث تقول السيدة هاشم "تزوجت وأنا في الرابعة عشرة من عمري ما كان سبب في حرماني من التعليم رغم حبي وشغفي للتعليم إلى إنني لم أنس التعليم في يوم من الأيام حتى إنني كنت وعندما تأتي بناتي بشهاداتهم المدرسة كنت انظر إلى الشهادات وابكي بحرقة فما كان بها سوى مصارحة زوجها بالموضوع الذي أبدى بدوره تعاون معها، وسألها عن كيفية التنسيق بين واجباتها المنزلية والتعليم".
وتضيف هالة: وبتشجيع من زوجي التحقت بالدراسة ففي العام 2002 تقدمت إلى امتحان الثانوية العامة وتمكنت من النجاح بمعدل 63.2% ما أهلني لاستكمال دراستي الجامعية وها أنا ألان على أبواب التخرج من الجامعة حيث من المقرر أن تتخرج هذا العام محققة حلمها بالحصول على درجة البكالوريوس ولكن ليس في الصحافة كما كانت تحلم.
وتتابع هالة: "التحقت بالجامعة ودرست جيداً، الأمر الذي لاقى تشجيعاً كبيراً من الطاقم التدريسي والمحاضرين، وكذلك من زملائي الذين كانوا بعمر أولادي".
وتقول هالة عن ذلك: أن روح الشباب عادت إليها وهي تشعر بحماس واندفاع نحو الدراسة كأي طالب من أقرانها الطلبة الذين هم بعمر ولدها (محمد) وحفيدها عبد الفتاح وحفيدتها تمارا الطلاب في الجامعة نفسها تشاركهم نشاطاتهم وروحهم الفتية المرحة.
وتبين هاشم مدى شعورها بالفخر والاعتزاز كونها تدرس هي وأحفادها في نفس الجامعة حيث تقول هذا فخر لي ولهم كوننا نجلس على مقاعد الدراسة مع بعضنا البعض نشجع بعضنا ونصحح بعضنا أحيانا أخرى موضحتا بأنه هناك تنافس قوي بينها وبين ابنها وأحفادها في الدراسة وهي تقوم بتشجيعهم دائما وتتمنى أن تكون علاماتهم أفضل من علاماتها.
وتحدثت السيدة هاشم عن أول يوم لها في الجامعة عندما رآها الطلاب بداية الأمر اعتقدوا أنها أتت لتقدم لهم شيئا لكن المفاجأة كانت واضحة على وجوههم عندما اكتشفوا أنني لا اعدوا كوني زميلة لهم في الدراسة.
عمل ودراسة...
تعمل السيدة هاشم في قسم المرأة والجمعيات في مديرية الشؤون الاجتماعية في محافظة قلقيلية وهي رئيسة الاتحاد العام للمرأة في المحافظة وعضو مكتب تنفيذي للجنة المرأة للعمل الاجتماعي حيث استطاعت أن توفق بين عملها ودراستها عن بعد في جامعة القدس المفتوحة دون أن يؤثر ذلك على أي من عملها أو دراستها.
تحقيق الذات...
وعن إصرارها للتعليم توضح هاشم أن مسيرتها التعليمية كانت بهدف تحقيق شيء لذاتها وليس من باب الكسب الوظيفي وخصوصا أنها على أبواب التقاعد كونها تقترب من الستين عاما وكي تثبت بأنه لا يوجد مستحيل أمام الإصرار والإرادة وكي تبين كم هو مؤلم أن تترك الفتاة تعليمها لأجل الزواج وهذا ما حققته هاشم من مسيرتها التعليمية.