لحظة استشهاد رفيدة 3 سنوات - رحلت وهي في طريقها لزيارة والدها الاسير بسجن نفحة
نشر بتاريخ: 26/04/2006 ( آخر تحديث: 26/04/2006 الساعة: 22:45 )
معا - ان لم تكن الاولى في تاريخ ادارة السجون الاسرائيلية المعهودة بالقمع والخنق وحتى القتل فهي نادرة ، حيث سمحت للاسير الفلسطيني ثائر بدر المسجون في نفحة الصحراوي للذهاب للمستشفى الاسرائيلي تل هشومير لتوديع طفلته بعد ان ازهقت روحها قبل ان تصل الى نفحة لزيارته .
وبعد ثمانية اشهر من الفراق اعتقدت رفيدة ان العناق قد حان لوالدها المشتاق الملوّع بنار البعد بفعل السجن والسجان ، وأفاقت قبل ساعات الفجر لترتدي ملابسها الجميلة ، ملابس " العيد" وتعمل لها والدتها "جدولة" دون ان تدرك ان المشط يسرح تلك الخصال الجميلة لاخر مرة فقبلتها لتزيد من حرارة جسمها الغضّ دون ان تشعر انها القبلة الاخيرة والقت رفيدة نظرة على اشقائها الاربعة دون ان تدرك هي الاخرى انها النظرة الاخيرة .
وخرجت للموت ، وهي فرحة تغمرها السعادة لانها انفردت دون باقي اشقائها في هذا المشوار ، فهي دأبت على تقبيل والدها المصلوب على كرتونة تسمى صورة وكانت تعتقد انها ستمزق الصورة حين تعود وتدرك الفرق مابين الكائن المليء بالحيوية والناطق بالحب والحنان رغم الاسلاك وعيون السجان .
للقدر رأي اخر ، و عادت هي صورة جامدة ..ساكنة ..في اطار موشح بالسواد على جدران المنزل وصورة اخرى في برواز طرزه والدها لصورتها الجميلة في احلامه عند تخرجها وعاد ليطرزه بدموعه المفجوعة بحبيبته الصغيرة ويعلقها على جدران زنزانته .
اليوم الأربعاء (26/4) جاء خبر استشهاد الطفلة رفيدة ثائر بدر (3 سنوات) لتبكي السماء والحجر والبشر وتنطق ارض قرية بيت لقيا غرب رام الله بالدموع والاهات فبكى الرجال قبل النساء على رحيل رفيدة التي حفرت في قلوب الناس وجعا من نوع اخر ، بعد تعرضها لضربة قاسية من البوابة الصهيونية على حاجز "موديعين" الصهيوني أثناء توجهها وأمها وعمتها لزيارة والدها في سجن "نفحة" الصهيوني يوم الأحد الماضي.
و تعرضت طفلة الاسير ثائر بدر لضربة قوية من حديد بوابة حاجز "مودعين " ، و يقول اهل القرية ان الجنود على الحاجز اغلقوا البوابة الكهربائية على الطفلة النضرة رفيدة ، في حين ادعى البعض ان الأحوال الجوية السيئة والرياح التي شهدتها المنطقة كانت السبب ، ومهما تعددت الاسباب فان الاحتلال واحد ورب العالمين واحد ،
وتسببت الضربة في اصابتها بتهتك في الرأس والجمجمة ووصفت حالتها بالخطرة، وتم نقلها إلى مستشفى " شيبا " ولم تفلح محاولات الاطباء في اتقاذ رفيدة حيث فارقت الحياة اليوم الاربعاء.
ويشار الى ان الأسير ثائر محمد بدر 30 عاما والد الطفلة الشهيدة تقدم بطلب لنقله إلى سجن الرملة من أجل السماح له بزيارة طفلته في المستشفى، إلا ان طلبه رفض في البداية .
و الاسير ثائر بدر اعتقل قبل ثمانية أشهر ولا يزال موقوفا دون أن توجه له لائحة اتهام حتى اليوم وهو أب لأربعة أطفال بالإضافة إلى الشهيدة رفيدة.