3 الاف مسيحي بغزة يأملون نهاية الحصار والصلاه في بيت لحم
نشر بتاريخ: 21/12/2009 ( آخر تحديث: 21/12/2009 الساعة: 16:16 )
غزة- تقرير معا- "يا طفل المغارة إمنح بلادنا السلام يا طفل المغارة إزرع ثمرة المحبة في قلوبنا وأعطنا الحرية.. نريد أن نعيش كباقي الناس، نصلي في هذا العيد أن يتصالح الشعب الفلسطيني مع بعضه البعض، وأن يُفك عنا الحصار، وأن نذهب لبيت لحم بلد مولد السلام".
بهذه الكلمات البسيطة تمنى الاب "جورج" راعي طائفة اللاتيني بغزة امنيات عيد الميلاد المجيد لهذا العام، وذلك قبل ايام قليلة من احتفال المسيحيين في العالم بميلاد السيد المسيح ( عليه السلام) حيث تتوجه انظار الملايين من المسييحين الى مدينة السلام والمحبة الى مهد السيد المسيح الى بيت لحم، الا مسيحي غزة فتبقى فرحتهم منقوصة بسبب ما تعانيه غزة والضفة من انقسام سياسي واختلاف الاخوة، بالاضافة الى الحصار المفروض على القطاع.
الاب "جورج" اوضح لـ "معا" ان الاستعدادات للاحتفال بالاعياد هذا العام تأتي بعد مرور سنة كاملة على الحرب الاسرائيلية على غزة، مبينا انهم في العيد السابق كانوا فقط يصلون في البيوت عندما كانت تسمع دوي الانفجارات "أطفالنا ظنوا أنها إحتفالات العيد ولكن للأسف هي مجازر نبتلى بها وتزهق أرواحا كثيرة"، وقال: "طفل المغارة كان ميلاده حزين في تلك الأيام وفي هذه الأيام يبقى الأمل موجودا لدى المسيحيين فرحين بميلاده".
وحول ابرز استعداداتهم لاستقبال اعياد الميلاد اوضح الاب جورج انها تبدأ بحضور البطريرك فؤاد الطوال بطريرك القدس والأردن والديار المقدسة الذي يزور غزة هو ولفيف من رجال الدين ويفتتحوا عيد الميلاد في غزة أولا وفي العالم كله، مبينا ان معظم الاحتفالات تكون داخل اسوار الكنيسة بفرح ومحبة وصلاة لاستقبال طفل السلام ليجلب الحرية والسلام، بالاضافة الى تركيب شجرة ومغارة العيد.
وعن العلاقات بين المسلمين والمسيحيين في القطاع خلال المناسبات الاجتماعية، اشاد الاب جورج بمتانتها قائلا: "نتبادل كل المحبة والتعاون الكامل في جميع النواحي، نحن لدينا قضية واحدة وهدف واحد، أعيادنا أعيادهم وأحزاننا أحزانهم نتبادل الزيارات ليس فقط بالعيد بل في جميع أوقات السنة نحن الفلسطينيون- مسلمون ومسيحيون- ننتظر ميلاد السيد المسيح جالباً معه السلام والمحبة".
كامل عياد مدير العلاقات العامة في مجلس وكلاء الكنيسة الأرثوذكسية العربية بغزة، قال: "إن فرحة العيد في غزة منقوصة"، مشيرا الى ان اغلبية شعائر العيد تكون دينية فقط تقتصر على الصلوات في الكنيسة وزيارة الاهل لا غير، بسبب الاوضاع التي تمر بها غزة والاحتلال الاسرائيلي الذي يحد من تحركات المسيحيين والتوجه بحرية الى مهد المسيح في بيت لحم.
وقال عياد: "نحب ان نقضي العيد في مدينة المسيح مدينة المحبة والسلام وزيارة كنيسة المهد"، مشددا على انهم كاقلية دينية لا يشعرون باجواء العيد التي يشعر بها المسلمون.
وبين عياد انه منذ اربع سنوات لم تضىء شجرة الميلاد في غزة التي كانت تضاء في كل عام في ساحة الجندي المجهول وسط غزة ما يترك اثرا سلبيا عليهم كمسيحيين ويشعروا بان حقهم منقوص في ممارسة الشعائر وعاداتهم الدينية، مشددا ان ذلك لا يتانقض مع كون الشعب المسلم في غزة يحترم عاداتهم وطقوسهم كمسيحيين.
وناشد المسيحيون الاقلام الحرة والمؤسسات الحقوقية والسلطة الوطنية الفلسطينية الضغط على سلطات الاحتلال الاسرائيلي السماح لهم لممارسة الشعائر الدينية يوم عيد الميلاد في مدينة المهد والسلام، مشددين انه لا فرق بين مسيحي ومسلم من ناحية الحصار والمعاناة والاستهداف، وقال "نحن مسيحيون ومسلمون نقف في خندق واحد في مواجهة الاحتلال فكما تنتهك قدسية المجسد الاقصى فان قدسية كنيسة المهد تنتهك ايضا".
من جانبه، بين ماجد ترزي قائد الكشافة الارثوذكسية في غزة انه منذ بداية انتفاضة الاقصى في العام 2000 اقتصرت الاحتفالات المسيحية بعيد الميلاد في غزة على الطقوس الدينية، مبينا ان احتفالات هذا العام ستكون محدودة "اليوم ايضا لن نتحفل بالشكل المطلوب لاننا نترابط اجتماعيا مع المجتمع في غزة لا استطيع الاحتفال وجاري المسلم مصاب".
وعن اجواء العيد في غزة نوه ترزي الى ان الاحتفال بعيد الميلاد في غزة له خصوصية تختلف عن باقي المدن الفلسطينية، لان نسبة المسيحيين فيها قليلية تتراوح ما بين 2000 الى 3000 مسيحي.
واكد ترزي انه لا يوجد اي بادرة حتى الان من الاحتلال الاسرائيلي لاصدار تصاريح لمسيحي القطاع الذي اعلن في وقت سابق ان سيقوم باصدار تصاريح لمئات من مسيحيي القطاع لزيارة القدس وبيت لحم بمناسبة عيد الميلاد المجيد.
وقال ترزي: "الحصار اثر على البلد كلها ونحن جزء من هذا البلد ومتى انفك الحصار فسينفك عن الجميع ليس هناك ميزة للمسيحي عن المسلم في الحصار لانه فلسطيني ونحن لا نميز بعض لا يوجد فروقات بيينا".
وكانت امنياتهم الاخيرة في ختام لقائهم بـ"معا" ان يلتحم شطرا الوطن وان يتعالى طرفا الصراع عن الجروح ويجلسوا على طاولة واحدة ويمدوا ايديهم للسلام وتحقيق الوحدة الوطنية مشددين "نحن جسد واحد.. دم واحد.. هدف واحد.. وعدونا واحد".