الإثنين: 23/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

حمايل:الاعتقالات لدينا أمنية لاسياسية.. بيت لحم تزهو بحلة الميلاد

نشر بتاريخ: 21/12/2009 ( آخر تحديث: 22/12/2009 الساعة: 00:08 )
بيت لحم- معا - "لا اعتقالات سياسية في سجون السلطة وإنما أمنية" هذا ما قاله محافظ بيت لحم الوزير عبد الفتاح حمايل في لقاء خاص وحصري مع شبكة معا الإخبارية ، صرح من خلاله بعدد من الإسرار السياسية.

سيرة حياة حافلة بالعطاء :

عبد الفتاح حمايل مناضل فلسطيني حاصل على شهادة البكالوريوس في العلوم السياسية من الجامعة الأمريكية أبتدات حياتي العملية بالتحاق بصفوف حركة فتح (قوات العاصفة) وكان ذالك عام 1968 ، شارك في العديد من المعارك والاشتباكات مع الاحتلال الإسرائيلي في الأغوار ومنطقة نابلس ، أسر في 7/9/1969 في معركة بيت فوريك الشهيرة حوكم بــ7 مؤبدات و17 عام وخرجت في عملية تبادل الأسرى عام 1985 .

واختار الخروج إلى الوطن وليس الإبعاد ، تزوج بعد أن أطلق سراحه بشهرين له من الأبناء خمسه ثلاثة أولاد و ابنتان.

جدد حمايل نشاطه التنظيمي بتوجيهات من القائد الشهيد أبو جهاد لأعادة بناء الجسم التنظيمي في الوطن ، بدأت ألانتفاضه الأولى وبالتالي وكان مطلوبا لقوات الاحتلال وبقي مطارد لعام ونصف.

ويقول حمايل "كنت أشكل المرجعية الأولى للانتفاضة والقيادة الموحدة إلى أن اعتقلت في 4/8/1990 حكمت بخمس سنوات منها سنتين ونصف داخل السجن والباقي أبعاد إلى الأردن ، وعدت مع عودت السلطة وكنت مع مجموعة من الإخوة لعملية إجراء انتخابات تنظيميه لأول مرة في الوطن وانتخبت أمين لسر حركة فتح في إقليم رام الله والبيرة وأيضا رشحت لانتخابات المجلس التشريعي الأولى وفزت بعضوية المجلس وعينت وزيرا في حكومة أبو مازن الأولى عام 2003 واستلمت ملف المطاردين والمبعدين إلى أن جاء موعد الانتخابات التشريعي الثانية عام 2006 ورشحت لهذه الانتخابات ولكن للأسف خسرت فتح وصدر بعد ذالك مرسوم بتكليفي كمحافظ لبيت لحم في بداية حزيران 2006 وما زلت في هذه المهمة حتى اللحظة".

س2: كيف ترى تجربتك في المحافظة منذ استلامها؟

ج: استطيع أن أتحدث عن الواقع بأنها السهل الممتنع فعلن هي محافظة صغيرة بمساحتها وعدد سكانها ألا أنها كبيرة بتاريخها وكبيرة بموقعها الديني والسياحي والتنوع الاجتماعي إمام العالم ، باختصار بيت لحم هي النافذة التي من خلالها يرى العالم فلسطين ، و أروع ما اكتشفت بتجربتي الزمنية القصيرة أن لدينا شعبا يتميز بتنوعه الطائفي والأصولي والمجتمعي إلى درجة انه يعكس قطعت فسيفساء رائعة خاصة وأنت تلمس مدى روح التسامح والمحبة وتفهم كل طرف لطرف الأخر إلى درجة أن مناسباتها الدينية بطوائفها المختلفة تأخذ دائما الطابع الوطني في أعيادها وكل ذلك رغم المعاناة المتواصلة بحكم وجود الاحتلال المباشر للوطن بما في ذلك محافظة بيت لحم التي تتميز معاناتها عن سواها بهذا الجدار العنصري الضاغط وهذه المعابر الخانقة لأي حركة من والى بيت لحم.

س3: كيف تستعد محافظة بيت لحم للحدث الأكبر " أعياد الميلاد المجيدة "؟

ج: بيت لحم ألان تعيش حالة من الاستنهاض والحركة الدءوبة وهي تتزين بأجمل الزينة استعدادا لاستقبال أعياد الميلاد المجيدة وكعادتها تبدو بيت لحم عروس في أجمل صورها ، حرصت كافة الجهات المعنية بما فيها المجالس البلدية والغرفة التجارية والأجهزة الأمنية والمحافظة وكل الجهات ذات الصلة على أن تكون بيت لحم في كامل جاهزيتها لاستقبال هذه الأعياد فمن جهة تم التركيز على تأهيل البنية التحتية ووضع برامج الاحتفالات وهي كثيرة تكاد تكون يومية، لدينا حالة من الأمن بمنتهى الروعة والانضباط ، الكل قدم ما عليه ونحن ننتظر بدء هذه الاحتفالات في ظل حركة سياحية نشطة وأجواء شتوية رائعة.

س4: تحاصر المستوطنات محافظة بيت لحم من كل الاتجاهات هل ممكن أن تضعنا في أخر تطورات هذا الملف وأثره على المحافظة؟

ج: هذا الملف القديم الجديد والذي كما قلت أن بيت لحم تعاني أكثر من سواها من هذه الممارسات الاحتلالية والاستيطانية القاتلة هي يعلم الجميع أن من اكبر التجمعات الاستيطانية هي التي مقامه على اغصب أراضي بيت لحم وتسمى (جوش عصيون) حيث دون مبالغة هذا السرطان الاستيطاني ابتلع أجزاء كبرى من أراضي المحافظة إلى درجة أن باتت معها التجمعات الريفية الفلسطينية أشبه بنقاط في وسط خارطة ظلاميه، وكما قلت هذا السرطان ما زال متواصل ونحن في صراع دائم لتصدي له ومحاصرته حيث أن الضحية الأولى هي الأرض الفلسطينية ونبذل جهود من مختلف الجهات الرسمية والشعبية في سبيل التصدي لهذا المرض، وذلك من خلال التمسك بالأرض واستصلاحها وزراعتها رغم كل الصعوبات ورغم حرمان المواطن الفلسطيني من ابسط مقومات الحياة بما في ذلك الماء والكهرباء حتى المدارس والمراكز الصحية يمنع بنائها ومع ذلك اسمحوا لي بهذه المناسبة أن احيي المزارع الفلسطيني ورغم كل ذلك ما زلنا نؤمن أن الفجر آت والمحتل زائل.

س5: بيت لحم أصبحت قبلة كافة زوار الدولة الرسميين،هل هناك أي اهتمامات جديدة في هذا الجانب؟

ج: في دليل على ذلك أن المحافظة لها المكانة والأهمية الكبرى فهيا من ناحية مهد السيد المسيح عليه السلام ومن ناحية أخرى هي الخط الأمامي الذي يلتقي مع القدس عاصمتنا الأبدية التي تتعرض لاستهداف لم يسبق له مثيل فهي تؤام القدس الروحي والوطني،ومن هنا لا غرابه بهذا الاهتمام الرسمي المتواصل الذي يأخذ شكل الزيارات المباشرة ومعالجة هموم واحتياجات المحافظة،ويقوم السيد رئيس الوزراء في زيارات متكررة ومتواصلة للمحافظة.

س6: واقع السياحة في بيت لحم وأثرها على حياة المواطنين؟

ج: بيت لحم هي تعيش في الأصل على الحركة السياحية وحكم البعد الديني لهذه المحافظة ومع ذلك نعرف جيدا أن الاحتلال يدرك هذه الحقيقة بشكل جيد لذلك القطاع السياحي أخذت حيز واسع في دائرة الاستهداف ألاحتلالي لحرمان هذه المحافظة وأهلها من هذا المصدر لمعيشتهم وبالتالي لولا وجود الاحتلال لسجلت محافظة بيت لحم حركه سياحية أكبر من ما هو حاصل على اعتبار أن كافة الخدمات المتعلقة بالسياحة متوفرة لكنها مشكلة كما قلت أن هذا القطاع أستهدف بشكل مباشر من الاحتلال فشل هذه الحركة ومن السياح من الدخول والخروج والتحريض المباشر لشل الحركة السياحية تحت حجج وذرائع فاشلة في ادعاء فقدان المحافظة للأمن والخدمات والحرص الدائم على سلامة السائحين إلى أن هذا الادعاء لم يصمد أمام الحقيقة التي تقول عكس ذلك فبيت لحم منذ عدة شهور تشهد حركة سياحية نشطه إلى درجة أنك لم تجد سرير في أي من فنادقها شاغر رغم العدد الكبير من الغرف الفندقية،باعتقادي أن هذا النشاط السياحي الكبير مرده ثقة السائح بحالة التي تشهدها بيت لحم أمنيا وخدماتيا.

س7: الاعتقالات السياسية ما تعقيبك عليها؟

دعني أوكد على هذا الادعاء الزائف والكاذب القائل بوجود اعتقالات سياسية،لا توجد اعتقالات سياسية ولكن بالمقابل توجد اعتقالات أمنيه لها علاقة باختصار بزعزعة الأمن والاستقرار وهذا باعتقادي أمر واضح وينعكس نواياه بعض الجهات في الساحة الفلسطينية التي لا يصرها أن ترى في مناطق السلطة في الضفة الغربية أي حالة من الأمن والاستقرار والتي تسعى إلى تكرار التجربة المحزنة والانقلاب الأسود الذي حصل في قطاع غزة لتطبيقه في الضفة الغربية لذلك كل الاعتقالات تأتي تحت أطار الاعتقالات الأمنية وهي لإفراد تم ضبط كميات من الأسلحة بحوزتهم وبالتأكيد هذا السلاح ليس لمقاومة الاحتلال وخير دليل على ذلك إننا لم نسمع منذ أربع سنوات عن أي عملية ضد الاحتلال الصهيوني في الضفة الغربية وخاصة إثناء الهجوم البربري الذي قام به الاحتلال على قطاع غزة كذلك ظاهرة تبيض الأموال التي نجحت الأجهزة الأمنية بضبط مبالغ كبيرة كان الهدف منها هي تمويل شراء صفقات من الأسلحة،وهذا السلاح الذي مصدره الوحيد جهات إسرائيلية وعصابات ومافيا تسهل عملية تهريبه وإدخاله إلى الضفة الغربية لذلك لا اعتقالات سياسية في منهاج وقانون السلطة وإنما هي اعتقالات أمنية لها بعد مباشر بحالة الاستقرار بالضفة الغربية.

س8: هناك العديد من القرارات من قبلك وصفة بأنها متسرعة مثل القرارات الخاصة بالأراضي فما تعقيبك على ذلك وخصوصا أن بيت لحم أكثر منطقة شائكة فيما يتعلق بالأراضي؟

ج: نظرا لهذه الخصوصية لان موضوع الأراضي شائك في بيت لحم منذ القدم وفي ضوء استغلال بعض الجهات والإفراد لحالة الضعف السلطوي في الوطن وخاصة في محافظة بيت لحم وبالتالي استغلال هذه الحالة والقيام بتعديات على الأملاك الخاصة والحكومية وخلق وقائع جديدة على هذه الأراضي دون وجه حق وانطلاقا من إيماننا بان أهم هدف في أطار مسؤولياتنا هو أن نطبق العدالة وحماية الإفراد وممتلكاتهم لكون هذه الظاهرة بدأت منذ زمن بالتفاقم يوم بعد يوم إلى درجة بات معها المواطن لا يشعر بالأمن والأمان لا على نفسه ولا على ممتلكاته،ونظرا لإصرار السلطة الوطنية على تطبيق القانون والدفاع عن حقوق المواطن بموجب الصلاحيات الممنوحة لي كمحافظ دون أن يترتب على ذلك أي مساس أو تعدي على صلاحيات السلطة القضائية كان لا بد من التعامل المباشر مع بعض هذه التحديات التي أذا لم يتم وضع حد لها،فربما تزيد من حالة الظلم مستقبلا لخلق حقائق يصبح تجاوزها أو التعامل معها دربا من المستحيل ومن هنا قمنا ببعض الأجرئات وبعض الاستفتاء القانوني بأن الجهة التي أخذ بحقها الأجراء ولا تحظى بالأدلة ولا تمتلك المعطيات بأنها صاحبة حق وأنها على العكس جهات استغلت كما قلت حالة ضعف السلطة وغياب القانون لتمارس سياسة وضع اليد وتعريض ممتلكات المواطنين للسرقة.

س9: هل تصلك أي شكاوي وهل هناك متابعات ضد الأجهزة الأمنية بصفتك أعلى سلطة في المحافظة؟

ج: وصلتي وما زالت تصل بعض الشكاوي الفردية وأود أن أوضح أن كل شكوى تصل تتابع مع الجهات ذات الاختصاص وفي نهاية الأمر صاحب الشكوى يتلقى رد واضح بما يتعلق بشكواه. أما نسبة هذه الشكوى قياسا للفترة الزمنية التي استلمت عملي مع بدايتها فهي عمليا شكاوى قليلة، وقد فوجئت وسررت في إحدى زياراتي قبل ما يقارب الشهر للهيئة المستقلة لحقوق المواطن وهي الجهة الحقوقية في المحافظة بأنهم ابلغوني انه ومنذ ما يقارب الثلاث شهور لم يستلموا أي شكوى على أداء الأجهزة الأمنية وهذا باعتقادي تطور عظيم في الأداء والالتزام بالقوانين وبعملها المهني والذي يتطور يوم بعد يوم وأود التوضيح بأن بابي مفتوح للجميع.

س10: هل هناك أي قرارات بخصوص انتخابات البلديات؟

ج: لا يوجد أي قرار، القرار الذي صدر أخيرا عن مجلس الوزراء لإنهاء هذه المدة واعتبار أن هذه المدة منحله بحكم القانون إلى أن مجلس الوزراء اعتبرها لجان تسيير إعمال حتى إجراء الانتخابات القانونية.

س11: برك سليمان، ماذا يوجد لها في مخططاتكم؟

ج: بعد الكارثة الكبرى التي سقط ضحيتها شابان فهي على علاقة بأكثر من جهة حيث أن الأوقاف الشركة المستثمرة تتحملان بعض المسؤولية، مجلس الوزراء شكل لجنة خاصة لدراسة هذه الحالة للبعد المأساوي للحادث وسيتم عمل حل جذري لان هذه المنطقة تشكل متنفس للمحافظة وتنتظر أن تتم استثمارها بشكل جيد وقابلت مدير عام الشركة المستأجرة وطرحت عدة مواضيع أهمها أن تتحمل الشركة مسؤولية الحادث المؤسف ويرغب بحل القضية بعيدا عن القضاء وان يعملوا شيئا له مردود واضح ودائم بالذات لمنطقة الدهيشة مكان سكن الشهيدين، وأكد أيضا على أن الشركة ستواصل تأهيل المنطقة لتصبح منتزه شعبي للمحافظة وخارجها لكي تؤمها للاستمتاع بالطبيعة والخدمات الموجودة وبصفتي كمحافظ سأتابع مع اللجنة الوزارية ومع الشركة المستأجرة للوصول إلى حل للحالة القائمة عليها هذه المنطقة.

ما الرسالة التي توجهها إلى أهالي المحافظة؟.

بمناسبة أعياد الميلاد المجيدة نتوجه بالتهاني القلبية لأبناء الشعب الفلسطيني ونقول لهم كل عام وانتم بخير بالرغم من كل ما قيل وشخص حول المحافظة نبقى واثقون من أبناء المحافظة على حفظ النظام والقانون وان المسؤولية هي مسؤولية ستتركز بين الأجهزة الأمنية والمواطنين والأطر التي تمثل أبناء المحافظة،نتمنى في هذه المناسبة إبداء روح التعاون وتسهيل الحركة حتى يتمتع أبناء المحافظة والزائرين بالعيد السعيد ونحن على ثقة كما قلت هذا الليل لا بد أن ينجلي وان تبقى بيت لحم وأهاليها في كامل الجاهزية والتصدي لهذا المحتل وقطعان مستوطنيه إيذانا بالحرية القريبة أنشاء الله وتقوم الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف رغما عن الاحتلال ومشاريعه الظلامية والإنسانية.

وكل عام والجميع بألف خير