سلطة المياه وبلدية نابلس والتعاون الالماني ينظمون يوما دراسيا
نشر بتاريخ: 21/12/2009 ( آخر تحديث: 21/12/2009 الساعة: 19:58 )
نابلس-معا- دعا المشاركون في اليوم الدراسي والاتحاد الفلسطيني للهيئات المحلية الذي نظمته سلطة المياه الفلسطيني بالتعاون مع بلدية نابلس والاتحاد الفلسطيني للهيئات المحلية وبدعم من التعاون الفني الألماني الى ضرورة تعزيز دور المواطن في الحفاظ على المياه وبكافة المستويات والتركيز على فئة الشباب والاستمرار في توعية كافة الفئات حول المياه وتشجيع الحصاد المائي وتفعيل دور كافة المؤسسات العاملة في مجال المياه لتوعية المواطنين
كما دعوا الى حماية الينابيع وتأهيلها وتحويل الحفر الامتصاصية الى حفر صماء وانشاء محطات معالجة أولية للتقليل من خطر المياه العادمة على المياه الجوفية والبيئة، والى انشاء وصيانة شبكات صرف صحي ومحطات معالجة في كافة التجمعات. والاستمرار في عقد مثل هذه الورشات واللاقاءات وتشجيع استيراد اجهزة ترشيد الاستهلاك وتركيبها.
افتتح اليوم الدراسي الذي حضره عدد كبير من البلديات والمجالس المحلية رئيس بلدية نابلس، الحاج عدلي يعيش بكلمة اشار الى أهمية المياه في حياتنا، والى العراقيل والتحديات التي تواجه البلدية في الحصول على مصادر مياه اضافية، واشار الى ان غالبية المياه التي تزودها البلدية للمواطنين هي مياه ذاتية أي تنتج من ابار جوفية او من ينابيع تابعة للبلدية ولا يشترى الا القليل منها، كما أشار الى أهمية هذا اليوم الدراسي باعتباره يدعو الى ترشيد استهلاك المياه مستندا الى حديث الرسول الكريم "لا تسرف ولو كنت على نهر جارٍ.
من جانبه رحب صالح حماد ممثل سلطة المياه الفلسطينية في كلمته الافتتاحية بالحضور وأعرب عن سعادته بمشاركة نخبة من الخبراء الفلسطينيين في تقديم تجارب مؤسساتهم وبلدياتهم في مجال ترشيد استهلاك المياه. وثمن الجهد والدعم الذي تقدمه مؤسسة التعاون الفني الالماني، لسلطة المياه الفلسطينية في شتى المجالات، واشار الى انه لا بد قبل أي شيء من استعادة حقوقنا المائية وسيطرتنا عليها على قاعدة القانون الدولي.
واشار الى ضرورة تظافر الجهود لاستكمال البناء المؤسساتي وفق استراتيجية سلطة المياه لدمج خدمات تزويد المياه وخدمات الصرف الصحي في البلديات وتوحيدها ضمن مصالح مياه إقليمية على مستوى المحافظات تتمتع باستقلال مالي وإداري، وإنشاء مصلحة مياه وطنية لتقديم خدمات تزويد المياه بالجملة لمصالح المياه الإقليمية، وتحويل دائرة مياه الضفة الغربية إلى مصلحة مياه وطنية للتزويد بالجملة، وختم كلمته بأمل ان تكون التجارب التي ستعرض في هذا اليوم لها أثر في توظيف القيم الاجتماعية والإنسانية والدينية لتغيير أنماط الاستهلاك في كافة الاستخدامات، وتقليل الفاقد من المياه، والمحافظة على نوعية المياه، وتجنب التلوث وترسيخ مفهوم الحصاد المائي، والى ضرورة توعية المستهلك بالمخاطر الناجمة عن الهدر.
كما ورحب المدير التنفيذي للاتحاد الفلسطيني للهيئات المحلية عصام عقل بالحضور، وشكر منظمي اليوم الدراسي ومؤسسة التعاون الفني الالماني على الدعم المعنوي والمادي الذي تقدمه، وأكد على ضرورة حضور كافة البلديات لمثل هذا اليوم الدراسي لترشيد استهلاك المياه، لافتاً إلى ضرورة التركيز على طلاب المدارس في ايصال ثقافة الترشيد كونهم يمثلون جيل المستقبل.
وقدم عقل تفصيلا عن نشاطات الاتحاد السابقة والخطة المستقبلية للاتحاد، داعياً كافة البلديات والمجالس القروية الى ضرورة الالتفاف حول الاتحاد لضرورة استمرار نشاطاته المختلفة.
وأكد ممثل مؤسسة التعاون الفني الالماني GTZ جهاد الشخشير على استعداد المؤسسة لدعم كافة النشاطات البيئية او أية نشاطات اخرى تساعد في نشر ثقافة ترشيد استهلاك المياه في كافة المدن الفلسطينية.
وقدمت رنا أبوالسعود مديرة دائرة شؤون المستهلك والتوعية في سلطة المياه عرضا موجزاً عن الوضع المائي في فلسطين، وأشارت الى أن كافة التجمعات الفلسطينية تعاني من نقص في المياه وان ما يحصل عليه الفلسطيني من المياه هو أقل بكثير من الحد الادنى الذي حددته منظمة الصحة العالمية، وان هذا النقص يعود بالدرجة الأولى الى سيطرة الاحتلال الاسرائيلي على معظم المصادر المائية، وركزت على ان هناك عدم توازن بين الطلب على المياه والمتاح منه، وعلى ضرورة تأقلم المواطن مع ما هو متاح من المياه. وأشارت الى عدد من المشاكل التي تواجه قطاع المياه والتي على رأسها سيطرة الاحتلال الاسرائيلي على معظم المصادر المائية، وضعف في مستوى ادارة وتشغيل الموارد المائية المتاحة، وتدني كفاءة الاستخدام، والاستخدام العشوائي وغير الشرعي للمياه.
وركزت على دور الجهات المزودة للمياه في تقليل الفاقد المائي عبر تأهيل الشبكات والخزانات، وتطبيق سياسة التعرفة التصاعدية بعد الرجوع لنظام التعرفة في سلطة المياه، وضرورة حماية الينابيع من التلوث واعادة تأهيلها، هذا بالاضافة الى دور كافة المؤسسات والبلديات العاملة في مجال المياه في توعية كافة شرائح المجتمع بالوضع المائي في المنطقة واليات ترشيد المياه والحفاظ عليها من التلوث.
وقدمت أبوالسعود شرحا وافيا عن ما هي التوعية الجماهيرية وما هي الرسائل التوعوية التي نوجها لفئات المجتمع، وركزت على ضرورة تعزيز مسؤولية كل مواطن في الحفاظ على المياه ومصادرها واستخدامها بكفاءة عالية بحيث يستفيد من كل قطرة لضمان استدامتها للأجيال القادمة، وان التوعية عبارة عن عدة نشاطات تبدأ بالتعرف على المشكلة وتقييمها وتشخيص عيوبها ومن ثم البدء في التغلب عليها، وركزت على أهمية التوعية لفئة طلاب المدارس "العلم في الصغر كالنقش في الحجر" بحيث تتحول المعرفة الى سلوك يطبق بشكل ايجابي، وباعتبارهم جيل المستقبل.
وأشارت الى أن زرع ثقافة الترشيد والتوفير والحفاظ على مصادر المياه واعتبارها ثروة وطنية وأمانة بين أيدينا للأجيال المقبلة هي مسؤولية وطنية ومهمة جماعية، حيث أصبح إدخال مفاهيم الترشيد المائي في المناهج والمقررات الدراسية والخطب أمراً واجباً وضرورياً، ولا تستطيع أي مؤسسة القيام بهذه المهمة منفردة، لذا كان علينا جميعاً أفراداً ومؤسسات رسمية ودينية واجتماعية مسؤولية الحفاظ على الثروة المائية ومكافحة كل مظاهر تلوثها وهدرها حفاظاً على استمرارية حياتنا ومستقبل أجيالنا القادمة. واختتمت قائلة يداً بيد نضع لهدر المياه حد.
بدوره استعرض وليد الهودلي من مصلحة مياه محافظة القدس تجربة المصلحة في اطار ترشيد الاستهلاك والنشاطات التي نفذتها المصلحة في هذا المجال من مخيمات صيفية، واندية بيئية، واصادر العديد من المطبوعات والمنشورات التوعيية بالاضافة الى انتاج اغاني وقصص للمحافظة على المياه، وأشار الى ان فاتورة المياه التي تصل كل بيت في منطقة امتيازهم تحمل رسائل توعوية. ونوه الى دور الاحتلال الاسرائيلي في اعاقة تطوير قطاع المياه من خلال سيطرتها على مصادر المياه.
وأشار م.عماد الزير من بلدية الخليل الى معاناة العطش في المحافظة في المياه وضرورة البحث عن حلول لهذه المعاناة المستمرة، خاصة في فصل الصيف، واشار الى ان هناك بعض المنازل داخل المدينة لا تصلها المياه أبدا مما يضطر البلدية الى ارسال المياه اليها عبر الصهاريج بسعر أقل من التكلفة.
وعرضت مصلحة مياه الساحل في قطاع غزة الوضع المائي في القطاع وما تعانيه من تردي في نوعية مياه الشرب بالاضافة الى الكمية وشرحوا فيها ما يعانيه قطاع المياه في محافظات غزة المختلفة خاصة بعد الدمار الهائل الذي حل بالبنية التحية.
وعرضت د.آمال الهدهد تجربة بلدية نابلس حول ترشيد استهلاك المياه والخطوات العملية التي قامت بها البلدية في هذا المجال، خاصة تتظيم النوادي الصيفية لطلاب المدراس والقيام بعدد من النشاطات المميزة في هذا الاطار واصدارها عدد من المطبوعات والمنشورات والملصقات الخاصة بالترشيد.
وتخلل الحفل عرض لأنشطة طلابية من المرحلة الابتدائية.