قريع لـ "معا":نخشى ان يكون الانسحاب الاحادي من الضفة نهاية الحل
نشر بتاريخ: 21/12/2009 ( آخر تحديث: 22/12/2009 الساعة: 10:10 )
البحر الميت- معا- قال عضو اللجنة التنفيذية لـ (م،ت،ف)، احمد قريع "ابو العلاء" ان الحاجة الفلسطينية للمصالحة حاجة ملحة وهي اولوية وان القيادة الفلسطينية ستواصل الجهود من اجل انجازها"، مؤكدا ان الجهود المصرية مازالت مستمرة لاتمام المصالحة الوطنية.
واضاف "نأمل ان تعمل حركة حماس على توقيع الورقة المصرية لانه من المهم ان تتم هذه المصالحة باسرع وقت ممكن".
وفي رده على سؤال لـ "معا"، حول وجود مخاوف فلسطينية من اقدام اسرائيل على الانسحاب الاحادي من الضفة الغربية بذات الطريقة التي فعلتها في غزة قال ابو علاء "لا يوجد لدينا مخاوف من انسحاب اسرائيل وسنكسر وراها جرة فخار، بس المشكلة انها تريد ان تجعل من هذا الانسحاب هو نهاية الحل"، موضحا ان ما اقدم عليه شارون هو الانسحاب الاحادي من غزة وبدأ ببناء الجدار بشكل احادي واستمر فيه وخطط لعملية اخلاء او ما اطلقوا عليها عملية انطواء والمشكلة تكمن في ان اسرائيل تسعى لضم الكتل الاستيطانية الثلاث الكبرى وبذلك لن تترك للدولة الفلسطينية معنى وتعمل على ضم القدس او عزلها او فتح طرق صغيرة من اجل اداء الصلاة".
وتابع "هذه هي المخاطر الحقيقية التي يجب التنبه لها".
وحول وجود مخاوف من سيطرة حماس على الضفة الغربية على غرار ما فعلته في غزة قال قريع "هذا تنافس وهذا ممكن ان يتم تحسب من ذلك ولكنه ليس هو المشكلة بل ان الخطر الاساسي هي اسرائيل وليس فتح على حماس او حماس على فتح".
وتابع " تلك احزاب متنافسة واجرموا بحق بعضهم البعض لكن الاساس هي اسرائيل التي تبتلع الارض وتهود القدس ومغلقة قضية اللاجئين ".
وقال بلغة حازمة " اذا عندنا قناعة بالمصالحة فانها غدا تنتهي ، اما اذا اردنا ان ننكاف بعضنا ونرى من يدوخ الاخر قبل فان هذا الامر سيكون طويلا".
الى ذلك دعا قريع خلال الجلسة الاولى من فعاليات المؤتمر الدولي الذي تقيمه وكالة "ريا نوفوستي" الروسية للانباء العالمية بعنوان"الشرق الاوسط 2020:هل يمكن تحقيق حل شامل؟" الذي يعقد في البحر الميت في الاردن لمدة يومين، وبالتعاون مع مؤسسة " مجلس السياسة الخارجية والدفاعية " البحثية، المجتمع الدولي الى الاقلاع عن الدعوات للعودة الى المفاوضات باعتبار ان المفاوضات هي وسيلة وليس هدفا بعينها، مشيرا الى انه بعد 18 عاما من المفاوضات المعمقة لكل القضايا فان اسرائيل عملت على استخدامها كمظلة للاستمرار بكتابة مشروعها الاستيطاني على الارض وتنفيذ سياسة الانطواء والتهويد وبناء الجدران وتسييج القدس وفصلها وعزلها بشكل نهائي.
وقال قريع " استمرار هذه المفاوضات في ظل هذه الوضع ينطبق عليها وصف المثل الشعبي "تجحيشة"، مشددا على ان اطلاق مفاوضات حقيقية تتطلب خلق ظروف مواتية اما الدعوة الى اليها في ظل ما تمارسه اسرائيل من انتهاكات وخروقات فانه امر لا يمكن الاستمرار به.
واضاف " الدعوة الى العودة للمفاوضات دعوات مضللة ومظلة لمزيد من الانتهاكات والمطلوب هو تعزيز الجو المناسب والضروري لذلك "، مشددا على ان تحقيق السلام الذي يتمسك به الفلسطينيون كخيار استراتيجي يتطلب مجموعة من الشروط الاساسية والضرورية لذلك ابرزها ، انه لابد من الاعتراف المسبق بالحقوق المشروعة لكل طرف وتوفير ضمانات دولية لذلك ، الاقرار بعدم جواز الاستيلاء على على ارض الغير بالقوة ، والوقف التام لجميع الاعمال الاحادية غير المشروعة سواء في القدس او سياسات التوسع الاستيطاني وبناء الجدار العنصري، والتخلي عن الدعوات للعودة للمفاوضات لان ما نحتاجه هو التطبيق وليس اعادة التفاوض من جديد، وتهيئة الاجواء الاقليمية الدولية الملائمة لاعادة بناء الثقة وتطبيق الاتفاقيات الموقعة وخطة خارطة الطريق التي تتضمن فتح المؤسسات المقدسية في القدس والافراج عن المعتقلين ووقف الاستيطان بالكامل.
وقال " لن يتحقق السلام الشامل ان ما تم تجاوز حقوق الشعب الفلسطيتي "، محذرا في الوقت ذاته من بعض ما يجري تداوله في الاوساط الإسرائيلي حول فك الارتباط والانطواء الذي فعلته في غزة واستنساخها في الضفة الغربية سواء على ارضية مشروع موفاز او بيريز – باراك او المشروع الامريكي الاسرائيلي الذي يقترح تحويل مناطق ب الى مناطق أ وتاجيل بقية قضايا الحل النهائي لمرحلة مفتوحة .
واضاف " اذا ما فعلت إسرائيل ذلك فانها تكون قد اصدرت حكما بالاعدام على عملية السلام ، والحل الوحيد هو اقامة دولة فلسطينية مستقلة على خط الرابع من حزيران بما فيها القدس وحل عادل ومتفق عليه لقضية اللاجئين وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية ".
الى ذلك حذر المستشار السياسي للرئيس محمود عباس، نمر حماد، من مخاطر محاولة اسرائيل وبعض المتعاطفين معها ، تقزيم اهمية القضية الفلسطينية والصراع العربي – الاسرائيلي وقال " هناك محاولات اسرائيلية لبث تصورات واصطناع اخطار كبرى في المنطقة لتهميش القضية الوطنية لشعبنا".
واضاف " اسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم التي يمارس جيش قتل الابرياء وتقول انه افضل جيش لديه اخلاق، وهي الدولة الوحيدة التي تتخذ قرارات عنصرية بشان حقوق المواطن فيها وترد انه على االعالم ان لا يعطينا دورسا في الاخلاق ؟!.
وتابع " العالم أعطى اسرائيل مالا لم يعط لاية دولة في العالم واعطاها سلاحا لم تحصل عليه اية دولة في العالم ، داعيا اسرائيل الى الاستفادة من الدروس من زيادة التطرف والعنصرية في اسرائيل .
واشار الى ان متطلبات عملية السلام وتحقيقه واضحة للجميع وكل مواطن فلسطيني واسرائيلي يؤمن او يتمنى حلا لهذا الصراع ويعرف ما هو مطلوب لانجازه.
وحظيت القضية الفلسطينية باهتمام كبير خلال جلسات المؤتمر الذي ناقش جملة من الملفات والتحديات التي تواجه المنطقة والتي منها خطر انتشار الاسلحة ، والطاقة والامن الاستراتيجي في المنطقة ومستقبل التسوية السياسية ، والتنافس على حيازة الاسلحة النووية .