الزواج من العدو .. تهمة يواجهها ايلي اليهودي الذي تزوج فلسطينية من رام الله
نشر بتاريخ: 27/04/2006 ( آخر تحديث: 27/04/2006 الساعة: 18:38 )
بيت لحم - معا- قبل عشر سنوات هربت الفتاة " ع" من منزلها في مدينة رام الله لتتزوج باليهودي الذي احبته ويدعى ايلي .
فور هروبها من منزلها تزوجت "ع" من ايلي واقامت معه في منزل متواضع بمدينة القدس المحتلة ورغم مرور عشر سنوات على هذه القصة تقول "ع" بان قلبها يتوقف عن النبض مع كل قرعة باب لادراكها التام بان اهلها سيعثرون عليها اجلا ام عاجلا وينزلون بها العقاب .
ورغم البداية الرومانسية التي استهلت فيها صحيفة معاريف قصتها الا ان وزارة الداخلية الاسرائيلية ترفض تثبيت حالة الزواج في بطاقة الزوجين الشخصية واكتفت بتسجيل ملاحظة تحت بند الحالة الاجتماعية مفادها ان حالة الزوجين الاجتماعية غير واضحة .
وهو ما تسبب بالكثير من المشاكل للزوجين بحيث منعت عنها الاستفادة من معظم التسهيلات التي يحصل عليها الازواج في اسرائيل او حتى تلقي العلاج .
ويروي ايلي قصته مع مستشفى هداسا الذي رفض ادخاله لتلقي العلاج بسبب ملاحظة الداخلية " غير واضح " لان موظفة الاستقبال لم تعرف ماذا تسجل تحت بند الحالة الاجتماعية الموصوف في سجله الطبي ورغم اتصالها مع الجهات المسؤولة الا ان ايلي لم يتمكن من دخول المستشفى الا بعد ان ادعى بان زوجته ترفض منحه الطلاق لذلك وصفت الداخلية حالته الاجتماعية بغير الواضحة .
وبعيدا عن صراع ايلي مع اجهزة الدولة البيروقراطية تجلس "ع" على الجانب الاخر من المتراس محجوزة في شقتها بمدينة القدس لا تستطيع الخروج منها بسبب عدم اعتراف الداخلية بزواجها وبالتالي عدم حصولها على تصريح الاقامة في اسرائيل وتعزي نفسها بان قوات الامن لن تطردها من المدينة كون حالتها ما زالت تحت الدراسة في وزارة الداخلية وتقديرا من اجهزة الامن لخصوصية وضعها فلا يعقل ان تتعامل معها كأي شخص دخل اسرائيل دون تصريح ولكنها تستطرد وتقول " هذا هو الامل والتوقع لكن من يفهم حرس الحدود حين يتم ضبطي لذلك لا اخرج من المنزل ".
واضافت "ع" فيما اذا -لا سمح الله - تم اعتقالي سوف تقوم قوات حرس الحدود باعادتي فورا لمناطق السلطة الفلسطينية وعندها ستنتهي قصتي " اقتل " لانك تعرف تماما ان الناس في مناطق السلطة ينظرون لاي عربي من عرب اسرائيل كعميل محتمل فكيف والحديث يدور حول فلسطينية تزوجت من يهودي ؟ عندها اذا لم تقتلني عائلتي سأجد من يتبرع بذلك " خسارة انني لم ارتبط مع جهاز المخابرات ".
تعرف ايلي بمحبوبته "ع" عندما كان يقوم باعمال لصالح صاحب المنزل الذي كانت تعمل فيه في احدى مستوطنات الضفة الغربية وبعد فترة امتناع قصيرة استجابت "ع" لمغازلات ايلي وتطورت قصة حب بينهما رغم انها كانت مخطوبة لاحد ابناء عائلتها مما اجبرها على الاختباء في منزل مشغلها داخل المستوطنة .
بعد شهرين من اختفائها نجح احد اخوتها في معرفة مكانها وابلغها بان امهما في النزع الاخير وطلبت حضورها لتقضي معها اخر لحظاتها حياتها وتحت تأثير الحزن على والدتها وافقت "ع" على العودة الى المنزل لرؤية والدتها لتكتشف عند وصولها ان القصة ملفقة يراد بها استدراجها للمنزل .
وبعد لحظة من الصمت القاتل تستعيد "ع" تلك اللحظات وتقول " عندما دخلت الى المنزل قفز علي اخوتي واوسعوني ضربا واحتجزوني في احدى غرف المنزل لمدة اسبوعين بالكاد قدموا لي فيها القليل من الطعام والشراب وبكل بساطة جوعوني او ارادوا قتلي جوعا وعندما اتصلت بالشرطة الفلسطينية ابلغوني بانهم لا يستطيعون التدخل لان الامر نزاع عائلي ومشكلة داخلية ".
واستمرت "ع" في سرد قصتها مع عائلتها المجروحة في كبريائها واضافت " مساء ذات يوم خرجت عائلتي لحضور احدى المناسبات وابقت عندي نسيبتنا من اجل حراستي فشعرت بان هذه الفرصة الوحيدة للهرب فطلبت من السيدة الحارسة فك وثاقي من اجل ان اذهب الى الحمام فاستجابت لطلبي مما مكنني من الهرب عن طريق الشباك وكانت اخر مرة اشاهد فيها عائلتي ".
زواجها من ايلي شكل لها بطاقة التأمين للخروج من المأزق الذي وجدت نفسها فيه لكن وجودها في اسرائيل بشكل غير قانوني منع منها امكانية الزواج او حتى التهود او حتى اقامة زواج مدني وحتى اقامة مثل هذا الزواج في الخارج لم يرد بالحسبان لعدم تمكن "ع" من تجديد جواز سفرها الفلسطيني مما جعل العاشقين يعيشان في الخفاء لا كثر من ثماني سنوات حتى ابلغتهما احدى المنظمات الانسانية التي توجها اليها بامكانية زواجهما في دولة البروغواي حيث اكتفى المشرع بحضور احد الزوجين فقط لاتمام عقد الزواج .
بعد سماعهما بهذا النبأ السعيد اول شيء قام به ايلي هو التوجه الى وزارة الداخلية الاسرائيلية وسؤالها حول قانونية هذا الزواج من وجهة نظر القانون الاسرائيلي وعندما ابلغه موظف الداخلية المختص بعدم وجود اي اشكالية بهذا النوع من الزوج سحب من حسابه مبلغ عشرة الاف دولار وسافر الى البروغواي ليتمم عقد زواجه بعد ثماني سنوات من الهروب والتخفي .
وقال ايلي " عند عودتي من البروغواي اكتشفت بان ترسيم الزواج في الخارج لم يكن سوى بداية المشوار حيث بدأت سلسلة الطلبات غير المنتهية من قبل موظفي التسجيل في وزارة الداخلية وبعد ان سلمتهم جميع الوثائق المطلوبة وجدت نفسي مجبرا على تقديم الشروحات لكل موظفي الداخلية لماذا اتزوج من العدو ".
كلمة العدو هي الكلمة التي وصفوا بها زوجتي وليست من اختراعي ووضوعوني في وضع لا احسد عليه فانا ادفع الضرائب واخدم في الجيش وها انا استجدي الدولة التي خدمتها ان لا تطلق زوجتي ".