السبت: 21/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

ما الذي اختلف بين صفقة التبادل عام 85 وصفقة شاليط 2009؟

نشر بتاريخ: 22/12/2009 ( آخر تحديث: 22/12/2009 الساعة: 18:00 )
بيت لحم- ترجمة معا- الاجواء المتوترة والساخنة تعود من جديد للحكومة الاسرائيلية، وعليها اتخاذ القرار لاتمام الصفقة حيث يوجد المعارضين والمؤيدين وهذا ليس جديدا، حيث كان نفس التوتر والضغط يرافق اتخاذ القرار في اتمام صفقة التبادل مع منظمة الجبهة الشعبية- القيادة العامة عام 85، حيث كان العنوان الاساسي امام الكابينيت الذي كان يرأسه شمعون بيرس نفس العنوان امام نتنياهو، والمتمثل بالافراج عن الاسرى "الملطخة ايديهم بالدماء ".

وكذلك نفس التخوفات من خروج عدد كبير من الاسرى والذي قد يسبب ارتفاع في العمليات العسكرية ضد اسرائيل، ومع ذلك فقد اجتمع الكابينيت في 6 اذار من العام 1985 واتخذ قرارا بالموافقة على الصفقة مع احمد جبريل والتي تم تنفيذها في 21/5/1985، حيث كانت الحكومة الاسرائيلية وقتها من حزبي الليكود والعمل، وكان شمعون بيرس رئيسا للحكومة ورابين وزيرا للجيش.

اليوم يقف الكابينيت على نفس الحدث وقد اجتمع مطولا ولاكثر من يوم لكي يقرر الصفقة، والاعتبارات نفسها تقف امام اعضاء الكابينيت، ولكن شهدت اسرائيل خلال الايام الماضية مزيدا من التوتر والنقاش والضغط الذي يمارس على الحكومة الاسرائيلية لاتمام الصفقة، ومع ذلك يبدو ان التردد لازال قائما لدى نتنياهو الذي فرض من البداية قرارا بالتعتيم الاعلامي على سير المفاوضات، ويبدو ان ما يرشح من انباء جزء من المفاوضات نفسها، ولكن يبدو واضحا ايضا انه يوجد اجندة اخرى لدى القيادات السياسية والامنية الاسرائيلية في هذا الموضوع.

وبحسب العديد من المصادر الاسرائيلية وما ينشر عبر الصحف ووسائل الاعلام، فان نتنياهو يحاول الخروج من هذه الصفقة بأقل الخسائر على صعيد مسيرته السياسية، وذلك من خلال محاولاته تجنيد موقف من الاجهزة الامنية الاسرائيلية داعمة لقرار اتمام الصفقة، وكذلك تجنيد اكبر دعم من قبل الوزراء في حكومته لهذا الموقف، وهذا ما يفسر العديد من التناقضات والمواقف المتصلبة التي يظهرها بعض المسؤولين السياسيين والعسكريين، حيث تمت مهاجمة قائد الجيش اشكنازي لدعمه الصفقة واقرارها، الامر الذي دفع بعض الوزراء للحديث عن فشل اشكنازي في قيادة الجيش لهذا الموقف، حيث سارع اليوم نتنياهو وباراك للتاكيد على الدور الايجابي الذي يقوم به اشكنازي في الجيش الاسرائيلي.

واضافت هذه المصادر ان احد العقبات الاساسية التي تقف امام نتنياهو موقف رئيس جهاز المخابرات "الشاباك " الاسرائيلي يوفال ديسكين، حيث لا زال يعارض اتمام الصفقة والافراج عن العديد من الاسرى الذي يصفهم بـ"المخربين الكبار"، حيث طرح امام الكابينيت تخوفات كبيرة من ارتفاع للعمليات العسكرية ضد اسرائيل، وكذلك امكانية سيطرة حركة حماس وايران على باقي اراضي السلطة الوطنية، وقد وصفت الصحافة الاسرائيلية ديسكين انه مفتاح الحل واتمام الصفقة، وهذا ما يفسر الرد الاسرائيلي يوم امس والذي وضع من خلاله شروط الابعاد القسري عن الضفة الغربية.