تقرير يكشف: اسرائيل خططت لضم معالي ادوميم للقدس قبل بنائها
نشر بتاريخ: 24/12/2009 ( آخر تحديث: 24/12/2009 الساعة: 17:59 )
بيت لحم - معا - كشف التقرير الجديد الذي نشرته جمعية "بمكوم" ومنظمة "بتسيلم" امس الاربعاء، لأول مرّة أنه قبل إقامة مستوطنة معاليه أدوميم خططت حكومة إسرائيل ضمها فعليا للقدس، حيث يوفر التقرير مستندات جديدة تم فتحها في أرشيف دولة اسرائيل مؤخرا للاطلاع، ويكشف عن عملية إقامة المستوطنة، على النقيض مما اعتادت عليه في أماكن أخرى في الفترة ذاتها، ولم تصدر إسرائيل أوامرا مؤقتة لمصادرة الأراضي المخصصة لمعاليه أدوميم، بل صادرت حوالي 32.000 دونم إلى الأبد.
ويكشف التقرير عن قيام إسرائيل، ضمن خارطة المصادرة الأصلية التي أعدت في العام 1975، بتخصيص الموقع لبناء مستوطنة مدنية حيث تكون ضاحية من ضواحي القدس، وكانت المساحة المصادرة أكبر بسبعة أضعاف من المطلوب للمنطقة الصناعية، رغم قيام طاقم وزاري اسرائيلي مشترك بتخصيص مساحة 4.500 دونم لإقامة المنطقة الصناعية، فقد قررت لجنة وزارية مصادرة مساحة تصل إلى حوالي 30.000 دونم حاليا.
وعلى النقيض مما تدعيه إسرائيل بأن الفلسطينيين لم يتضرروا من المصادرات المكثفة للأرض، اوضح التقرير أن إقامة المستوطنة كان مصحوبا بالمس بمئات البدو الذين تم طردهم وآلاف السكان في القرى المجاورة الذين أرغموا على ترك المناطق الزراعية الخاصة بهم أو المس بحقوقهم في الأراضي.
وخلال السنوات الأخيرة اتخذت الحكومات الإسرائيلية سلسلة من الخطوات الهادفة إلى ضمان بقاء معاليه أدوميم جزءا من منطقة القدس من الناحية الجغرافية والأدائية، من بين هذه الخطوات، يمكن الاشارة لتوسيع مساحة نفوذ المستوطنة، حيث النية لضم مستوطنة كيدار والأراضي المجاورة لها لمنطقة نفوذ معاليه أدوميم، إيجاد تواصل على الأرض مع منطقة نفوذ القدس الكبرى، خرائط البناء في منطقة E1 التي تهدف إلى إيجاد تواصل بلدي مبني بين معاليه أدوميم والقدس والمسار المخطط (جزء منه مبني) الخاص بالجدار الفاصل.
ويذكر ان المسار المخطط للجدار الفاصل حول منطقة معاليه أدوميم يضم فعليا إلى إسرائيل منطقة كبيرة تصل إلى حوالي 62.000 دونم، من ضمنها معاليه أدوميم، المنطقة الصناعية شيلو، ست مستوطنات صغيرة حولها، وفلسطينيون يصل عددهم إلى 6.500 فلسطيني، الذين تنوي الحكومة طرد بعضهم من المنطقة، حيث ان الفلسطينيين الذين سيبقون قرب المستوطنة سيُضطرون إلى طلب الحصول على تصاريح من أجل البقاء في بيوتهم.
كما سيلحق مسار الجدار الفاصل الضرر بعشرات آلاف المواطنين في بلدات العيزرية أبو ديس وعناتا والسواحرة الشرقية مما سيخنق التطور العمراني لهذه البلدات ويشوش نمط حياتهم، ومن المتوقع لمسار الجدار الفاصل أن يقطع الضفة الغربية إلى قسمين ويصعب الحركة والتنقل بين شمالي الضفة الغربية وجنوبها.
وقد أعلنت إسرائيل مؤخرا عن تجميد العمل في مسار الجدار الفاصل حول معاليه أدوميم لأسباب تتعلق بالميزانية، لكنها لم تقم بإلغاء أوامر المصادرة التي أصدرتها بالنسبة لمسار الجدار الفاصل، وهي مستمرة في إتباع الإجراءات الخاصة بطرد آلاف البدو من أبناء قبيلة الجهالين من جيب معاليه أدوميم الذي سيتولد عن بناء الجدار الفاصل.
ومن أجل توسيع معاليه ادوميم، قامت إسرائيل بطرد مئات البدو من مناطق سكناهم إلى موقع سكني أقامته على مقربة من "مزبلة" أبو ديس، البيوت السكنية الأقرب إلى المزبلة تقع على بعد 300 متر منها، طبقا لخطة جديدة تمت المصادقة عليها من قبل الإدارة المدنية لكن مفعولها لم يسري بعد، سيتم نقل أبناء الجهالين الذين يقطنون على مقربة من معاليه أدوميم، إلى حي جديد سيتم بناؤه لهم على مقربة من مزبلة أبو ديس، وقد حددت الخطة وجوب بناء البيوت السكنية الأبعد في الحي الجديد على بعد 150 مترا فقط من المزبلة.
وهذا على الرغم من موقف دولة اسرائيل القائم على احتمال انهيار المزبلة وانفجارها بسبب غاز الميثان المتراكم فيها، وعلى الرغم من هذا الخطر الكبير، فقد قرر المجلس الأعلى للتنظيم في الإدارة المدنية الاسرائيلية الدفع قدما بالخطة زاعما أن الأخطار التي يتعرض لها أبناء الجهالين الذين سيسكنون في المنطقة هي أخطار "هامشية"، وبالرغم من أن بعض هذه الأخطار أكثر وضوح، لكن "توجد حلول معقولة للتعاطي معها".