ما علاقة نظام الرعاية الصحية الامريكي بقضية الشرق الاوسط؟

بيت لحم- معا- رغم ان قانون اصلاح نظام الرعاية الصحية الامريكي شأن داخلي امريكي بامتياز، الا ان اسرائيل تابعت وراقبت اقرار القانون المهم بمجلسي النواب والشيوخ الامريكيين بتحفز واهتمام شديد.

وذكر موقع " هآرتس" على لسان الكاتب عكيفا اللدار ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو مُطّلع بشكل تام على دهاليز السياسة الامريكية الداخلية وعلى معرفة كافية بقواعد اللعبة السياسية الداخلية الامريكية وانعكاسات مفاعيلها على السياسة الدولية للادارة الامريكية، وذلك انطلاقا من القاعدة القائلة بان الرئيس الامريكي الذي يفشل بتمرير سياسته الداخلية سيجد صعوبات جمة بتجنيد دعم الكونغرس والرأي العام لصالح سياساته في الساحات الهامة خارج حدود الولايات المتحدة.

واضاف الموقع ان تمرير قانون اصلاح نظام الرعاية الصحية يعتبر امتحان قبول لـ باراك اوباما يؤهله لدخول الساحة الشرق اوسطية وانطلاقا من هذا الفهم لم يخفيا نتنياهو ومساعديه امانيهم بفشل اوباما حتى يفقد مواقع ومنابع قوته داخليا وخارجيا، ما يتركه يقضي فترة حكمه المتبقية بمحاولة ترميم وضعه الجماهيري والمحافظة على وضع وموقع حزبه، مقدرين ان سقوطا مدويا بهذا الحجم سيكبل ايادي الرئيس الامريكي خارجيا.

ويسود لدى اسرائيل اعتقادا بان الرئيس الامريكي يفقد وبشكل متواصل ثقة الجمهور الامريكي، وذلك قبيل وصول المبعوث الامريكي جورج ميتشيل المتوقع وما يعنيه الامر من تراجع للموقف الامريكي في الساحة الدولية خاصة داخل الرباعية الدولية التي رفعت رأسها للمرة الاولى ضد امريكا برفضها اقتراحا امريكيا يشيد بقرار اسرائيل تجميد الاستيطان مدة 10 سنوات، فيما لاحظ الاتحاد الاوروبي الذي يستعد لتنفيذ اتفاقية "لا سبن" حالة الضعف التي يمر بها اوباما داخليا وبدأ يحتفل بمبادرات خاصة بالاتحاد.

ان نجاح اوباما وحزبه اعطى سيد البيت الابيض قوة دفع جديدة وبإمكانه الان وبعد انتهاء عطلة اعياد الميلاد تخصيص وقتا اطول للقضايا الخارجية التي اهملها، بسبب تركيزه على قانون الاصلاح الصحي وسيتمتع الصراع الفلسطيني والاسرائيلي كما المسار السوري الاسرائيلي بوقتا رئاسيا نوعيا.