السبت: 11/01/2025 بتوقيت القدس الشريف

البرلمان العربي يحمل اسرائيل مسؤولية تداعيات سياستها العنصرية في القدس

نشر بتاريخ: 26/12/2009 ( آخر تحديث: 26/12/2009 الساعة: 19:25 )
بيت لحم- معا- أكد البرلمان العربي الانتقالي رفضه المطلق للحصار الاسرائيلي المفروض على القدس والمسجد الاقصى المبارك، مشددا على أن الممارسات والانتهاكات الاسرائيلية وسياسة التطهير العرقي التي تستهدف تهويد المدينة المقدسة لا يمكن أن تخلق حقا أو أن تنشئ التزاما.

وحمل البرلمان العربي فى بيان أصدره فى جلسته الخاصة اليوم خلال دورته العادية الثانية المستأنفة بمقر الامانة العامة للجامعة العربية تحت عنوان "يوم القدس والمسجد الاقصى" اسرائيل المسؤولية الكاملة عن التداعيات المترتبة على سياساته وممارساته العنصرية وعلى رأسها قيامه باخلاء وهدم المنازل فى القدس المحتلة والمسجد الاقصى المبارك بغية تهويدها وتغيير معالمها السكانية والجغرافية.

وأعلن البرلمان العربي تأييده للتحرك العربي الداعي الى طلب عقد جلسة خاصة وعاجلة للجمعية العامة للامم المتحدة للنظر في الموقف الخطير الناتج عن الاعتداءات المتكررة "للكيان الاسرائيلي" وبصفة خاصة الحصار الجاري على المسجد الاقصى واستمرار عمليات الحفر تحته بزعم البحث عن الهيكل "المزعوم" واتخاذ الاجراءات الكفيلة لحماية الشعب الفلسطيني من الاستعمار الاستيطاني الاسرائيلي.

ودعا لجنة المتابعة العربية الوزارية لجامعة الدول العربية لاتخاذ موقف حاسم ونهائي لمصير مبادرة السلام العربية حيث لم يعد مقبولا أن تبقى مطروحة الى ما لا نهاية.

وطالب البرلمانات العربية والاسلامية والدولية وجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي ومنظمة الاليكسو الاستمرار في مواقفهم وتفعيل دورهم لنصرة القدس والمسجد الاقصى من خلال رفع شكاوى ضد سلطة الاحتلال الاسرائيلي لدى المحاكم والمحافل العالمية والمحكمة الجنائية الدولية والعمل على محاكمة قادة العدو الاسرائيلي السياسيين والعسكريين وذلك لارتكابهم جرائم حرب ضد الشعب الفلسطيني.

ودعا البرلمان العربي الانتقالي الامم المتحدة الى اجبار اسرائيل على الالتزام بقرارات مجلس الامن المتعلقة بالقضية الفلسطينية بخاصة قرار مجلس الامن الدولي رقم 465 لعام 1980 الذي يؤكد على أن جميع التدابير والترتيبات التى يتخذها الكيان الاسرائيلى باعتباره السلطة القائمة بالاحتلال عارية من الصحة بما في ذلك التدابير التشريعية والادارية التي تستهدف تغيير المركز القانوني لمدينة القدس وبنيتها الديمغرافية وطابعها العربي والتي تعد تدابير وترتيبات غير شرعية وكذلك أحكام اتفاقية لاهاي للعام 1954 التي تنص على عدم التعرض أو ارتكاب أي أعمال موجهة ضد أماكن العبادة التي تشكل التراث الروحي للشعوب.

وطالب كل الاطراف العربية والاسلامية والمسيحية والبرلمانات العربية والدولية والاقليمية بالتحرك العاجل للدفاع عن المدينة المقدسة وحرمة المسجد الاقصى المبارك والعمل على وقف كافة الانشطة الاستيطانية وازالة جدار الفصل وفك الحصار عن أبناء الشعب الفلسطيني في القدس والاقرار بحقوقهم القانونية والشرعية في العيش داخل أرضيهم المحتلة.

وطالب الدول العربية والاسلامية والاوروبية كافة منظمات المجتمع المدني تقديم الدعم السياسي والاقتصادي والمالي لاهالي المدينة المقدسة الذين يتعرضون لحصار اقتصادي واستعمار استيطاني "صهيوني" وضرورة دعمهم ماليا والقيام بمشاريع تساعدهم على البقاء.

ودعا البرلمان العربي الانتقالي الادارة الامريكية الى الالتزام بما أعلنه الرئيس الامريكي باراك أوباما في القاهرة واسطنبول من مواقف لحل الصراع العربي الاسرائيلي وقد تراجع هذا الالتزام جراء التعنت الاسرائيلي وبخاصة في موضوع الاستيطان وعدم القبول بوقفه وخضوع الادارة الاميركية لضغوط اسرائيل.

ودعا القيادات الفلسطينية الى الوقف الفوري لانهاء حالة الانقسام الفلسطيني التي لن يستفيد منها سوى "العدو الاسرائيلي" وتمكنه من تنفيذ مخططاته الرامية الى تصفية القضية الفلسطينية.

وقال البيان "ان الكيان الصهيوني على مدى العقود الطويلة لم يلتزم ولم يحترم قواعد القانون الدولي ولا اتفاقيات جنيف الرابعة لا قرارات الامم المتحدة ومجلس الامن المجلس الدولي لحقوق الانسان كما لم يحترم التعهدات والاتفاقيات التي وقعها الامر الذى يستلزم وقفة جادة وحاسمة من الاطراف العربية والاسلامية والمسيحية والافريقية والدولية".

وكان البرلمان العربي الانتقالي قد عقد اليوم جلسة خاصة خلال اجتماع دورته العادية الثانية المستأنفة بمقر جامعة الدول العربية شارك فيها عدد من القيادات والشخصيات البرلمانية والسياسية والدينية على المستوى العربي والافريقي والاسلامي لمناقشة ما تتعرض له مدينة القدس العربية المسجد الاقصى المبارك من اجراءات وانتهاكات غير مسبوقة وغير شرعية وغير قانونية تستهدف تهويد المدينة المقدسة واستئصال الوجود العربي منها وتدمير منازل أهلها وسحب هوياتهم وتهجيرهم قسرا.

من جانبه أكد عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية أن العرب لن يقبلوا باتفاق سلام بدون القدس التي احتلت عام 1967، ولن يقبلوا بأن تصطنع قدس آخر".

وفي كلمة له في افتتاح يوم للقدس دعا الأمين العام للجامعة العربية حماس إلى التوقيع على وثيقة المصالحة الفلسطينية التي أعدتها مصر، منوها بتوقيع فتح على هذه الوثيقة.

ودعا موسى إلى سرعة تحقيق المصالحة الفلسطينية وعدم طرح حجج لتأخير المصالحة وعدم الوقوف أمام تفصيلات تافهة.

وأوضح أن "كل الأمور والتفصيلات والاقتراحات في نظر التاريخ تافهة، إذا قورنت بانقسام الصف، وحين تعرف التفصيلات سوف تعرف كم هي تافهة هذه الخلافات وقال "لا يرى أحد من المتابعين أي سبب لهذا النزاع وهذا الإنقسام".

وأشاد الأمين العام للجامعة العربية بإصرار الرئيس الفلسطيني محمود عباس على وقف الاستيطان، ووقف التهويد في القدس، وكافة الممارسات لتي تتخذ ضد المدنيين في المدينة المقدسة، ووصفه بأنه موقف وطني مهم، لأن بداية التنازل هو التفاوض مرة أخرى بينما تستمر إسرائيل في ممارستها في الأراضي العربية المحتلة.

ونوه موسى بتمسك العرب والمسلمين وكذلك المسيحيين بالقدس، مشيرا إلى مواقف منظمات مهمة على رأسها الإتحاد الأوروبي حيث تقدمت السويد بطلب اعتماد القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين، وأن تتوقف الإجراءات التي تمس بحاضر ومستقبل القدس الشرقية ، وقال إن هذا تطور مهم، وعلينا كمواطنين عرب أن نصر على الحفاظ على هوية القدس وتأكيد أن السلام يرتبط بمصير القدس الشرقية كما احتلت عام 1967.

وأشار موسى إلى أن الجامعة العربية ومعها عدد من الدول العربية ذهبت الى محكمة العدل الدولية لتصدر رأيها القانوني بأن الجدار العازل غير شرعي ، وكذلك
المستوطنات التي لايجوز الاعتداد بها في أي تسوية.

وقال إن هذا شكل نجاحا كبيرا في العمل السياسي العربي ضد الاحتلال ، وشكل نقطة أساسية في المقاومة العربية السياسية الدبلوماسية ضد الاحتلال ، وصدق على هذا الرأي أغلبية الجمعية العامة للأمم المتحدة.

ولفت موسى إلى أنه رغم عدم تنفيذ هذا القرار فإنه وثيقة أساسية توضع على مائدة التفاوض ، فدور هذا الرأي القانوني قائم وقادم .

وأشار السيد عمرو موسى إلى أننا نمر بمرحلة ضبابية بسبب التعنت البالغ من جانب إسرائيل ولكن أيضا بسبب الانقسام الفلسطيني الذي طعن القضية.

وحث موسى البرلمان العربي الانتقالي الذي نظم هذه الفعالية على أن يطلب مطالب محددة من مجلس الجامعة العربية، فيما يتعلق بالقدس، وسبل التعامل مع الاحتلال والتعنت الإسرائيلي والموقف الدولي.

وقال إنه يجب أن تكون هناك توصيات لازمة وعملية، وليس مجرد دعم شفوي أو إدانة ، وأن يقف البرلمان على كل النقاط ، مشددا على أن التسوية لا يجب أن يكون فيها أي تنازل يخل بأركان حقوق الشعب الفلسطيني .

وحيا موسى صمود أهل القدس، معربا عن الاحترام لموقفهم ، وتاريخ نضالهم ، وناشدهم أن يظلوا صامدين في مواجهة الممارسات الإسرائيلية، مشددا على ضرورة الوقوف معهم سواء في البرلمان العربي ، والجامعة العربية.