بعد عام على الحرب- أطفال غزة يستذكرون لحظات الموت والجراح والخوف
نشر بتاريخ: 27/12/2009 ( آخر تحديث: 27/12/2009 الساعة: 19:53 )
غزة- معا- بعد مرور عام على الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة ما زال أطفال القطاع يستذكرون لحظات الخوف والرعب ومشاهد الدماء والدمار وأصوات القصف وإطلاق النار بالإضافة إلى الآثار النفسية عليهم.
أميرة القرم (14 عاما) من سكان منطقة تل الهوى غرب مدينة غزة استشهد والدها واثنان من إخوتها أمام عينيها وأصيبت بشظايا الصاروخ الذي سقط على منزلها في الأيام الأخيرة من الحرب وزحفت وهي مصابة لتحتمي ببيت أخر، وبقيت تنزف لمدة أربعة أيام.
تستذكر أميرة اللحظات الأولى من الحرب تقول "في الضربة الأولى تم قصف مبنى الأمن الوقائي في تل الهوى المجاور لمنزلنا وذهبت لكي ابحث عن إخوتي الصغار الذين كانوا في المدارس لحظة القصف".
وتتابع أميرة "عشنا أيام الحرب بكل أشكالها في المنزل حتى الأيام الأخيرة منها فسقط صاروخ على منزلنا ما أدى إلى استشهاد والدي واثنين من إخوتي أما عيني وأصبت بشظايا في قدمي ولم أتمكن من فعل شيء إلا أن انتهت الحرب ونقلت إلى المستشفى".
وشاركت أميرة اليوم في إزالة الستار عن لوحة تتضمن أسماء جميع شهداء الحرب في المجلس التشريعي بغزة ومن ضمنهم أسم والدها وأخويها، متمنية ألا تتكرر الحرب مرة أخرى، ومناشدة العالم للوقوف مع الشعب الفلسطيني والنظر إلى معاناته.
وتشير الإحصاءات أن عدد الأطفال الذين استشهدوا خلال الحرب وصل إلى 430 شهيد من أصل 1455 شهيد، فيما وصلت نسبة الجرحى من النساء والأطفال 48% من أصل 5300 جريحا.
الطفل لؤي صبح (11 عاما) من سكان مدينة بيت لاهيا شمال القطاع فقد بصره جراء إصابته بشظايا صاروخ أطلق عليه قرب منزله، يقول "أطلقت الطائرات مناشير تطالبنا بإخلاء منازلنا فذهبنا إلى مستشفى كمال عدوان وبعدها إلى مدارس الاونروا لمدة 15 يوم".
ويضيف صبح "بعدها أعلنت إسرائيل هدنة لمدة ساعتين فذهبت مع والدي إلى المنزل لكي نجلب بعض الحاجيات والملابس والطعام فأطلقت الطائرات صاروخ أصابني بشكل مباشر ولم يتمكن احد من إسعافي إلا بعد ساعات مما أدى إلى فقد بصري ووجود شلل في يدي اليمنى".
ويوضح صبح انه سيتابع تعليمه في مدرسة خاصة وسيعمل على محاربة وفضح جرائم إسرائيل من خلال العلم.
الطفل نزار اليازجي (9 سنوات) من سكان وسط غزة استشهد عمه وابن عمه يقول: "رأيت عمي وابنه وهما مقطعين ورأيت جنازتهم ورأيت أمي وأبي وأخواتي وهما يبكون ويصرخون".
وعن لحظات الحرب يوضح اليازجي انه عاش لحظات من الخوف والرعب ويقول: "كنا ننام كلنا في غرفة واحدة ولا نتحرك في ممرات البيت وكنا نصحى كل ليله على أصوات الطخ والقصف وتكسرت شبابيك بيتنا من القصف".
أما الطفلة صفية المصري (11 عاما) التي قصفت مدرستها خلال الحرب تقول "هم أرادوا من قصف مدارسنا أن نكون جاهلين ولا نتعلم ولكي لا نعرف ما هي حقوقنا ولا نعرف من هو عدونا الحقيقي".
وتوضح المصري أن قصف المدرسة لم يمنعها من الاستمرار في الدراسة وقالت: "سوف نتعلم وندرس ولن نتنازل عن حقوقنا بالسكن والتعليم ونحن نتعلم لكي نعرف كيف ندافع عن حقوقنا".
وأكد مختصون أن مئات الآلاف من أطفال غزة وكبارها أصيبوا بصدمات نفسية عنيفة نتيجة الحرب الإسرائيلية الأخيرة، بسبب تعرضهم لمشاهد عنيفة وأن نصف أطفال غزة تعرضوا لصدمات نفسيه شديدة خلال الفترة الأخيرة من العدوان.
وتنوعت هذه الآثار ما بين إصابتهم بأعراض جسدية وسلوكية ونفسية نجمت عنها اضطرابات أثناء النوم أو النوم الزائد، إلى جانب الخوف والأحلام والكوابيس، وأعراض متعددة تختلف من حالة إلى أخرى.