الثلاثاء: 21/01/2025 بتوقيت القدس الشريف

مشروع الحوار المجتمعي يكشف مستوى الحاجة إليه مجتمعيا

نشر بتاريخ: 27/12/2009 ( آخر تحديث: 27/12/2009 الساعة: 17:36 )
جنين - معا - اختتمت مؤسسة تعاون لحل الصراعات – رام الله والهيئة الاستشارية الفلسطينية لتطوير المؤسسات غير الحكومية في محافظة جنين PCS ، المرحلة الأولى من مشروع الحوار المجتمعي في شمال الضفة الغربية والذي يمول من قبل مركز أولف بالما الدولي - السويد.

ويشمل المشروع برنامجا تدريبيا في آليات تعزيز الحوار المجتمعي لمجموعات شبابية تمثل قطاعات مجتمعية مختلفة في جنين ونابلس ، وفي هذا السياق عقدت الهيئة ثلاث دورات تدريبية ل75 شابا من كلا الجنسين في ثلاثة مواقع هي ، مدينة جنين ، وجامعة النجاح الوطنية ، وجمعية أصدقاء فلسطين في نابلس.

وتنفذ الهيئة جزءا من مشروع كبير يشمل الضفة الغربية وقطاع غزة ويشارك فيه إضافة للهيئة إتحاد الشباب الفلسطيني، ومركز دلال للثقافة والفنون، واتحاد لجان المرأة للعمل الاجتماعي، ومركز يطا الجماهيري للتنمية ، كما تقوم على المشروع خمس مؤسسات أخرى في قطاع غزة.

وقال المشرف على البرنامج التدريبي أحمد أبو الهيجاء: إن تعزيز ثقافة الحوار بين الشباب احتياج فلسطيني هام لأننا وللأسف ما زلنا متأخرين في كل المسائل المتعلقة بقبول الآخر وثقافة الحوار سواء على الصعيد الاجتماعي أو السياسي.

وأشار إلى أن الحوار ثقافة غائبة بين الأب وأبنائه، والزوج وزوجته، والطالب وأستاذه والموظف ومديره، وصولا إلى الحركات السياسية المختلفة التي اختارت العنف اللفظي والمادي وسيلة للاتصال بينها.

وأضاف أبو الهيجاء أنه تبين خلال التدريبات العملية أننا ما زلنا في ثقافتنا نتمترس خلف مواقفنا ونحاول الدفاع عنها بغض النظر عن قناعتنا بها، ونعتبر أنه من العيب أن نغير مواقفنا إذا أقنعنا الآخر عن طريق الدليل المقنع. والأدهى أنه دائما ما يتحول الحوار إلى جدل ويعم الصراخ مكان الحوار العقلاني.

وأكد أن الحوار الناجح يتم على أساس المصالح وليس المواقف، فلكل إنسان احتياجات ومصالح ومواقف؛ والحوار الذي يتم على أساس المواقف تكون نتيجته الفشل ولا يدوم، دائما يجب البحث عن المصالح المشتركة.

واعتبر المدير التنفيذي للهيئة الإستشارية معتصم زايد : أن المجتمع المدني الفلسطيني لم يأخذ دوره بعد في تعزيز الحوار بمختلف أشكاله في المجتمع، ومما لا فيه أن الفجوة كبيرة بين ما هو مأمول من المجتمع المدني الفلسطيني بتاريخه العريق وبين ما هو حاصل على أرض الواقع.

وطالب زايد بتعزيز دور الشبكات المجتمعية في تعزيز السلم الأهلي وغرس قيم المواطنة الصالحة وتقبل الآخر سيما لدى الأطفال والشباب.

وأكدت مديرة مشروع تعزيز الحوار المجتمعي في الضفة الغربية رشا فتيان أن حالة الانقسام السياسي التي نعاني منها منذ ثلاثة أعوام أوجبت العمل في هذا الاتجاه؛ فنحن نسعى إلى خلق نماذج مضيئة لمجموعات شبابية تعمل على نشر ثقافة الحوار في بيئتها المحلية.

وأضافت: يتساءل الشباب دائما في بداية كل اللقاء الأول عن جدوى هذه اللقاءات ودرجة القدرة على التأثير في المجتمع؛ ولكنهم سرعان ما يكتشفون أن شيئا ما تغير في منهج تفكيرهم ورسالتهم في تعزيز الحوار وذلك ضمن خطة تدريبية مدروسة.

وأشارت فتيان إلى أن المشروع يتضمن عدة فعاليات في مجال تعزيز الحوار من خلال الشباب والإعلام ومنظمات المجتمع المدني وصولا إلى تعزيز السلم الأهلي.

واعتبرت أن العمل من خلال جماعات الضغط والمناصرة لبناء لوبي مجتمعي يسعى لتحقيق الحوار في المجتمع الفلسطيني مسألة يسعى المشروع لتحقيقها، وهي في غاية الأهمية لأنها ستخلق آليات عملية تعزز الحراك المجتمعي في هذا الاتجاه.

وحول طبيعة الأدوات المستخدمة في المشروع قالت: يتضمن عدة مراحل هي تدريب الكوادر الشبابية التي ستعمل على تعزيز الحوار في المجتمع، يليها لقاءات الطاولة المستديرة، وبناء اللوبي والشبكة المجتمعية لتعزيز الحوار المجتمعي، إضافة إلى إقامة مؤتمر مركزي فلسطيني لتعزيز الحوار.

واعتبرت رئيسة جمعية كي لا ننسى فرحة أبو الهيجاء أن المشروع رفد مؤسستها بمجموعة شبابية مؤهلة للعمل في الحوار المجتمعي سوف تنطلق للعمل مع الأطفال والشباب من أجل تعزيز السلم الأهلي وتقليل مستوى العنف والتعصب بين الشباب.
وشددت أبو الهيجاء على أن العمل في مجال تعزيز الحوار لا يجب أن يكون مرتبطا بمشروع لأنه احتياج ملح لا يختلف عليه اثنان.

وقالت إحدى المشاركات في التدريب دعاء السعدي: كنت أتمنى أن يكون لي دور في العمل على تعزيز الحوار في المجتمع وضمن البيئة التي أعيش فيها؛ ولكن لم نكن نعرف الكثير عن الحوار والآليات الواجب إتباعها لتعزيز الحوار ولحل الصراع وفق أسس علمية.

وأضافت السعدي: هناك كثير من الشباب لديهم الاستعداد لأخذ زمام المبادرة والعمل ضمن مجموعات لتعزيز الحوار والسلم الأهلي بعد أن دخلنا هذا النفق المظلم الذي قطع النسيج الاجتماعي للمجتمع. واعتبرت أن بناء الحوار ثقافة وممارسة داخل المجتمع لا يتأتى إلا إذا انطلق من القواعد.