الجمعة: 27/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

ماذا اعدّت الرئاسة لتهيئة القدس لتكون عاصمة فلسطين؟

نشر بتاريخ: 27/12/2009 ( آخر تحديث: 28/12/2009 الساعة: 09:05 )
القدس- معا- كشف المحامي احمد رويضي رئيس وحدة القدس اليوم الاحد، عن تبني الرئاسة الفلسطينية لخطة سياسية شاملة في مدينة القدس للاعوام الثلاثة القادمة لدعم المشاريع وتهيئة المدينة لتكون عاصمة للدولة الفلسطينية من جهة ولدعم صمود المقدسيين من جهة أخرى.

وقال رويضي في مؤتمر صحفي عقد اليوم في مقر نادي الصحافة المقدسي، ان الرئاسة ستعمل على خدمة كافة القطاعات التنموية في التعليم والصحة وحقوق الانسان والمواطنة والشباب والمرأه رغم المعوقات الاسرائيلية.

وأوضح انه تم انهاء تحديد الاحتياجات لخطة 2010-2013، مشيرا الى ان الخطة هي تحديث لدراسة سابقة قامت باعدادها جمعية الدراسات العربية عام 2003 ضمن رؤية الراحل فيصل الحسيني.

واضاف رويضي ان الخطة ممولة من الاتحاد الاوروبي وستكون الرئاسة المشرفة والمراقبة لتنفيذ البرامج، من خلال دائرة خاصة في وحدة القدس (المتابعة والمراقبة) لكافة المشاريع القادمة لتحقيق وتلبية احتياجات المواطنين وتوفير صمود المواطنين.

وقال رويضي ان الرئاسة عملت وستعمل خلال الاعوام القادمة على أربعة مستويات وهي القانونية والسياسية والشعبية والاعلامية، وقال ان المتابعة القانونية في المحاكم الاسرائيلية ليست لتوفير ضمانه قانونية للمواطن المقدسي اونما لكشف زيف ديمقراطية اسرائيل للعالم من جهة وللتمكن من ملاحقتها بالمحاكم الدولية مستقبلا من خلال الوثائق من جهة اخرى، مضيفا :"لقد اهتمت القيادة الفلسطينية بشكل خاص من الرئيس عباس بالقدس حيث كانت المدينة حاضره في اجتماعات الرئيس الداخلية والخارجية".

واستعرض الرويضي عمل الرئاسة عام 2009 حيث قال :"ان العام الجاري لم يكن سهلا على القدس حيث ازدات اخطارات الهدم الجماعية وتم تنفيذ عدد منها، اضافة الى مصادرة العقارات والاستيلاء عليها من قبل المستوطنين وبغطاء من الحكومة الاسرائيلية، كذلك الاعتداء وبشكل متعمد على المقدسات الاسلامية وعلى رأسها المسجد الاقصى وبحماية كاملة من الشرطة، وحفر الانفاق والاعلان عن مخططات بناء جديدة في أحياء القدس المختلفة، وقمع النشاطات الثقافية بالمدينة لحجج وذرائع مختلفة لا دليل لها".

وبشأن احتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية قال الرويضي "كنا نأمل أن تكون القدس محور الاهتمام العربي الاسلامي لان اختيارها كعاصمة للثقافة العربية جاء بقرار منهم وللاسف لم نتلقى اي دعم مادي، لكن المدينة استطاعت ان تخلق نوعا من حرب العصابات الثقافية من خلال اقامة الفعاليات المختلفة على مدار العام، اضافة الى اطلاق شعار الاحتفالية والاختتام من شوارعها".

وتطرق الرويضي الى زيارة بابا الفاتيكان واعتبرها زيارة مهمة، حيث تم اطلاعه على الانتهاكات بالمدينة ضمن برنامج فلسطيني واضح رغم محاولة اسرائيل منع لقاء اي مسؤول فلسطيني مع البابا.

واكد الرويضي على اهمية زيارة قناصل الدول الاوروبية للمناطق والاحياء المنكوبة بالمدينة ورفع التقرير من الرئاسة حول الانتهاكات الاسرائيلية فيها، حيث كان لذلك أثر واضح في اصدار موقف اوروبي يؤكد ان القدس عاصمة للدولة الفلسطينية وان اسرائيل دولة محتله.

وقال لقد شهد عام 2009 تطورا في مجال دعم صمود الانسان والمؤسسات المقدسية على مستوى الرئاسة والحكومة، حيث اهتمت الرئاسة بدعم صمود الانسان لاداركها أن المعركة بالمدينة ديمغرافيه وعليها تركيز وزيادة نسبة العرب بها لافشال المخطط الاسرائيلي الرامي الى جعل الاكثرية يهودية.

وأوضح دعم الرئاسة لما يقرب من 300 مشروع استفاد من خلاله 240 مؤسسة مقدسية خلال عام 2009، في قطاعات الصحة والمدارس والشباب والاندية والفرق الكشفية والمؤسسات الثقافية والفنية، بتكلفه بلغت 7 ملايين يورو لدعم مشاريع صغيرة، اضافة الى دعم التدريب المهني في المدينة بقيمة مليوني يورو، الى 4.5 ملايين يورو لدعم قطاعات التعليم والشباب والطفل.

وشدد على أهمية تفعيل العمل الشعبي وقال :"ثبت خلال العام الحالي مقدرة المواطن المقدسي على ايصال معاناته للعالم من خلال خيم الاعتصام التي انتشرت في انحاء مختلفة بالمدينة، وانعكس ذلك في الموقف السياسي للدول الاوروبية".

وقال :"ان الامكانيات لا تلبي الاحتياجات فنحن بحاجة لموازنات كبيرة، فمن خلال الدراسة تبين حاجات القطاعات التنموية بالمدينة الى 40 مليون دولار شهريا لخلق مجتمع قادر على الصمود"، مشددا على أهمية تنسيق جهود الجهات الرسمية العاملة في المدينة لتحقيق نتائج أفضل للمواطن، وأكد ان الرئاسة والحكومة والمحافظة تعمل ضمن رؤية جديدة واستراتيجية موحدة.

وحذر من النية المبيته لبلدية القدس برصدها ملايين الشواقل لهدم منازل في القدس الشرقية كأجرة للجرافات ومراقبة على البناء "غير المرخص" وللمقاولين، مقابل انعدام اي خطة لتطوير المدينة وتوفير احتياجاتها، وقال ان عام 2010 سيكون عاما صعبا على المقدسيين.

واستغرب من الدعم العربي الاسلامي المقدم للمدينة معتبره "دعما اغاثيا" واوضح ان قيمة الدعم الذي قدم للمدينة عام 2009 كان ما بين 3-4 ملايين دولار في مجالات الصحة والتعليم والاسكان، اما الاتحاد الاوروبي فقد مول مشاريع بقيمة 13 مليون دولار.

وقال "ان الدول العربية والاسلامية مقصرة في دعمها للقدس فهي تقدم الفتات بالمقارنة مع الاحتياجات".

وأوضح ان الرئاسة قدمت ما يزيد عن 12 مليون دولار لدعم مؤسسات المدينة، كما قدمت اموالا طائلة لمساعدة من هدمت منازلهم وشردوا منها وللمخططات الهيكلية ولتراخيص البناء.

واشار الرويضي الى الاوضاع الصعبة التي مرت بها القدس خلال العام 2009 ، من مصادرة العقارات والاستيطان، حيث تم اخلاء عائلات من منازلها في الشيخ جراح ،واعادة فتح ملف حي البستان من جديد ، والحديث عن اقامة الحديقة التوراتية ، وبالتالي محاصرة البلدة القديمة.

واضاف "كما شهد العام 2009 الاعتداء على المقدسات، وسماح الشرطة الاسرائيلية وفي تطور خطير ولاول مرة بالدخول بشكل علني للمسجد الاقصى بعد ان صدرت قرارات من المحكمة العليا كانت الشرطة تتحفظ على تنفيذها خشية من ردود الفعل الفلسطينية عليها ، وقد شهدنا خلال العام 2009 تطورا خطيرا بصدور قرار من المستوى الرسمي يسمح للمتطرفين اليهود بالخول الحر الى المسجد الاقصى. اضافة الى الحفريات الاسرائيلية المستمرة اسفل المسجد ، وافتتاح كنيس بالقرب منه.

وكذلك الاعلان عن مخططات بناء جديدة في القدس منها بناء 104 وحدات جديدة في جبل المكبر و104 وحدات استيطانية في راس العمود،اضافة عن مخطط اقامة 250 وحدة استيطانية في الشيخ جراح على انقاض المنازل التي يتم الاستيلاء عليها. عدا عن مخططات السيطرة على مناطق بالكامل وتحديدا في محيط البلدة القديمة، والممتدة من هداسا الى الشيخ جراح مرورا بواد الجوز والصوانة، وحتى واد حلوة وحي البستان في سلوان، وكذلك مصادرة 550 دونما في جبل المكبر مطلة على البلدة القديمة، وبالتالي منع تنفيذ أي خطة فلسطينية للاسكان في هذه المنطقة ،او احداث أي اضافة ديمغرافية فلسطينية في المدينة المقدسة خلال السنوات الماضية.

كما نوه الرويضي الى استمرار سياسة هدم المنازل ، والحديث عن هدم جماعي ل 88 منزلا في حي البستان و12 منزل في حي الطور، عدا عن الهدم في راس خميس والاشقرية وبيت حنينا وجبل المكبر، وبالتالي كان هذا مؤشرا على ان الحكومة الاسرائيلية بدات بشكل جدي باتخاذ خطوات ترانسفير جماعي ضد المقدسيين من خلال اجراءات جديدة في مجال الاقامة وجمع شمل العائلات وتسجيل المواليد ، ومصادرة عقارات بشكل جماعي كما هو الحال في الشيخ جراح وفي البلدة القديمة من القدس ، ثم استهداف المؤسسات المقدسية ومنع انشطتها في داخل المدينة ، ومنع أي نشاط تحت مختلف الذرائع والحجج.

وفيما يتعلق باحتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية اشار الرويضى الى ما واجهته هذه الفعاليات من قمع اسرائيلي وقال:": لقد شهدت القدس حرب عصابات ثقافية ، وبالرغم من ذلك أطلق شعار الاحتفالية من القدس ومن شوارعها أطلقت الفعاليات ومنها اختتمت وشهدت المدينة العشرات من النشاطات المختلفة لمؤسسات ثقافية وشبابية.

وأكد الرويضي اهتمام القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس أبو مازن بقضايا القدس، ومن ذلك الاتصالات السياسية التي يجريها مع قادة العالم أثناء لقاءاته وزياراته للدول او في استقبالاته للمسئولين الدوليين، وكانت هناك تقارير تقدم بشكل دائم حول الأوضاع في القدس وأثرها على المنطقة.