السبت: 21/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

معاريف: السلطة على حافة الانهيار التام.. واجواء اليأس تخيم على مكتب الرئيس

نشر بتاريخ: 29/04/2006 ( آخر تحديث: 29/04/2006 الساعة: 19:11 )
وكالة معا- وصفت مصادر صحافية اسرائيلية الاجواء المحيطة بالرئيس محمود عباس باليائسة وانها وصلت ذروتها هذه الايام .معربة عن اعتقادها بان تراجعا خطيرا قد طرأ على اداء السلطة الفلسطينية في الاسابيع الاخيرة .

واضافت ان تنازع الصلاحيات المستمر بين مكتب رئيس السلطة ورئيس الوزراء قد اصاب اجهزة ووزارة السلطة الفلسطينية بحالة من الجمود والشلل .

اوساط مطلعة في مكتب ابو مازن وصفت لمراسل الموقع الالكتروني لصحيفة معاريف وضع السلطة الفلسطينية بانه الاسوأ من ايام الحصار الاسرائيلي على بيروت مما يجعل احتمال انهيار السلطة اقرب من اي وقت مضى .

مسؤول كبير في مكتب الرئاسة الفلسطينية قال لصحيفة "معاريف" بان السلطة الفلسطينية قد فقدت اخر ذرة من الثقة التي كانت تتمتع بها واضاف " اسرائيل والولايات المتحدة وحتى الاتحاد الاوروبي الذي انجر خلفهما لم يعودوا يثقون بنا او يؤخذون افعالنا على محل الجد ".

ورات الصحيفة ان اجواء اليأس التي يعيشها كبار المسؤولين في بطانة الرئيس او مازن يمكن لمسها بوضوح في النقاشات الداخلية التي جرت مؤخرا في مكتب الرئاسة حيث قال احد المسؤولين الكبار خلال محادثة مع شخصية فلسطينية اخرى " الوضع الحالي اسوأ من حصار بيروت فتح ماتت ولم اتخيل يوما ان هذا سيحدث ".

وكشفت الصحيفة ان مسؤولين فلسطينيين الغوا في الايام الاخيرة زيارات كانت مخططة سلفا لواشنطن لانهم لا يجدون اي معنى للقاء مسؤولين امريكيين في هذا الوقت حيث قال احدهم " لا يوجد اي معنى للاجتماع حاليا باي مسؤول امريكي لاننا لا نمتكك شيئا نقوله او نقترحه الولايات المتحده تسعى فقط لاسقاط حركة حماس كجزء من حربها على الارهاب ولا يعنيها اي نتائج قد تترتب على ذلك ".

واضافت الصحيفة ان المشاعر الصعبة في اوساط القيادة الفلسطينية قد تضاعفت بعد الاهانة القاسية التي تعرض لها رئيس الوزراء السابق احمد قريع الذي اعتاد التنقل بواسطة بطاقة كبار الشخصيات الممنوحه له من الجانب الاسرائيلي عندما تم تفتيش سيارته وحقائبه ومصادرة بطاقة الـ"V.I.P التابعة له على جسر اللنبي بطلب من جهاز المخابرات " الشاباك " رغم معارضة وزير الدفاع ورئيس الاركان .حيث علق احد المسؤولين الفلسطينيين على هذه الاهانة وقال " انهم يريدون تصفيتنا نهائيا وهم لا يعرفون بانهم يصفّون العلمانيين داخل السلطة الفلسطينية ".

ونقلت الصحيفة عمن وصفتهم بمسؤولين كبار في حاشية الرئيس الفلسطيني ان الانهيار الكامل والشامل لمؤسسات السلطة قريب جدا واقرب من اي وقت مضى وقد وضع احدهم عدة سيناريوهات محتملة جميعها تتصف بالسوداوية اولها يتحدث عن حرب " ياجوج وماجوج " في غزة بين انصار دحلان وحماس في حالة انهيار السلطة الامر الذي سيعزل قطاع غزة عن الضفة ويحوله الى منطقة قائمة بذاته في حين تتحول الضفة الى مناطق معزولة تسودها الفوضى العارمة وباقي السيناريوهات لا تقل سوداوية عن حرب ياجوج وماجوج .

ونقلت الصحيفة عن صاحب السيناريو الذي قالت بانه مسؤول فلسطيني كبير قوله بان الطرف الوحيد القادر على منع انهيار السلطة الفلسطينية هو اسرائيل وقال " اعتقد بان رئيس الوزراء الاسرائيلي يدرك بان انهيار السلطة يعني اعادة الاحتلال المباشر من جديد على الاقل في مناطق الضفة الغربية وحسب اعتقادي هذا الامر يشكل عند القيادة الاسرائيلية خطا احمر لا ترغب في اجتيازه او حتى الوصول اليه والحل الوحيد هو تحويل الاموال من اجل دفع رواتب الموظفين لكن المشكلة ان اولمرت لا يرغب في الظهور كمن يعطي حماس الاموال ".

ورأت معاريف ان الاحتمال الاكثر واقعيه في نظر حاشية ابو مازن هو استمرار الضغط على حركة حماس وتشجيعها على تغيير مواقفها لاننا والحديث لاحد المسؤولين في مكتب الرئيس لا نستطيع عمل اي شيئ اذا لم توافق معنا حركة حماس على خطة عمل مشتركة ويجب على ابو مازن ان يجتمع مع خالد مشعل لمحاولة التوصل معه الى اتفاق يشكل خارطة طريق فلسطينية وببساطة العمل وفق نظرية نتنياهو " يعطون يأخذون لا يعطون لا يأخذون ".

ونقلت الصحيفة الاسرائيلية عن مصادر لم تقم بتسميتها في مكتب الرئيس قولها بان الرئيس الفلسطيني منقطع عن الواقع ولا يدرك حجم الازمة وخطورتها ويرفض الاعتراف بحقائق الواقع العنيدة .

ووصفت تلك المصادر وضع ابو مازن وعدم ارتباطه بالواقع المعاش بالقول " نحن نوضح له اهمية اتخاذ قرار في هذه المرحلة اما ان نذهب الى مواجهة حماس او نعمل معها ونحاول الوصول الى ترتيب ايا يكن نوعه لكن الرئيس حتى الان يفضل عدم اتخاذ قرار"

واضافت معاريف ان دائرة المفاوضات التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية تجري خلال الاسابيع الاخيرة نقاشات مكثفة حول احتمالية استئناف العلاقات مع الحكومة الاسرائيلية الجديدة.

ورغم التحليلات المتفائلة التي يصدرها صائب عريقات الا ان غالبية المستشارين الفلسطينين يخالفونه الرأي ويغرقون في التشاؤم حيث يعتقدون بان الخطوة الاسرائيلية احادية الجانب قدرا لا يمكن منعه.

ويرى كاتب التقرير الصحافي باراك براد ان رئيس السلطة ذاته لم يتسلل اليأس الى نفسه حتى الان من امكانية الحديث والحوار مع الحكومة الاسرائيلية الجديدة حيث اكد مقربون له بانه ينوي القاء خطاب سياسي فور اداء الحكومة الجديدة في اسرائيل اليمين القانونية يعلن فيه مبادئ المفاوضات مع اسرئيل وحتى اسماء اعضاء الفريق الفلسطيني للمفاوضات وذلك خلافا لما يعتقده مستشاروه الذين وصف احدهم اقتراح وخطاب ابو مازن المزمع القاؤه بالسخيف وقال " انه لا يدرك بان احدا في اسرائيل يرغب في التعامل معه او يأخذه على محمل الجد ".