الأسيرات يتعرضن للذل والإهانة داخل السجون الإسرائيلية، والأسيرة سمر صبيح تستعد لوضع مولودها غدا
نشر بتاريخ: 29/04/2006 ( آخر تحديث: 29/04/2006 الساعة: 20:22 )
رام الله-معا- وصفت الأسيرات في سجن تلموند وضعهن الاعتقالي بالمزري للغاية، إضافة إلى الإهانة التي يتعرضن لها من قبل إدارة السجن.
و افادت بعض الاسيرات الواتي زارتهن المحامية بثينة دقماق رئيسة مجلس إدارة مؤسسة مانديلا عن ما يتعرضن له من ذل وإهانة داخل السجون الإسرائيلية، وتعرضهن للتفتيش المهين (العاري) و حرمان الأسيرات الأمهات من احتضان أطفالهم بسن ما فوق الست سنوات أثناء الزيارة .
فقد وصفت الأسيرة سمر صبيح - والتي من المتوقع أن تضع مولودها الأول غدا الأحد في مستشفى مئير في كفار سابا - طريقة إدخالها إلى المستشفى المذكور لأجراء فحوصات طبية لها يوم الخميس 27/4/2006 بأنها منافية للمواثيق الإنسانية ، حيث تعرضت للتفتيش العاري والمهين وهي مكبلة اليدين والرجلين بمرافقة ثلاثة سجّانين ، إضافة إلى خضوعها إلى الفحص الطبي دون فك قيودها ، وتم إبلاغها أن ولادتها ستتم من خلال عملية قيصرية، وتعرضت الأسيرة صبيح لعملية التفتيش العاري مرة أخرى أثناء عودتها من المستشفى لسجن التلموند .
وأضافت الأسيرة صبيح : "أتمنى أن أضع مولودي الأول كأي أم أخرى - وبحضور أحد أقاربي إلى جانبي - ولكن مشيئة الله وقدره فوق كل شيء ، وسأتحمل صعوبات الولادة وآثارها النفسية من أجل حياة طفلي الذي سأسميه "براء" ولكني قلقة بخصوص حياته، حيث أنه سيضطر للعيش في غرف رطبة تنعدم فيها التهوية ومليئة بالحشرات ولا يتوفر فيها أي من احتياجات الطفل الأساسية" .
ومن جهتها أفادت ممثلة الأسيرات الأسيرة آمنة منى بأن إدارة السجن وبعد خروج الأسيرة منال غانم وطفلها نور إلى المحكمة يوم الأربعاء الماضي، رفضت إدخالهما إلى القسم عند عودتهم من المحكمة، حيث أبلغت إدارة السجن الأسيرة منى بأنه سيتم ترحيل الأسيرة غانم وطفلها إلى سجن الرملة للنساء، مما أدى بالأسيرات القيام بالاحتجاج، حيث سمحت بعدها إدارة السجن للأسيرة منى برؤية منال وطفلها وتسليمها أغراضها الشخصية هي وطفلها قبل نقلهما والجدير بالذكر أن سيتم عقد جلسة محكمة للأسيرة منال غانم بخصوص طفلها وإمكانية بقائه معها بتاريخ 10/5/2006 .
كما أبدت الأسيرة قاهرة السعدي استيائها بإغلاق إدارة السجن لحسابات الكانتين الخاصة بالأسيرات رغم اعتمادهن بالدرجة الأولى عليها ، بسبب سوء طعام الإدارة ونقصه الحاد ، كما شكت الأسيرة السعدي من نقص المراوح والبلاطات والأدوات الكهربائية في السجن .
وتمكنت أيضا المحامية دقماق من زيارة الأسيرة آيات وليد السلطي من نابلس والتي اعتقلت بتاريخ 3/4/2006 ، والتي أفادت بأنه عند اعتقالها تم تقييد يديها ورجليها وتعصيب عينيها ورميها على الأرض لمدة ليلة كاملة في معسكر حواره القريب من مدينة نابلس .
وفي مستشفى سجن الرملة لم يقل الأمر سوءا ، حيث التقت المحامية "دقماق" والمحامي جوناثان كتاب عددا من الأسرى المرضى هناك وهم الأسير علاء الدين حسونة (29 عاما) من مدينة الخليل ، وأعتقل بتاريخ 19/4/2006 حيث أخضع للتحقيق القاسي لمدة 75 يوم ، تعرض خلالها للشبح وهو مكبل اليدين والرجلين ، والتحقيق المستمر والتهديد والتخويف والحرمان من النوم ، إضافة إلى نقله للمستشفى عدة مرات نتيجة التعذيب الذي تعرض له ،وقد تم إبلاغ الأسير في مستشفى (سيروكا) بأنه مصاب بمرض القلب ، نقل بعدها إلى مستشفى الرملة ، ويعاني الأسير من ألم شديد في الصدر لدرجة عدم قدرته على المشي والتنفس أحيانا ، حيث يتناول 7 أصناف من الدواء وأجري له عملية قسطرة بتاريخ 1/8/2005 ، ومن المقرر له إجراء عملية قلب مفتوح بتاريخ 24/4/2006 ، حيث نقل وهو مكبل اليدين والرجلين يوم 24/4/2006 إلى مستشفى بلنسون لإجراء العملية ، وأجري له فحص دم وقياس ضغط ولم يحضر طبيب التخدير ، وبلغ بعدها بتأجيل موعد العملية إلى يوم آخر مجهول .
والتقى المحاميان أيضا إسماعيل طلب إجبارية (31 عاما) من بلدة إذنا قضاء الخليل، ويخضع للاعتقال الإداري من تاريخ 2/9/2004 ، ويعاني من التهاب حاد باليد جرّاء الإهمال الطبي المتعمد، حيث تعرض لحادثة أجبرته على وضع البلاتين فيها ، يذكر أن الأسير جبارين كان معتقلا في سجن النقب الصحراوي ، وعند استلام مصلحة السجون للمعتقل تم تحويله إلى مستشفى "سيروكا"، حيث أدخل غرفة العمليات فور وصوله وتبين وجود جرثومة بيده نتيجة الإهمال الطبي وإنعدام الرعاية الصحية، ويعاني الأسير إجبارية من نزيف دم والتهابات حادة في العصب وصعوبة في تحريك اليد .
كما التقى بالأسير فادي علي أحمد أبو زيد من جنين والمعتقل من تاريخ 14/3/2006 ، ويعاني من فقر في الدم ، ولم يقدم له أي علاج سوى الأسبرين لتمييع الدم ، ومن المقرر له إجراء عملية استئصال للطحال ، يذكر أن الأسير كان يأخذ وحدات دم قبل اعتقاله .
كذلك تمكن المحاميان من زيارة الاسير المريض أحمد التميمي الذي يعاني من وجود فشل كلوي وكليته الثانية لا نعمل إلا بنسبة تقل عن 10% ، ويتم إجراء غسيل الكلى له ثلاث مرات أسبوعيا ، وهو ينتظر جلسة المحكمة المقررة بتاريخ 22/5/2006 لبحث قضيته لإجراء عملية زراعة الكلى.
يذكر أن مؤسسة مانديلا قد تقدمت بطلب - بواسطة مكتب المحامي جونثان كتّاب - إلى مدير مصلحة السجون الإسرائيلية للسماح لوالدة الأسيرة صبيح أو زوجها المعتقل إداريا في سجن النقب دون توجيه أية تهمة له بمرافقتها بالمستشفى أثناء عملية ولادتها ، كما تم تقديم طلب مستعجل إلى محكمة العدل العليا الإسرائيلية لفك القيود أثناء الولادة والسماح لزوجها بالوقوف الى جانبها .