السبت: 21/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

رئيس الشاباك السابق : اسرائيل تساهم في التفاف الفلسطينيين حول حماس

نشر بتاريخ: 30/04/2006 ( آخر تحديث: 30/04/2006 الساعة: 01:09 )
بيت لحم - معا - اعترف عامي أيالون -رئيس جهاز الأمن العام الاسرائيلي الشاباك سابقاً بفشل الضربات العسكرية التي توجّهها سلطات الاحتلال إلى حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، فعلى العكس كانت تلك الضربات المتمثّلة باغتيال قادتها والزجّ بهم في السجون وإبعادهم تزيد الالتفاف حولها وتنتشر أكثر وتزداد شعبيتها في الشارع الفلسطينيّ.

وأرجع أيالون في مقابلةٍ أجراها مع موقع صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإلكتروني على شبكة الإنترنت، أمس صعود حركة "حماس" ووصولها على سدَّة الحكم وتسلّمها زمام السلطة لسببيْن؛ الأول: "لأنه بنظرهم لا يوجد شريك في الجانب الاسرائيلي، وليس من المؤكد أنهم على خطأ"، والثاني: "لأنّ السلطة كانت فاسدة."

وأردف قائلاً: "لقد رأت حماس أن هناك شريكاً (إسرائيلياً) لا يفهم سوى لغة القوة، وأن سنوات المفاوضات لم تؤد إلى قيام دولة فلسطينية.

وأضاف أيالون: "يجب أن ندرك انه كلما وجهنا ضربة لحماس سيزيد الالتفاف حولها وتنتشر أكثر، فحماس تزداد شعبيتها في الرأي العام الفلسطيني، وهناك الآن مصوتون لحماس أكثر مما كان لها يوم انتخابها بسبب دعم اسرائيل لها بطريقة غير مباشرة ومقصودة".

وبحسب أيالون، وهو المرشح السادس في قائمة حزب العمل خلال الانتخابات الاسرائيليةالأخيرة: "فإن ما يقلق حماس هو شيء واحد، يتمثل في نشوء واقعٍ جديدٍ يعتقد فيه الفلسطينيون أنه يوجد عملية سياسية، وأنّ هناك من يمكن التفاوض معه في الجانب (الإسرائيلي)".

ودعا أيالون في المقابلة التي أُجرِيَت معه؛ الساسةَ الاسرائيليون إلى مفاوضة من أسماهم بـ"المعتدلين" في الجانب الفلسطيني، ولكنه على الرغم من تأكيده على وجوب قيام دولة فلسطينية، إلا أنه يختزل كافة جوانب القضية إلى مسألة صراع حدودٍ عاديّ يمكن أنْ يقع بين أي دولتين.

كما أن أيالون لا ينفي إمكانية التوجه نحو حلول أحادية الجانب، إلا أنه يؤكد على أهمية وجود شريك فلسطيني لضمان تنفيذها حسب تعبيره.

كما وجه ايالون انتقادات كبيرة إلى الحكومة الاسرائيلية التي لم تتشكل بعد، وأعلن عن إقامة معسكرٍ في حزب العمل برئاسته للوقوف بوجه عمير بيرتس رئيس الحزب والذي توصل لاتفاق ائتلاف حكومي مع زعيم كديما.

وانتقد ايالون اعتقاد الحكومة القادمة بقدرتها على حل أية قضية دون تدخل الجانب الفلسطينيّ. وأضاف: "لن تكون (إسرائيل) الدولة الآمنة لـ(الشعب اليهوديّ)، إذا لم تقم دولة فلسطينية. وأنا شخصياً كنت بحاجة إلى سنوات كثيرة لإدراك ذلك، والاستفاقة من حلم (أرض إسرائيل الكاملة)".

إلا أنّ اعتراف أيالون السابق لا يقوده إلى الاعتقاد بوجوب حل القضية الفلسطينية حلاً عادلاً، وإنما إلى اختزالها إلى مجرّد قضية صراع على حدود، وذلك حينما قال: "السؤال هو ليس فقط كيف ننفصل عن الفلسطينيين؟، وإنما كيف ننفصل عنهم؟ ونتيح إمكانية قيام دولتين، ربما سيكون بينهما صراع حدودي، وهذا أمر مشروع".